ما هي مواصفات الرئيس اللبناني القوي، وكيف ينظر كل فريق إلى قوة رئيس الجمهورية، في ظل اتفاق الطائف الذي حدّ من صلاحيات رئيس الجمهورية اللبناني؟.

بيروت: البعض يتحدث عن ضرورة المجيء برئيس قوي في لبنان، فما هي مواصفات هذا الرئيس القوي في ظل اتفاق الطائف الذي حدّ من صلاحيات رئيس الجمهورية؟

بالنسبة للنائب خضر حبيب (المستقبل) فإن الرئيس القوي هو من تكون لديه قرارات حازمة ويكون رجلاً وطنيًا بالدرجة الاولى، والرجل القوي هو من يتمسّك بالدستور وينفّذ القوانين، ويؤكد في حديثه لـ"إيلاف" أن رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان تمتّع بتلك المواصفات من خلال مواقفه الوطنية، ولم تكن لديه كتلة نيابية، ولكن كانت مواقفه قويّة وثابتة وتصبّ في مصلحة البلد والحفاظ على الكيان اللبناني، ودولة المؤسسات، والقوي اليوم ليس بعضلاته ولا بكتلته النيابية.

أما النائب عبد المجيد صالح (التنمية والتحرير) فيؤكد لـ"إيلاف" أن الرئيس القوي هو من يحسن التواصل وتتقاطع الكتل النيابية بشكل قوي بتأييده، ويكون صناعة لبنانية توافقية.

الطائف وصلاحيات الرئيس

بعد اتفاق الطائف قُلّصت صلاحيات رئيس الجمهورية اللبناني، هل يمكن الحديث اليوم عن رئيس قوي في ظل تقليص هذه الصلاحيات؟ يقول حبيب :"لا يمكن الحديث عن تقليص صلاحيات رئيس جمهورية بل كانت هناك سنوات حرب مات خلالها الكثيرون، لم نستطع سوى جمع السياسيين في الطائف من قبل دول كبرى من أجل التوصل إلى اتفاق الطائف، ولا يمكن التعرض اليوم إلى اتفاق الطائف، ولا إلى أي بند من بنوده، لأن هناك فريقاً لبنانياً، وهو حزب الله، يملك السلاح، ولا يمكن التعديل باتفاق الطائف بعدما دفع لبنان من عمره 15 عامًا من حرب وقتلى، ومجرد طرح أي تعديل في الدستور اللبناني أو الطائف، ندفع لبنان نحو المجهول، ونحو حرب جديدة ولسنا بصدد التوجه إلى ذلك.

في هذا الصدد، يرى صالح أن اتفاق الطائف لم يُطبّق بحذافيره، إنما طُبق بشكل استنسابي، ولم يأخذ مجراه الدستوري التنفيذي الكامل، وعندما يتمتع رئيس الجمهورية بتأييد قوي وواسع فحتمًا يكون رمزًا للدولة وقائد القوات المسلحة.

وصحيح أن اتفاق الطائف حدّ من صلاحيات رئيس الجمهورية، ولكن هذا عقد اجتماعي وجزء من الدستور اللبناني، ويجب اختزال عمر الفراغ اليوم، ونشعر بمرارة من هذا الشغور، ونحن أمام مأزق يتشّكل في الداخل، مما يضطرنا إلى الرهان على الخارج.

مواصفات الرئيس القوي

من هي الشخصية التي تتمتع بمواصفات الرئيس القوي؟ يؤكد حبيب أن قوى 14 آذار/مارس لديها 3 مرشحين، وهم&سمير جعجع، بطرس حرب، وأمين الجميل، ونتمنى أن يصل أحدهم، بالأمس كانت الجلسة السادسة لانتخاب رئيس للجمهورية ولم يتم النصاب، والجهة المعرقلة لذلك هي حزب الله والتيار العوني، وسيكون هناك شخص ما بين الفريقين، والأمر بحاجة إلى تسوية سياسية، وليس انتخابًا.

التوافق أم التعيين على رئيس وفاقي هل يُلغي صفة الرئيس القوي؟ يعود حبيب إلى تجربة الرئيس سليمان في الدوحة، حيث كانت هناك تسوية وتمت الموافقة على تسميته، وكانت تجربته ناجحة في الحكم خصوصًا في السنوات الأخيرة من حكمه، وممكن أن يتوصل الفرقاء السياسيون إلى الوفاق على شخص يتمتع بهذه المزايا، فلم لا؟

فكلا الفريقين واجها الحائط المسدود، وهناك شغور في أعلى مركز بسدة الرئاسة، وهو مركز وطني قبل أن يكون مسيحيًا، ويجب الوصول إلى حل، وإذا أردنا أن يأتي من الخارج من خلال الاجتماعات بين إيران وأميركا والسعودية فيمكن أن يطول هذا الموضوع، ونتمنى أن يعيد كل شخص حساباته، والتطلع إلى مصلحة المواطنين وليس إلى المصلحة الشخصية، خصوصًا مع الأزمة الإقتصادية الراهنة.

عن الرئيس الذي يتمتع بمواصفات القوة، يقول صالح إن هناك انقسامًا بين قوى 14 و 8 آذار/مارس، مع وجود تجاذب سياسي واتهامات متبادلة بموضوع التعطيل، علمًا أن التعطيل يشكِّل أزمة وطنية داخل الكيان.

ويلفت صالح إلى أن القوة في الرئيس نفسه سواء كان توافقيًا أم لا.