مع استمرار المواجهات العسكرية في بنغازي بين وحدات من الجيش الليبي وميليشيات (أنصار الشريعة) المتشددة، ووسط الانقسام السياسي قالت الحكومة الليبية الجديدة التي يرأسها احمد امعيتيق أنها استلمت الحكم رسمياً.

نصر المجالي: وسط رفض رئيسي حكومة سابقين لشرعية رئيس الحكومة الليبي الجديد أحمد امعيتيق، فإنه عقد اول اجتماع لوزرائه في مكتب رئيس الوزراء، بعد أن ساعدته قوات الشرطة على السيطرة عليه.

وتعهد امعيتيق بجعل تحسين الأوضاع الأمنية ومحاربة الإرهاب على رأس أولوياته، إلا أن الثني يرفض تسليم سلطاته. ويرفض رئيس الوزراء السابق عبدالله الثني تسليم سلطاته إلى امعيتيق، كما أن علي زيدان يطعن في الطريقة التي أقيل بها ويعتبر أنه ما زال رئيس الوزراء الشرعي.

وكان الثني استقال في أبريل (نيسان) الماضي، لكنه قال إنه تلقى أوامر متضاربة من البرلمان الليبي المنقسم على نفسه بشأن شرعية انتخاب امعيتيق وانه سيستمر في أداء مهام منصبه حتى يحسم المؤتمر الوطني العام النزاع.

وقال شهود عيان إن امعيتيق وصل الى مكتب رئيس الوزراء في وقت متأخر من المساء تحرسه سيارات الشرطة. وكان الثني قد انتقل في وقت سابق الى مبنى حكومي آخر، حسب ما قال المتحدث باسمه. وفي تصريح مقتضب بعد اجتماع لمجلس الوزراء استنكر امعيتيق الاشتباكات التي وقعت بين الإسلاميين المتشددين وقوات الأمن في مدينة بنغازي الشرقية وأودت بحياة نحو 20 شخصاً.

وقال النائب الأول لرئيس البرلمان عز الدين العوامي لـ (رويترز) يوم الاثنين إن الثني أبلغه أنه لم يسلم مكتب رئيس الوزراء رسمياً إلى امعيتيق. وأدى انتخاب أحمد امعيتيق إلى شرخ في المؤتمر الوطني، حيث اعتبر النائب الأول لرئيس المؤتمر انتخاب معيتيق "غير شرعي"، وأيّدته في ذلك كتلة التحالف الوطني وبعض الأعضاء المستقلين.

وكان 83 من أعضاء المؤتمر الوطني العام منحوا الثقة لحكومة امعيتيق، ويعد هذا العدد كافيًا، حسب الإعلان الدستوري، في حين&حكومة عبد الله الثني مدعومة من النائب الأول لرئيس المؤتمر الوطني الذي يعارض حكومة امعيتيق ويعتبرها غير شرعية.

اشتباكات بنغازي

وإلى ذلك، تواصلت الاشتباكات العنيفة في مدينة بنغازي الليبية بين وحدات تابعة للجيش الليبي، ومليشيات متشددة، بعد هجوم شنته الأخيرة على قاعدة للقوات الخاصة في المدينة الساحلية الواقعة شرقي ليبيا، في وقت مبكر من فجر الاثنين.

وتدور الاشتباكات المسلحة بين عناصر (أنصار الشريعة)، والكتيبة "21 صاعقة"، في مناطق محاذية لبنغازي منذ الثانية من فجر الاثنين، وذكرت مصادر طبية أن الاشتباكات أسفرت، حتى اللحظة، عن سقوط 15 قتيلاً على الأقل، وأكثر من 40 جريحاً.

وقال العقيد محمد حجازي، المتحدث الرسمي باسم "الجيش الوطني الليبي" - القوات التابعة للواء المتقاعد، خليفة حفتر، في حديث لقناة "ليبيا الأحرار"، إن مليشيات "أنصار الشريعة" هاجمت قاعدة عسكرية للقوات الخاصة في المنطقة.

وبينما أكد حجازي أن قوات الجيش تمكنت من "دحر عناصر أنصار الشريعة والمليشيات المتحالفة معها"، وفك الحصار عن "كتيبة 21 صاعقة". وتدور المواجهات المسلحة وسط مخاوف المدنيين من& توسع رقعتها، لتشمل مناطق أخرى في المدينة، التي كانت مهد الثورة الليبية، التي أطاحت بالعقيد الراحل، معمر القذافي.

ويشار إلى أن الإدارة الأميركية تتهم "أنصار الشريعة" بالوقوف وراء الهجوم على قنصليتها في بغداد، مما أسفر عن مقتل 3 أميركيين بينهم السفير.

مع وضد

وعلى صعيد ذي صلة، أورد موقع (سكاي نيوز عربية) صورة تقريبية لمن مع من، وضد من في ليبيا، خاصة الفصائل والقوى والجماعات الرئيسية الآن على الساحة:

* إقليم برقة: أغلب سكان هذا الإقليم يساندون عملية الكرامة التي يقوم بها اللواء خليفة حفتر، ما عدا مدينة درنة وإجدابيا وبعض المناطق في بنغازي.

وتتمركز في هذا الإقليم القوات المساندة لحفتر وأبرز الكتائب المساندة له وهي:&قوات الصاعقة، قاعدة طبرق الجوية، قاعدة بنينة الجوية في بنغازي، وبعض كتائب الثوار.

وتتمركز أيضًا في هذا الإقليم الكتائب المعارضة لحفتر وهي: كتيبة أنصار الشريعة،&كتيبة راف الله السحاتي، كتيبة 17 فبراير، القوات التابعة للجيش الوطني وأبرزها الدروع، وكتائب متشددة في درنة.

وأغلب قبائل هذا الإقليم تساند عملية الكرامة التي يقودها حفتر، كما أن نسبة كبيرة من هذا الإقليم تعارض حكومة امعيتيق.

* إقليم طرابلس: أبرز الكتائب التي تساند عملية الكرامة هي: كتيبة القعقاع،&كتيبة الصواعق، المجلس العسكري في الزنتان، رئاسة أركان الدفاع الجوي وبعض كتائب الثوار في مناطق متفرقة.

أما الكتائب التي تقف ضد حفتر فهي: رئاسة أركان الجيش الليبي، قوات الدروع،&المجلس العسكري في مصراته، القوات التابعة لعبد الحكيم بالحاج وأبرزها قاعدة معيتيقة الجوية، واللجان الأمنية العليا التابعة لوزارة الداخلية.

كما أن أغلب سكان هذا الاقليم يؤيدون عملية الكرامة مع تحفظهم على شخص اللواء خليفة حفتر.

* إقليم فزان: القوات التي تساند عملية الكرامة هي: كتائب من التبو، كتائب من الطوارق، كتيبة تتبع لقوات الصاعقة، كتائب متفرقة من الثوار.

أما القوات التي تقف ضد عملية الكرامة فهي: كتائب تتبع للجيش الليبي، قوات الدروع واللجان الأمنية العليا التابعة لوزارة الداخلية.