في أول رسالة له عبر صفحته الرسمية على موقع فايسبوك منذ تاريخ عزله عن الحكم في 3 تموز (يوليو) 2013، وفي أعقاب إعلان عبد الفتاح السيسي رئيساً للجمهورية بشكل رسمي، دعا الرئيس المصري المعزول محمد مرسي انصاره إلى "استمرار الثورة" ضد ما اعتبره "إنقلاب"، واصفاً الإنتخابات الرئاسية التي انتهت بفوز السيسي بأنها "مسرحية".

صبري عبد الحفيظ من القاهرة: فيما قال مصدر أمني لـ"إيلاف" إن وزارة الداخلية تجري تحقيقات مكثفة لمعرفة كيفية تسريب رسالة مرسي التي وجهها للمصريين،&لخارج السجن، اتهم شقيقه حسين في تصريح لـ"إيلاف" من وصفهم بـ"الإنقلابيين" بتزوير الانتخابات بعد مقاطعة المصريين، لها على حد قوله.

رسالة مرسي
نشرت صفحة "الرئيس محمد مرسي ـ الصفحة الرسمية"، التي كان يخاطب منها المصريين أثناء الحكم، وتتابع أخبار رئاسة الجمهورية، تدوينة لمرسي، قال فيها: "أيها الشعب الثائر الأبي.. قدّر الله لثورتنا المباركة – ثورة 25 يناير - أن تواجه الصعاب لمنتهاها ولكنه هيأ لها رجالا بحق ... ثوارٌ رجالاً ونساءاً تفاخر بهم مصر سائر الأمم".
وأضاف مرسي في رسالة عبر الصفحة التي لم تنشر اية تدوينات منذ تاريخ 3 تموز(يوليو) 2013: "أيها الثوار الأحرار.. سيروا على درب ثورتكم السلمية البيضاء بثبات كالجبال وبعزائم كالرعود فثورتكم منصورة في القريب العاجل - هذا يقيني في الله - وخلفكم أغلبية ساحقة من الشعب تنتظر منكم أن تهيئوا لها الأجواء الثورية لتسمعوا هديرها المدوي بعد أن أسمعت العالم صمتها الهادر في مسرحية تنصيب قائد الانقلاب التي أرادوا لها شعبا مغيبا فصفعهم بوعيه وأذل ناصيتهم . فتجمعوا ولا تفرّقوا ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم".
وتابع مرسي: "الله يشهد أني لم آل جهداً أو أدخر وسعاً في مقاومة الفساد والإجرام بالقانون مرة، وبالإجراءات الثورية مرات، فأصبت وأخطأت ولكنني لم أخن فيكم أمانتي، ولن أفعل، ولقد بذلت سنين عمري في مواجهة إجرامهم وسأبقى كذلك مادام في عمري بقية".
ودعا مرسي الشباب إلى الثورة، وقال: "يا شباب مصر الثائر... لقد أبهرتم العالم باستكمالكم لثورتكم وأنتم اليوم والغد... الحاضر والمستقبل... بل أنتم الوطن... والثورة معقودة في عزائمكم أثق أنكم سترفعون لواءها وتوردوها مجدها. فالثورة الثورة والصبر الصبر أيها الأفذاذ ووالله كأني أراكم أجيالا من بعدي تروون لبنيكم كيف صبرتم فانتصرتم وضحيتم فتمكنت ثورتكم".
وحسب وجهة نظر مرسي، فإن الإنتخابات الرئاسية التي فاز بها السيسي لن تحظى باعتراف العالم الخارجي، وقال: "كل الشعوب الحرة لم تعترف بهذا النظام الانقلابي المجرم، بسبب استمرار ثورة المصريين، وتمسكهم بسلميتها المبدعة، ولن يعترف حر في العالم كله بما بني على هذا الباطل من أباطيل".
وخاطب مرسي المصريين بلفظ "شعبي الرائد"، وقال: "وأخيرا وليس آخرا أقول لشعبي الرائد لتكن عيونكم على ثورتكم وأهدافها السامية ولن تضيع دماء الشهداء ولا أنات الجرحى والمصابين ولا تضحيات المعتقلين أبدا ما دام للثورة رجال يحملون همها ويرفعون لواءها ويؤمنون بمبادئها ويصطفون حولها حتي تحقق كامل أهدافها. أعلم أن الطريق صعبة لكني أؤمن بأصالة معادنكم وعدالة قضيتكم وأثق في نصر الله عزوجل لكم... بارككم الله لوطنكم وأمتكم... ودمتم ثائرين".
وذيلت الرسالة بـ"محمد مرسي رئيس جمهورية مصر العربية".

