&
غزة: اتهمت الحكومة الاسرائيلية الجمعة حركة حماس الفلسطينية وحلفاءها بارتكاب "انتهاك فاضح" للتهدئة التي دخلت حيز التنفيذ في قطاع غزة في الساعة 8,00 (5,00 تغ) صباحا.
وفي هذه الاثناء ادى قصف مدفعي اسرائيلي كثيف شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة الى سقوط ثلاثين قتيلا على الاقل بحسب مصدر طبي اسرائيلي.
واعلن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو "مرة جديدة ترتكب المنظمات الارهابية في غزة انتهاكا فاضحا لوقف اطلاق النار الذي تعهدت بنفسها الالتزام به لوزير الخارجية الاميركي والامين العام للامم المتحدة" جون كيري وبان كي مون.
ولم ترد اي توضيحات حول طبيعة انتهاك التهدئة الذي تحدث عنه نتانياهو.
وكان من المفترض ان تستمر التهدئة ثلاثة ايام غير انها بدت على وشك الانهيار ظهر الجمعة.
وقبيل الساعة 13,00 اطلقت ثمانية صواريخ وقذائف هاون على اسرائيل اعترض احدها نظام القبة الحديدية فيما سقطت الاخرى في مناطق غير آهلة.
وتجري معارك ضارية في محيط رفح وقد حذر الجيش سكان المدينة وطلب منهم البقاء في منازلهم.
وتلقى السكان رسائل صوتية على هواتفهم تقول "على سكان رفح البقاء في منازلهم. الجيش يطارد عناصر ارهابية في رفح".
30 قتيلا في القصف الاسرائيلي على رفح
قتل ثلاثون فلسطينيا على الاقل الجمعة في قصف مدفعي اسرائيلي كثيف شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، بعد دخول تهدئة انسانية حيز التنفيذ بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية، وفقا لمصدر طبي.
واكد مصدر طبي في مستشفى ابو يوسف النجار "وصول اكثر من ثلاثين شهيدا و150 جريحا جراء القصف المدفعي شرق مدينة رفح"، بعدما كانت الطواقم الطبية اعلنت قبل وقت قصير في حصيلة اولية وصول ثمانية قتلى نتيجة هذا القصف.
نائب كيري يشارك في محادثات القاهرة لتمديد وقف اطلاق النار
ويتوجه نائب وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز الى القاهرة في مسعى لتمديد التهدئة التي تلتزم بها اسرائيل وحماس في قطاع غزة والمعلنة لمدة 72 ساعة، كما قال مسؤول اميركي كبير الجمعة.
وسيغادر بيرنز الى مصر في نهاية الاسبوع للمشاركة في المحادثات، كما اضاف المسؤول.
وقال إن بيرنز سيحاول استطلاع ما اذا كان الطرفان على استعداد لتمديد التهدئة. ونادرًا ما يعقد مسؤولون اسرائيليون لقاءات مع بدء عطلة السبت.
وقال مسؤول اميركي كبير رافضًا الكشف عن اسمه في نيودلهي التي يزورها وزير الخارجية جون كيري، "هناك أمل في تمديد التهدئة"، لكنه اشار الى أن ذلك يبقى رهناً بحصول تسويات خلال المحادثات الهادفة الى التوصل لحل دائم.
واضاف المسؤول: "نأمل بالتأكيد في حصول تمديد لوقف اطلاق النار وسنشجع على ذلك، لكن من اجل الوصول الى هذه الغاية يجب أن يطرح عرض جدي على الطاولة".
ووافقت اسرائيل وحماس على هدنة انسانية في قطاع غزة لمدة 72 ساعة اعتبارًا من صباح الجمعة، وذلك بعد 24 يوماً من بدء الدولة العبرية هجومها المدمر على القطاع، والذي حصد حتى اليوم 1451 قتيلاً فلسطينيًا متخطيًا بذلك عدد ضحايا عملية 2008 الاعنف على القطاع.
وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري في اعلان مشترك مع الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن اسرائيل وحماس وافقتا على وقف لاطلاق النار في قطاع غزة لمدة 72 ساعة اعتبارًا من صباح الجمعة في الساعة 8,00 (5,00 ت غ).
من جهته، قال مسؤول أميركي إن المفاوضين الاسرائيليين والفلسطينيين سيلتقون اعتبارًا من الجمعة في القاهرة للبدء بمفاوضات بعد التوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة.
