&
تقدم الحكومة المصرية برئاسة إبراهيم محلب إستقالتها يوم الأحد المقبل، إلى رئيس الجمهورية المنتخب عبد الفتاح السيسي، عقب أدائه اليمين الدستورية، وسط تكهنات بإستمرار محلب، وتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة.
&
القاهرة: بينما يؤدي الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي، اليمين الدستورية رئيساً للجمهورية أمام هيئة المحكمة الدستورية، سيكون على الحكومة الحالية برئاسة إبراهيم محلب تقديم إستقالتها إليه، وسيكون على السيسي إختيار رئيس جديد للحكومة، وسط تكهنات باستمرار محلب رئيساً للوزراء في أول حكومة في عهد السيسي.
&
ووفقاً للمعلومات المتوافرة لـ"إيلاف" عبر مصادر خاصة، فإن هناك اتجاها داخل الحملة الرسمية للسيسي منذ إعلان فوزه بمنصب رئيس الجمهورية بتكليف المهندس ابراهيم محلب بتشكيل الحكومة الجديدة، وقالت المصادر إن محلب يحظى بثقة من قبل صناع القرار، وإيمان بقدرته على إدارة البلاد خلال المرحلة المقبلة.&
&
ولفتت إلى أنه من المتوقع خروج غالبية الوزراء الحاليين، لاسيما وزراء التعليم العالي، والكهرباء، والتموين، والمالية، والخارجية، والري، مع استمرار وزراء الدفاع والداخلية، والأوقاف.
&
وحققت حكومة محلب استقرارا إقتصاديا وأمنيا ملحوظا في مصر خلال فترة وجيزة، بعكس حكومة الدكتور حازم الببلاوي، التي لم تستطع إقناع المصريين بأنها حققت أية إنجازات على الأرض. وأتت تحركات وجولات محلب الميدانية ثمارها في الشارع المصري، لاسيما أنه زار مستشفيات ومدارس ومواقع عمالية، وانخفضت في عهده الإحتجاجات العمالية إلى أدنى مستوى لها منذ الإطاحة بنظام حكم محمد مرسي في 3 يوليو/ تموز الماضي.
&
إبراهيم محلب نفسه، قال إن الحكومة ستتقدم باستقالتها بعد أداء الرئيس عبد الفتاح السيسي لليمين الدستورية، وأضاف في تصريحات صحافية، إنه سعيد بإنجاز هذه المرحلة من خريطة الطريق ومشاركته شخصيا وحكومته&في تحقيق هذا الإنجاز، مشيرا إلى أن "الحكومة الحالية أدت مهمتها بنجاح. ولفت إلى أن "من حق الرئيس اختيار معاونيه في المرحلة القادمة، خاصة وأن التحديات التي نواجهها كبيرة وصعبة"، وتابع: "إننا نراهن على نهضة مصر في المرحلة المقبلة بجهود أبنائها وبالعمل".
&
غير أن بورصة الترشيحات الإعلامية في مصر لم تهدأ، ورشحت العديد من الشخصيات المقربة من السيسي، لتشكيل الحكومة الجديدة، منها: &عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية السابق، وأحد المقربين بشدة من السيسي مؤخراً، إضافة إلى رئيس جهاز الاستخبارات الأسبق مراد موافي، الذي أعلن مؤخراً عن تشكيل تحالف سياسي لدعم السيسي.
&
فى بورصة الترشيحات أيضا، يبزر اسم خالد عبد العزيز، وزير الشباب الحالي، لتشكيل الحكومة الجديدة أيضاً، لاسيما أنه لعب دوراً واضحاً في الحملة الانتخابية للسيسي، وحاول جاهداً توضيح صورته للشباب، غير أنه لا يمتلك خبرات إقتصادية واضحة، تمكنه من إنقاذ الإقتصاد المصري من عثراته.