رفض الانقلاب

وفي السياق ذاته، أكد التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، وهو مجموعة من الاحزاب والحركات الإسلامية بقيادة جماعة الإخوان، صحة نسب الرسالة لمرسي، وقال في بيان له تلقت "إيلاف" نسخة منه، إنه "يبارك الثبات الشعبي الكبير على عهد الشهداء ونجاح الموجة الثورية الثالثة لعام 2014 بنجاح المقاطعة المبهر، ويثمن رسالة الرئيس الشرعي للبلاد الذي لم ينفصل عن شعبه حتى في سجنه، ويؤكد لكل المصريين أنه أعطي فرصة كاملة للانقلاب وعصابته علي مدار عشرة شهور للتراجع والاستسلام لإرادة الثورة والثوار ووقف إرهاب الانقلاب الذي طال الجميع".
ودعا التحالف المصريين للتظاهر في ذكرى عزل مرسي الأولى، وقال: "فلتحتشد جهود الثوار جميعا في النزول المهيب في 3 يوليو المقبل في أول موجات الاطاحة بحكم العسكر والانقلاب العسكري المجرم".

وأضاف: "ليتقدم الشباب والطلاب الصفوف في كل مكان، ولنبدأ الجمعة أسبوعًا ثوريًا نوعيًا تحت عنوان "العسكر فاكرينها تكية"، يواصل فعالياته الميدانية بصورة ناجحة ومؤثرة ومنتشرة في كل مكان وميدان، خاصة في يوم التنصيب الباطل بالتوتزي مع فعاليات ايمانية أولها صيام غدا الخميس تضامنا مع ابطال الامعاء الخاوية في إنتفاضة السجون المجيدة مع التمسك بالدعاء، فضلًا عن استمرار المقاطعة الاقتصادية لأعوان الباطل في الداخل والخارج، وإن النصر مع الصبر".
ومن جانبه، قال مصدر أمني، لـ"إيلاف" إن مرسي ممنوع عنه الزيارة منذ بالتزامن مع بدء الإنتخابات الرئاسية، مشيراً إلى أن رسالة مرسي لم تخرج من السجن مكتوبة أو في أي شكل من الأشكال. ولفت إلى أن مرسي يخضع لمراقبة شديدة أثناء وجوده في السجن.
وأضاف أن الرسالة لا تحمل أية مضامين أو شفرات سرية، ولفت إلى أنه رغم التأكد من عدم تسريب الرئيس السابق محمد مرسي لأية رسائل خارج السجن، إلا أن جهاز الأمن الوطني سوف يجري تحقيقات مكثفة حول الأمر.
فيما قال حسين مرسي، شقيق الرئيس السابق محمد مرسي، لـ"إيلاف" إن "الرئيس ثابت على موقفه"، مشيراً إلى أن "العالم الحر يعلم جيداً أن ما حصل في مصر مسرحية هزلية أخرجها قادة الإنقلاب". وأضاف أن المصريين وجهوا ما وصفه بـ"صفعة شديدة لقائد الإنقلاب" بمقاطعة الإنتخابات. متهماً من وصفهم بـ"الإنقلابيين" بـ"تزوير النتائج كما هي عادتهم هم وأذناب نظام مبارك". على حد قوله.
للتذكير، تدخل عبد الفتاح السيسي، الرئيس المنتخب، عندما كان وزيرا للدفاع في 3 تموز (يوليو) الماضي، وعزل الرئيس السابق محمد مرسي عن الحكم، واعتقله في مكان مجهول، في أعقاب مظاهرات شعبية حاشدة استمرت لمدة ثلاثة أيام، ما اعتبرته جماعة الإخوان إنقلاباً عسكرياً، بينما يراها قطاعاً كبيرا من المصريين ثورة شعبية.
&