&
رغم غضب الغرب من فلاديمير بوتين بسبب تدخله في أوكرانيا إلا أن هناك صعوبات غربية في عزل موسكو دبلوماسيًا واقتصادياً،&ويؤكد الرئيس الروسي أنه مستعد للحوار" معتبرًا أن "السياسة الاكثر عدائية والاكثر تشددًا هي السياسة الاميركية".

موسكو: بعدما استبعد عن قمة مجموعة الثماني في بروكسل، والتي اصبحت هذا الاسبوع مجموعة السبع، سيكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة محور كل اللقاءات التي ستعقد في النورماندي ما يثبت صعوبة عزل روسيا من قبل الغرب.
وقد عبّر الغربيون وفي مقدمهم الولايات المتحدة في الاشهر الماضية عن رغبة في "عزل" روسيا دبلوماسيًا واقتصادياً من اجل معاقبتها على "ضم" القرم و"زعزعة استقرار" شرق اوكرانيا.
&
لكن في مناسبة الاحتفالات الجمعة بإنزال الحلفاء في النورماندي في 6 حزيران/يونيو 1944، فإن الرئيس الروسي يبدو محاورًا لا يمكن تجاوزه.
فقد نظم قادة القوى الاوروبية الابرز الثلاث- المانيا وفرنسا وبريطانيا- لقاءات ثنائية مع الرئيس بوتين.
&
وستجتمع به المستشارة الالمانية انغيلا ميركل صباح الجمعة قبل الاحتفالات الرسمية بالانزال. وعلى هامش هذا الحدث في النورماندي، سيجتمع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ايضاً مع الرئيس الروسي.
واخيراً سيحل بوتين ضيفًا الجمعة حوالى الساعة 21,00 في قصر الاليزيه، حيث يقيم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مأدبة عشاء على شرفه. وقبل ذلك يتناول هولاند العشاء مع الرئيس الاميركي باراك اوباما في مطعم باريسي.
&
ومن غير المرتقب عقد لقاء ثنائي بين بوتين واوباما. لكنهما سيلتقيان على غداء الجمعة في النورماندي في قصر بينوفيل ثم خلال الاحتفالات في شمال غرب فرنسا. وستكون تلك اللقاءات الاولى منذ اندلاع الازمة الاوكرانية في نهاية 2013 رغم أن الرئيسين تحدثا عبر الهاتف عدة مرات منذ ذلك الحين.
وكان الرئيس الاميركي صرح الثلاثاء في وارسو "انا اكيد انني سأراه، سيكون هناك".
&
من جهته، اكد الرئيس بوتين أن ليس هناك من داع "للاعتقاد بأن الرئيس اوباما لا يريد الحديث مع الرئيس الروسي".
&
وقال في حديث مع اذاعة اوروبا-1 "إنه خياره، انا مستعد للحوار" معتبرًا أن "السياسة الاكثر عدائية والاكثر تشدداً هي السياسة الاميركية".
واضاف "ليست لدينا أية قوات عسكرية في الخارج تقريباً وانظروا، في كل مكان في العالم هناك قواعد عسكرية اميركية (...) إنهم يشاركون في الشؤون الداخلية لدولة أو أخرى، وبالتالي من الصعب اتهامنا بالتدخل".
&
وهذا النشاط الدبلوماسي المكثف غداة قمة لمجموعة السبع تعقد الاربعاء والخميس في بروكسل- من دون روسيا- يثبت أن الغربيين يواجهون صعوبة في استبعاد موسكو رغم اخطر ازمة تشهدها العلاقات بين الطرفين منذ انتهاء الحرب الباردة.
وتقيم برلين ولندن علاقات اقتصادية مهمة، وكذلك في مجال الطاقة مع روسيا. وباريس باعتها لتوها سفينتين حربيتين يرتقب تسليمهما هذه السنة والسنة المقبلة، ما أثار غضب واشنطن.
&
ويأمل الاوروبيون والاميركيون بالتالي أن يشكل ذلك بداية "وقف التصعيد" والحوار الذي يدعون اليه بشكل حثيث منذ اشهر، مع انسحاب حوالى 40 الف جندي روسي احتشدوا على الحدود الاوكرانية ومع انتخاب الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو.
والتقى بوروشنكو الرئيس اوباما الاربعاء في وارسو، كما دعي لحضور احتفالات النورماندي. وقد دعا الرئيس الاميركي ايضاً نظيره الروسي الى الاجتماع بالرئيس الاوكراني الجديد.
&
وقال اوباما إن "الرئيس الروسي يمكن أن يقرر بعدما بدأ الان سحب قواته من الحدود، أن بامكانه ايضًا استخدام نفوذه على الانفصاليين ولقاء الرئيس الاوكراني المنتخب والاعتراف بأن الانتخابات كانت شرعية".
واضاف الرئيس الاميركي "هذا ما سأقوله له، اذا رأيته علنًا. وهذا ما سأقوله له في مجلس خاص ايضًا".
&
وعبر اوباما عن امله في أن يشدد كاميرون وهولاند "على نفس النقاط" لدى لقائهما الرئيس الروسي.
وقال مسؤول اميركي كبير يرافق اوباما لوكالة فرانس برس إنه بخصوص اوكرانيا: "نحن واثقون بأننا على نفس الموجة مع شركائنا" نافيًا وجود أي خلاف في المعسكر الغربي في مواجهة روسيا.