بدأت الخلافات تظهر علانية في الساحة الليبية بعد ساعات من أداء رئيس الوزراء المنتخب أحمد عمر امعيتيق اليمين القانونية كرئيس للوزراء خلفاً لعبدالله الثني.
نصر المجالي: في خطوة تعكس تصاعد الخلافات في المؤسسات الدستورية الليبية، أعلن نائب رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي، عز الدين العوامي، بطلان عملية انتخاب أحمد معيتيق رئيساً للوزراء.
وقال العوامي في رسالة للحكومة، نشرت على موقع الأخيرة الإلكتروني، إن امعيتيق لم يحصل على الأغلبية اللازمة في المؤتمر الوطني "البرلمان"، مشيرًا إلى أن انتخابه رئيسًا للوزراء باطل.
وأضاف نائب رئيس البرلمان في الرسالة أن حكومة رئيس الوزراء السابق، عبد الله الثني، الذي استقال منذ ثلاثة أسابيع، ستبقى في موقعها لحين انتخاب خلف له بالطريقة القانونية.
ومن جهته، رفض المتحدث باسم المؤتمر، عمر حميدان، الاعتراف بانتخاب معيتيق، وقال عقب إعلان النتيجة النهائية "الجلسة كانت قد رفعت. ما يحدث غير شرعي".
فرضوه
وقال الشريف الوافي عضو المؤتمر الليبي العام، إن كتلتي العدالة والبناء والوفاء للشهداء فرضتا رجل الأعمال عمر امعيتيق رئيسًا لوزراء ليبيا بالقوة.
وأوضح الوافي خلال مؤتمر صحفي مساء الأحد عقب أداء امعيتيق القسم الدستوري، أن فرض امعيتيق رئيسًا للوزراء هو بمثابة اغتصاب للسلطة، ومصادرة لإرادة الشعب الليبي، وانتهاك واضح للإعلان الدستوري الصادر عن المجلس الوطني الانتقالي في أغسطس/ آب 2011.
وأضاف، أن إجراء تنصيب امعيتيق رئيسًا للوزراء باطل لأنه لم يتحصل كما منافسه عمر الحاسي على النصاب القانوني المطلوب، وهو 121 صوتًا، وأنه لم يحصل إلا على 113 صوتاً فقط.
وكان امعيتيق وهو رجل أعمال من مصراته وقريب من تيارات الإسلام السياسي، هو أحد قيادات حزب العدالة والبناء الإخواني،& حصل على 113 صوتاً فقط في عملية تصويت اتسمت بالفوضى، في الوقت الذي ينص فيه الدستور الليبي على ضرورة حصول المرشح على 120 صوتاً حتى يكلف بتشكيل حكومة جديدة.
تكليف امعيتيق
وبعد عملية التصويت كلف صالح المخزوم النائب الثاني لرئيس المؤتمر الوطني العام الليبي، امعيتيق، بتشكيل حكومة خلال أسبوعين.
وكانت عملية انتخاب أحمد امعيتيق شهدت جدلاً بين النواب الذين وصف بعضهم الجلسة بـ"غير الشرعية"، واحتجوا على النتيجة التي أعلنها المخزوم.
لكن المخزون قال إن رئيس الوزراء المكلف أحمد امعيتيق انتزع 121 صوتًا في الجلسة الرابعة للبرلمان المؤلف من 185 مقعدًا.
واحتج أعضاء في المجلس على النتيجة النهائية مؤكدين أن الجلسة رفعت بعد التصويت الأول، وقال المتحدث باسم المؤتمر، عمر حميدان، "الجلسة كانت قد رفعت. ما يحدث غير شرعي".
وكانت جولة انتخاب رئيس الوزراء السابقة أجلت بعد أن أجبر النواب على مغادرة مقر البرلمان في العاصمة الليبية بعد تعرضه لهجوم مسلح الأسبوع الماضي.
وأصيب بعض الأشخاص جراء إطلاق النار من جانب المسلحين قبل اقتحامه.
وتولى رئيس الوزراء الليبي الموقت عبد الله الثني إدارة شؤون البلاد بعد إقالة سلفه علي زيدان في مارس/آذار السابق، لكنه طلب إعفاءه من تشكيل الحكومة المقبلة.
وجاء في بيان للثني أنه وأسرته تعرضوا لاعتداء شكل خطراً على حياتهم، وأنه لا يقبل أن يتسبب في إراقة دماء في بلاده، بحسب تعبيره.
ابن مصراته
يذكر أن أحمد عمر امعيتيق ينتمي لمدينة مصراتة، وهو من قبيلة زمورة، كما أنه ابن المليونير الليبي عمر امعيتيق الذي صادر القذافي اغلب امواله والتي منها مصنع الاحذية بمصراته.
وامعيتيق درس الاقتصاد في بريطانيا من الاجازة الجامعية الاولى حتى تحصل على الدكتوراه، ولم يدرس على نفقة الدولة، وانما على نفقة والده الذي توفي.
ورئيس الوزراء الليبي الجديد كان عضو مجلس ادارة مجلس أصحاب الأعمال الليبيين الذي تشكل العام 2003 كخطوة لتنظيم صفوف رجال الأعمال الليبيين لخدمة الاقتصاد الوطني.
ويشار في الختام، إلى أن أحمد امعيتيق هو ابن شقيقة الدكتور عبدالرحمن السويحيلي المعارض البارز لنظام القذافي، وكان أمينًا عاماً لاتحاد الطلبة الليبيين في بريطانيا، وقاد عملية اقتحام السفارة الليبية في لندن بعد أحداث جامعة بنغازي الدامية، التي سقط فيها عدد من القتلى في يناير/ كانون الثاني 1976.
التعليقات