&
سياسيون مصريون يتوقعون أن يبقى السيسي على محلب رئيساً للحكومة، وقال حسين عبدالرازق، القيادي في حزب التجمع ل"إيلاف" انه من المؤكد الابقاء على رئيس الوزراء الحالي المهندس &ابراهيم محلب. وأرجع ذلك إلى أن عملية انتخاب البرلمان القادم ستتم في غضون الأشهر القليلة القادمة، وبالتالي فان التشكيلة القادمة للبرلمان سيتوقف عليها ايضا التيار السياسي الذي سيشكل الحكومة والشخصية السياسية التي ستترأسها. وأضأف أنه من الاصوب سياسيا استمرار رئيس الحكومة الحالي، مع إحداث بعض التغييرات المحدودة في التشكيلة الجديدة للوزارة خاصة في وزارات &البيئة والاتصالات والصحة.
&
ويستبعد تشكيل عمرو موسى، أو مراد موافي رئيس جهاز الاستخبارات الأسبق &للحكومة الجديدة، مضيفاً أن عمرو موسى &ليس بالغباء السياسي ليشكل حكومة عمرها السياسي والزمني قصير وقليل جدا. ولفت إلى أن مراد موافي شخصية عسكرية اقرب منه إلى الشخصية السياسية، &وليس لديه اية خبرات&في هذا المجال.
&
ويرجح صلاح حسب الله &القيادي في جبهة الانقاذ ونائب رئيس حزب المؤتمر، أستمرار &محلب &رئيسا للوزارة الجديدة، وقال ل"إيلاف" إن محلب بذل جهدا كبيرا خلال الفترة الماضية، وكان اداؤه متميزا، واثبت انحيازه للمواطن المصري. وقال إنه من الافضل عدم تغيير حكومته، في الوقت الحالي لانها تتمتع بقبول في الشارع السياسي المصري، منوهاً بأن موسى &وموافي لا يسعيان لتولي مناصب جديدة. واعتبر أن التقارب بينهما وبين السيسي، السبب في خروج التكهنات الاعلامية بتشكيل أحدهما الحكومة الجديدة.
&
وحسب وجهة نظر الخبير الإقتصادي، الدكتور عادل عامر، رئيس مركز المصريين للدراسات الإقتصادية، فإن السيسي له كامل الحرية &في اختيار الشخصية التي ستدير الوزارة. وتوقع الابقاء على حكومة محلب، لاستكمال الملفات ومهمتها في إعادة الأمن وانقاذ الإقتصاد، إضافة إلى القيام بمهمة الإنتخابات البرلمانية المقبلة. وأضاف ل"إيلاف" أنه من الافضل ألا يلجأ السيسي إلى تغيير الحكومة إلا اذا كان لديه حكومة جاهزة ومحددة الشخصيات السياسية والاقتصادية التى ستتولى الحقائب والملفات الوزارية المختلفة. وأضاف أن &هذا الأمر يكتنفه الغموض بعض الشيء، لاسيما أن السيسي لا ينتمي إلى حزب أو فصيل سياسي معين، وأضاف أن أحدا لا يعرف كيفية تفكيره ولا الدوائر القريبة منه &والتشكيلة الخاصة بحكومته. وأضاف أن السيسي اذا ابقى على وزارة &محلب &فإنه سيلجأ لإعادة النظر فيها بعد إنتخاب البرلمان.
&
وتولى محلب الحكومة في شهر فبراير، شباط الماضي في أعقاب تقديم حكومة حازم الببلاوي استقالتها، وأبقى على غالبية الوجوه القديمة، وتعرض محلب لانتقاد كونه من رموز نظام حكم حسني مبارك، وتشير أصابع الإتهام إليه في قضية القصور الرئاسية التي حكم فيها بالسجن ثلاث سنوات بحق مبارك ونجليه، غير أن يتمتع بحيوية واضحة وقدرة على العمل والنشاط، والتجول في مراكز العمل ميدانياً ما أكسبه شعبية واضحة في أوساط المصريين.
&
التعليقات