شارفت عملية نقل حوالى 80 حاوية تنقل اسلحة ومركبات كيميائية سورية الى السفينة الاميركية المكلفة تدميرها، على نهايتها مساء الاربعاء في ميناء جويا تاورو (جنوب ايطاليا).

وقال وزير البيئة الايطالي جان لوكا غاليتي الذي جاء للاشراف على العملية ممثلا الحكومة "اعتمدنا في العملية على نهجين اساسيين الشفافية والاعلام. حتى وان كان هناك هامش للتحسن. هذه العملية ستساعدنا على تطبيق اساليب جيدة مستقبلا".

وعلى حسابه على تويتر كتب الوزير الايطالي انه "فخور بمساهمة ايطاليا في الامن الدولي وبعملية شفافة وآمنة بيئيا"، في اشارة الى تدمير الترسانة الكيميائية السورية التي احتاجت الكثير من الوقت ووصلت اخيرا الى نهايتها. وقال النائب المحلي ميكيلي اوليفا لتلفزيون فرانس برس "تشارك سان فرديناندو (المنطقة التي تغطي القسم الاكبر من ميناء جويا تاورو) بصورة نشطة في عملية دولية لنزع الاسلحة".

وبدات عملية النقل قبيل الساعة 7:00 تغ بعد فحص فريق من مفتشي المنظمة الدولية لحظر الاسلحة الكيميائية حالة الحاويات.ويفترض نقل 78 حاوية من السفينة الدنماركية "ارك فوتورا" الى السفينة الاميركية "كيب راي" بهدف تدميرها في المياه الدولية.

ووفقا لفرق الاطفاء على الارض نقلت 62 حاوية قبيل الساعة 16,00 تغ ويتوقع ان تنتهي العملية مساء، على ان تستمر 20 ساعة. ونقلت اول ثلاث حاويات وكانت تحتوي على غاز الخردل، فيما تحتوي الحاويات الـ75 الباقية على غاز السارين.

وراقبت مروحية عسكرية المجال الجوي في حين حظرت هيئة الطيران المدني التحليق بين الاول والثالث من تموز/يوليو في قطر 1,1 كلم حول جويا تاورو. وشددت الاجراءات الامنية في محيط المرفأ الايطالي. واغلقت قوات الامن كل الطرق المؤدية الى المرفأ امام حركة السير، واعلنت منع كل شخص غير مرخص له من دخول المرفأ. وكلفت فرق الاطفاء اخذ عينات بواسطة اجهزة لكشف اي تسرب سام.

وقال النقابي في المرفأ دومينيكو ماكري لوكالة فرانس برس "انها ليست عملية روتينية، بل عملية عسكرية والقلق كبير جدا"، مضيفا "لا يمكننا القول انها عملية لا تتطوي على خطورة". وعبّر سكان محليون عن مخاوفهم من احتمال ان تترك العملية عواقب صحية واطلق المتظاهرون على السفينة اسم "سفينة السم".

وفي كانون الثاني/يناير اكدت الحكومة الايطالية ان مرفأ جويا تاورو مجهز بالكامل ومعتاد على عمليات نقل "مواد خطيرة مصنفة 6,1 (مواد سامة) في اطار التصنيف الذي يعتمد على القانون الدولي المتعلق بنقل السلع الخطيرة". وتحدثت روما عن "3048 حاوية تحتوي مواد سامة مصنفة 6,1" في مرفأ جويا تاورو في فترة 2012-2013.

وتعتبر هذه الخطوة المهمة في عملية تدمير الترسانة الكيميائية السورية مصدر فخر لايطاليا، وكان من المفترض ان تشارك فيها وزيرة الخارجية فيديريكا موغيريني، الا انها كانت مرتبطة الاربعاء بزيارة الى ستراسبورغ برفقة رئيس الحكومة ماتيو رينزي الذي سيقدم الى النواب الاوروبيين تقريرا حول رئاسة ايطاليا للاتحاد الاوروبي.

وقالت موغيريني الاربعاء "مع نقل المعدات الكيميائية من سفينة ارك فوتورا الى كايب راي في جويا تاورو قدمت ايطاليا مساهمة حاسمة في عملية تدمير الاسلحة الكيميائية السورية". وبحسب منظمة حظر الاسلحة الكيميائية فان عملية تدمير الترسانة السورية تحتاج الى "60 يوما".

وكانت سوريا انضمت الى الاتفاقية حول حظر الاسلحة الكيميائية في تشرين الاول/اكتوبر 2013 في اطار اتفاق روسي اميركي اتاح تجنب ضربة عسكرية اميركية بعدما اتهمت دمشق باستخدام غاز السارين في هجوم اوقع حوالى 1400 قتيل.