واشنطن: &يزور وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاربعاء الهند في اطار المساعي لاحداث تحول في علاقة واشنطن المتعثرة مع نيودلهي وسيحاول كسر الجليد عبر اجراء محادثات مع رئيس الحكومة الجديد نارندرا مودي.
&
وخلال العقدين الاخيرين، وضعت الدولتان العلاقة بينهما في اطار التحالف الطبيعي بين بلدين يتشاركان القلق ذاته حول تزايد قوة الصين من جهة والاسلاميين المتطرفين من جهة ثانية.
&
ولكن حوادث عدة ساهمت في تراجع العلاقة بين الحليفتين الى ادنى المستويات ومن بينها اعتقال السلطات الاميركية لدبلوماسية هندية العام الماضي. ولطالما تعاملت واشنطن مع مودي الذي يتراس حزبا قوميا هندوسيا كشخص منبوذ الى ان فاز حزبه بالانتخابات التشريعية في نيسان/ابريل وايار/مايو، ليتراس بذلك الحكومة.
&
وبالرغم من ازمة جديدة في الاجواء بشأن اتفاقية جمركية الا ان ادارة الرئيس باراك اوباما تتجه نحو التركيز على قضايا اخرى قد يتفق عليها الطرفان في اطار زيارة كيري ووزير التجارة بيني بريتزكر الموجود في الهند حاليا.
&
وفي مقالة افتتاحية مشتركة بينه وبين بريتزكر نشرت الاربعاء في صحيفة "اكونوميك تايمز" (الاقتصادية)، قال كيري ان ولاية مودي القوية فتحت الطريق امام فرص التعاون في قضايا عدة من التجارة الى الطاقة.
&
وجاء في المقالة في الصحيفة الهندية اليومية ان "الشراكة الطويلة الامد بين الولايات المتحدة والهند في طريقها الى تحول تاريخي". وتابعت انه "عبر العمل معا، تستطيع اقدم ديموقراطية في العالم واكبر ديموقراطية في العالم ان يضعا عقدا جديدا من الازدهار المشترك والامن لمئات الملايين من شعب الهند عبر آسيا والعالم".
&
وسيجري كيري محادثات مع مسؤولين هنود يوم الخميس ثم سيلتقي مودي الجمعة، وفق ما قال مسؤول اميركي يسافر مع وزير الخارجية الذي توقفت طيارته لتخزين الوقود في المانيا.
&
وبالنسبة لبعض المراقبين فان رحلة كيري التي تستمر ثلاثة ايام مؤشر واضح على اهمية الهند. فهو ركز خلال ولايته على ازمات الشرق الاوسط تحديدا، وقد عاد الاحد من مهمة غير ناجحة لفرض وقف اطلاق نار في قطاع غزة.
&
وقالت المسؤولة السابقة في وزارة الخارجية الاميركية اليشا ايريس ان "من اللافت ان يكون وزير الخارجية قادرا على ايجاد الوقت للحوار الاستراتيجي مع الهند فيما تشتعل فعليا مناطق عدة في العالم".
&
وبرغم العلاقات القوية بين الشعبين، الا ان الحكومتين لطالما اختلفتا. وبعد توترات خلال الحرب الباردة ثم العقوبات الاميركية على الهند في 1998 بفعل تجاربها النووية، بدأ الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون جهود المصالحة. اما الرئيس السابق جورج بوش فذهب ابعد من ذلك عبر اتفاق تعاون في القطاع النووي مع الهند.
&
ووجد بعض المعلقين الهنود ان الرئيس باراك اوباما لا يولي اهتماما للعلاقات بين الدولتين، حتى وان كان دعم الهند للفوز بمقعد في مجلس الامن الدولي.
&
وتراجعت العلاقات اكثر حين اعتقلت السلطات الاميركية في كانون الثاني/ديسمبر دبلوماسية هندية بتهمة التعامل بطريقة سيئة مع احدى العاملات لديها.
&
وعلاقة مودي بالولايات المتحدة لطالما شابها التوتر، ففي العام 2005 رفضت واشنطن منحه تأشيرة دخول بسبب اتهامات بانه غض النظر عن اعمال شغب ضد المسلمين حين كان حاكما لولاية غوجارات.
&
كما ان دولا اخرى كانت اسرع في التقرب من مودي، وعلى سبيل المثال تودد سفيرا بريطانيا وفرنسا له حتى قبل الانتخابات، كما انه سافر الى اليابان والصين.
&
وبحسب رئيس مركز "آر جي بي" للابحاث باي بانانديكر فان الولايات المتحدة بدت غير متجاوبة عبر ادارة ظهرها الى مودي لفترة طويلة، كما ان الغضب اشتعل اكثر على خلفية اعتقال الدبلوماسية.
&
وتابع في حديث الى وكالة فرانس برس "هناك شعور بالاستياء".
&
ودعا اوباما مودي لزيارة البيت الابيض في ايلول/سبتمبر. ولا يبدو ان رئيس الحكومة الهندي يريد اظهار الحقد بل انه بدا واقعيا في سياسته الخارجية اذ التقى في اول اشهر ولايته بقياديي باكستان والصين، بالرغم من العلاقات المتوترة.
&
ولكن في خطوة مفاجئة قبل زيارة كيري، حذرت حكومة مودي من تعطيل اتفاقية جمركية دولية يجب المصادقة عليها الخميس اذا لم توافق منظمة التجارة العالمية على برنامج الدعم الغذائي الهندي.
&
وتشتري الهند الحبوب باسعار مضخمة لبيعها باسعار الدعم. ويعتبر البرنامج ضروريا لمئات ملايين الفقراء في الهند، الا ان الدول الغنية تقول ان من شأنه تشويه التجارة.
&
وكتبت صحيفة "تايمز اوف انديا" في افتتاحيتها الاربعاء ان من شان هذه القضية ان توتر العلاقات اكثر، حيث ان "تعطيل التقدم في مباحثات تجارية متعددة الاقطاب سيرسل اشارات مغلوطة للمستثمرين الاجانب والشركاء".
&
ولكن المسؤول الاميركي الذي يرافق كيري تحدث عن امل في التوصل الى تفاهم ينقذ الاتفاقية الدولية "خلال الايام القليلة المقبلة".
التعليقات