استمرت الأزمة السياسية في الكويت وطالت الشارع الشعبي من خلال مظاهرات ومسيرات احتجاجية على توقيف النائب السابق مسلم البراك لعشرة أيام، ووجهت اتهامات لدولة قطر بتفجير الاحتجاجات.&
&
تحولت بعض المسيرات والاحتجاجات الشعبية الى إعمال عنف كرد فعل على توقيف النائب الإسلامي السابق مسلم&البراك، الأمين العام لحركة العمل الشعبي (حشد)، لانتقاده أمير البلاد والتطاول على القضاء.
&
وكانت وزارة الداخلية الكويتية حذرت الذين يقومون بتنظيم مسيرات غير قانونية، مؤكدة أن مظاهر الشغب والعنف والتحريض "ستجابه بكل حزم"، وأنها ستواصل منع مثل هذه الممارسات والتصدي لها بكل قوة "للحيلولة دون المساس بأمن وسلامة الوطن والمواطنين، وحفاظاً على المرافق والممتلكات العامة والخاصة والمصالح العليا للبلاد".&
&
وأصدرت حركة العمل الشعبي الكويتية بيانًا يتعلق بالمظاهرات الأخيرة التي خرجت تنديدًا بتوقيف أمينها العام والمنسق العام لائتلاف المعارضة، النائب السابق مسلم البراك، نددت فيه بإجراءات قوى الأمن بمواجهة المظاهرات.&
&
حق دستوري&
&
وجاء في البيان الصادر عن الحركة، الأحد، أن الدستور يمنح للأفراد "حق الاجتماع دون حاجة لإذن أو إخطار سابق، ولا يجوز لأحد من قوات الأمن حضور اجتماعاتهم الخاصة"، وأن الاجتماعات العامة والمواكب والتجمعات "مباحة وفقًا للشروط والأوضاع التي يبينها القانون، على أن تكون أغراض الاجتماع ووسائله سلمية ولا تنافي الآداب".
&
وأكدت الحركة أنها "ترفض أي محاولة أو دعوة للخروج عن السلمية"، كما نددت بما قالت إن أجهزة الأمن تقوم به لجهة "إقحام عناصرها لمواجهة أي تحرك سلمي دون سند من الدستور"، معتبرة أن ما يجري "محاولة متعمدة.. لصرف الأنظار عن القضية الرئيسية التي تشغل الرأي العام في الكويت عمّا يتم تداوله من أحاديث عن تحويلات وإيداعات طالت أطرافًا في السلطات المختلفة وأرصدة مالية وحسابات شخصية مشبوهة لمسؤولين سابقين بلغت عشرات مليارات الدولارات.
&
هجوم&
&
وإلى ذلك، شنّ النائب الكويتي المقرب من الحكومة، نبيل الفضل، هجوماً قاسيًا على المعارضة وجماعة الإخوان المسلمين، وقال في سلسلة تغريدات عبر حسابه الرسمي بموقع تويتر: "الإخوان يريدون الكويت بلداً بلا كرامة ليلتهموها!. وقد صلعوا عن رؤوسهم مؤخراً بعد سنوات من العمل خلف الكواليس والدفع بالسفهاء والمتهورين للصراخ في ساحة الإرادة!. اليوم يدعون أشكرة (علنًا) على لسان الرموز والصبية المراهقين منهم للتجمع والمسيرات مساء الأحد!"
&
واعتبر الفضل أن تأييد بعض النواب للمظاهرات ومشاركتهم بها، "دليل على التنسيق وعمل الكل عند معزب (رب عمل) واحد في الدوحة!"، حسب تعبيره.&
&
وأضاف: "جميع هؤلاء نسوا أن الكويتيين لم يتركوا وطنهم لقمة سائغة لصدام ومليون جندي، ولن يتركوها للإخوان ومرشدهم ولا للمعزب القطري، وشواربه إن طالت تنقص بالصفاة."
&
وحسب تقرير لصحيفة (القبس) الكويتية نشرته، الأحد، فقد نفذت قوات الأمن الكويتية حملة اعتقالات في أوساط المحتجين، وقالت إن الاعتقالات شملت عشرة أشخاص من المواطنين و"البدون".&
&
تطبيق القانون&
&
وأكد أمير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، خلال استقباله لرئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك على ضرورة تطبيق القانون على الجميع صونًا لمؤسسات الدولة الدستورية والمرافق العامة والخاصة، مضيفًا أن على الجميع واجب الالتزام للحفاظ على أمن الوطن واستقراره وحماية مؤسساته الدستورية لاسيما السلطة القضائية.
&
واستنكر أمير البلاد بكل شدة استهداف القضاء بالإساءة إلى سمعته ومكانته، مؤكدًا الثقة المطلقة به باعتباره حصنًا للمواطنين وعنوانًا للنزاهة والضمانة الأكيدة للحقوق والحريات التي كفلها الدستور.
&
وكان الشيخ جابر المبارك، أحاط أمير البلاد، وولي العهد بما جرى من أحداث وأعمال مخالفة للدستور والقانون ولا تتفق مع الشريعة الاسلامية السمحة وأخلاق الشعب الكويتي خلال اليومين الماضيين.
&
تحذير&
&
يذكر أن الشيخ صباح الأحمد حذر الأسبوع الماضي في خطاب متلفز موجه للكويتيين بمناسبة حلول شهر رمضان قبل أيام، مواطنيه من أن المسار الذي أخذته الأزمة السياسية الداخلية في البلاد بشقيها، الفساد ومؤامرة قلب نظام الحكم، يهدد مستقبل البلاد ووجودها.
&
وقال إن الإصرار على إثارة قضية منظورة أمام القضاء ونشر الشائعات حولها، لا يمكن أن يكون أمرًا عفويًا، وهو جزء من مخطط مدروس واسع النطاق يهدف إلى هدم كيان الدولة ودستورها.
&
وتشهد الكويت أزمة سياسية داخلية مركبة، تتضمن اتهام شخصيات سياسية وتجارية بارزة في مؤامرة مزعومة لقلب نظام الحكم، إضافة الى قضايا فساد مالي بمليارات الدولارات وتعامل مع بنوك إسرائيلية، تشكل في مجموعها أزمة تسيطر على المشهد العام للبلاد منذ أشهر.
&
تطورات&
&
وشهدت القضية تطورات متلاحقة الشهر الماضي، بدأت بتجمع حاشد للمعارضة في ساحة الإرادة المواجهة لمجلس الأمة، عرض خلالها مسلم البراك وثائق تتضمن تحويلات خارجية، إحداها موجهة لبنك إسرائيلي، بمليارات الدولارات، واتهم بعض شيوخ الأسرة الحاكمة ومسؤولين سابقين فيها.&
&
وكان الشيخ أحمد الفهد الصباح، الذي كان نائباً لرئيس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد، كشف بعدها بأيام، في لقاء تلفزيوني تفاصيل دقيقة تؤيد ادعاءات المعارضة.&
&
وتقدم احمد الفهد ببلاغ للنيابة العامة يتضمن أسماء المتهمين للمرة الاولى، وهم الشيخ ناصر المحمد ورئيس مجلس الأمة السابق جاسم الخرافي. وعاد الشيخ ناصر المحمد الصباح، ورئيس مجلس الأمة السابق، جاسم الخرافي، إلى البلاد، لمواجهة الاتهامات الموجهة ضدهما، وأبدى الرجلان ثقة ببراءتهما، عززتها عودتهما السريعة بعد أيام من تقديم بلاغ للنيابة العامة.
التعليقات