وقال كيري الذي يقوم بزيارة لنيودلهي إن الجانبين سيوقفان اطلاق النار وسيباشران مفاوضات في القاهرة. واوضح أن وقف النار سيستمر لـ72 ساعة "الا اذا تم تمديده"، لافتاً الى أنه "خلال هذه الفترة ستبقى القوات على الارض في مكانها".
واورد كيري في بيان مشترك مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أن "وقف اطلاق النار هذا مهم بالنسبة الى المدنيين الابرياء (...) خلال هذه الفترة سيتلقى المدنيون في غزة مساعدات انسانية ملحة وفرصة للقيام بأمور حيوية منها دفن القتلى والاهتمام بالمصابين وتخزين المواد الغذائية".
واضاف أنه "يمكن القيام ايضًا خلال هذه الفترة بالاصلاحات الضرورية للبنى التحتية من مياه وكهرباء".
واوضح كيري أنه يعلن وقف اطلاق النار بالتزامن مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي بذل ايضًا جهودًا كثيفة لوضع حد للهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة المستمر منذ 25 يومًا.
وفي غزة، أعلنت حركة حماس أن الفصائل الفلسطينية وافقت على تهدئة انسانية متبادلة مع اسرائيل لمدة 72 ساعة تبدأ صباح الجمعة، وذلك "استجابة" لدعوة من الامم المتحدة.
ولاحقًا، اعلن مسؤول في فصائل المقاومة الفلسطينية أن وفدًا من حركتي حماس والجهاد الاسلامي سيتوجه من غزة الى القاهرة الجمعة للمشاركة في مباحثات تتعلق بالتهدئة مع اسرائيل.
بدوره، أعلن مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أن الدولة العبرية وافقت على التهدئة.
وقال المصدر طالبًا عدم ذكر اسمه إنه "بموافقة الحكومة الامنية المصغرة ووزير الدفاع، قبلت اسرائيل بمقترح الولايات المتحدة والامم المتحدة بشأن هدنة انسانية لمدة 72 ساعة تبدأ صباح الجمعة في الساعة الثامنة" بالتوقيت المحلي.
وفجر السبت دعت مصر كلاً من اسرائيل والسلطة الفلسطينية لارسال وفديهما التفاوضيين الى القاهرة لإجراء مفاوضات حول تهدئة دائمة في القطاع.
وفي حين اعلن مسؤول فلسطينيي أن وفدًا من حركتي حماس والجهاد الاسلامي سيتوجه من غزة الى القاهرة الجمعة للمشاركة في المباحثات حول التهدئة، لم يصدر عن الجانب الاسرائيلي حتى الساعة أي شيء يتعلق بارسال وفد الى القاهرة.
من ناحية اخرى، أعلن كيري أن اسرائيل ستواصل عملياتها "الدفاعية" بهدف تفجير الانفاق في قطاع غزة خلال فترة التهدئة.
وكان مجلس الامن الدولي دعا في بيان رئاسي الخميس الى "وقف فوري وغير مشروط لاطلاق النار" في قطاع غزة، مطالبًا ايضًا بـ"هدنات انسانية" لاغاثة السكان.
ويأتي إعلان وقف النار بعدما بلغت حصيلة القتلى الفلسطينيين في غزة 1451 على الاقل لتتخطى عدد القتلى الذين سقطوا في عملية "الرصاص المصبوب" الاسرائيلية، وهي الاعنف على القطاع في نهاية العام 2008.
وفجر الجمعة بعد الاعلان عن اتفاق التهدئة، قتل ثمانية فلسطينيين على الاقل من عائلة واحدة، بينهم طفلان وامرأة، في قصف مدفعي اسرائيلي استهدف منزلهم في خان يونس في جنوب قطاع غزة، كما اعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية.
وقبلها قتل 11 فلسطينيًا على الاقل ليل الخميس في غارة جوية استهدفت منزلاً في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
كما اكد المتحدث باسم الوزارة اشرف القدرة مقتل ثلاثة فلسطينيين بينهم امرأة في غارات جوية اسرائيلية عدة استهدفت جنوب القطاع ليل الخميس.
وفي وقت سابق الخميس، تجددت عمليات القصف على غزة ما ادى الى مقتل 50 فلسطينيًا على الاقل، كما توفي 13 شخصًا متأثرين بجروح اصيبوا بها سابقًا، وتواصل سحب جثث ضحايا آخرين من تحت الانقاض في خان يونس، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
واعلنت الوزارة انتشال جثث نحو 13 فلسطينيًا قتلوا في قصف اسرائيلي سابق على المناطق الشرقية لقطاع غزة، بينهم ستة تم انتشالهم في شرق مدينة خان يونس.
وبذلك يرتفع عدد القتلى الفلسطينيين منذ بدء الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة في 8 تموز/يوليو الى 1451 قتيلاً على الاقل واكثر من 8350 جريحًا، بحسب وزارة الصحة في غزة.
وهذه الحصيلة تتجاوز حصيلة القتلى في عملية "الرصاص المصبوب" الاسرائيلية في 2008-2009، والتي استمرت 22 يومًا قتل خلالها نحو 1419 فلسطينيًا، وفق المركز الفلسطيني لحقوق الانسان.
وفي الجانب الاسرائيلي، قتل 56 جنديًا ما يشكل اكبر خسارة تلحق بالجيش منذ حربه ضد حزب الله في لبنان عام 2006.
واعلن البيت الابيض الخميس أنه شبه متأكد أن القصف الذي طاول مدرسة للامم المتحدة مصدره الجيش الاسرائيلي.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست إن "الامين العام للامم المتحدة اعلن أن كل الادلة تثبت على ما يبدو أن المدفعية الاسرائيلية هي السبب. ليس لدينا أي عنصر يناقض ما تقوله الامم المتحدة عن هذا الحادث"، معتبرًا أن قصف مقار الامم المتحدة التي لجأ اليها الفلسطينيون "مرفوض تمامًا ولا يمكن تبريره".
ومن جهته، دان الاتحاد الاوروبي قصف المدرسة وطالب باجراء تحقيق فوري حول هذا العمل "غير المقبول".
اما الحكومة الاسرائيلية وبالرغم من الانتقادات التي تلاحقها، فاكدت مواصلة عمليتها العسكرية. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قبل بدء اجتماع الحكومة الامنية المصغرة الخميس في تل ابيب، "نحن مصممون على اتمام هذه المهمة (تدمير الانفاق) سواء مع وقف اطلاق النار أو بدونه، ولن نوافق على أي مقترح لا يسمح للجيش الاسرائيلي بانهاء هذا العمل".
واستدعت اسرائيل في وقت سابق الخميس 16 الف جندي اضافي من قوات الاحتياط لتعزيز قواتها.
وجاء امر الاستدعاء بعدما اعلنت واشنطن موافقتها على تزويد اسرائيل بكميات جديدة من الذخائر لتعويض تراجع مخزوناتها.
وبالرغم من تكثيف العملية لم تنجح اسرائيل في وقف اطلاق الصواريخ من غزة، اذ اسقطت القبة الحديدية اربعة صواريخ، مساء الخميس، فيما اصاب آخر منزلاً في كريات غات وأسفر عن جرح شخص، وفق ما اعلن الجيش الاسرائيلي. وتحدث الجيش عن 3000 صاروخ تم اطلاقها من القطاع حتى الآن.
وفي ما يتعلق بالوضع الانساني، قال مدير منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) بيار كرينبول الخميس لمجلس الامن الدولي إن الفلسطينيين في قطاع غزة باتوا "على حافة الهاوية".
وفي اتصال عبر الفيديو مع مجلس الامن، اشار كرينبول الى أنه مع وجود نحو 220 الف فلسطيني في مراكز الامم المتحدة في غزة "تزداد الاوضاع المعيشية في هذه الملاجئ سوءًا يومًا بعد يوم"، لافتاً الى مخاطر انتشار الامراض.
وفي جنيف، نددت مفوضة الامم المتحدة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي الخميس بالهجمات على المنازل والمدارس والمستشفيات ومنشآت الامم المتحدة قائلة امام الصحافيين، "لا شيء من هذه الامور يبدو لي عرضيًا، يبدو وكأنه تحدٍ متعمد للالتزامات التي يفرضها القانون الدولي على اسرائيل".
من جهتها، طالبت مديرة العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس بالتوصل الى مزيد من فترات الهدنة الانسانية، اليومية والطويلة الامد، من اجل اغاثة المدنيين بانتظار التوصل الى وقف اطلاق نار.
&
التعليقات