تتخوف بورما التي تستضيف هذا الاسبوع اجتماعا دوليا، من ان تجد نفسها في قفص الاتهام، فيما تشوه اعمال العنف الدينية والقيود على حرية الصحافة، حصيلة الاصلاحات التي انجزت منذ ثلاث سنوات.&

ورحب الغرب الذي الغى معظم عقوباته، بالاصلاحات السياسية والاقتصادية التي بدأتها الحكومة المدنية منذ حل المجلس العسكري في 2011.
لكن المجموعة الدولية اعربت اخيرا عن قلقها من توقيف صحافيين ومن تنامي الشعور العصبوي بين البوذيين الذي رافق اضطرابات دامية بين البوذيين والمسلمين.
ويجتمع وزراء خارجية البلدان العشرة لرابطة دول جنوب شرق آسيا (اسيان) الجمعة في نايبيداو قبل اجتماعات منفصلة السبت مع الصين والولايات المتحدة وشركاء آخرين اساسيين من الكتلة الاقليمية، ثم اجتماع لكل البلدان المدعوة الاحد.
وستتمحور المناقشات حول موضوع النزاعات المتعلقة بالمياه الاقليمية بين بكين وعدد من اعضاء اسيان في بحر الصين الجنوبي.
لكن بعض المشاركين سيطرح ايضا مسألة حقوق الانسان في البلد المضيف، وخصوصا وزير الخارجية الاميركي جون كيري.
وسيدعو الحكومة الى حماية جميع السكان و"تأمين افضل الضمانات لحقوق الانسان والحريات الاساسية"، كما قال داني راسل، مساعد وزير الخارجية الاميركي المسؤول عن شرق آسيا والمحيط الهادىء.
من جهته، اشار شون تورنل من جامعة ماكاري الى ان "عددا من البلدان الغربية الكبرى بذلت جهودا من اجل نجاح العملية الانتقالية، ويخشى ان تؤثر اعمال العنف وتراجع حرية الصحافة على هذه العملية".
واضاف ان المشاركين سيوجهون الانتقادات الى الحكومة البورمية في اجتماعات مغلقة، لكن ذلك يمكن ان يعطي على رغم ذلك الصين التي فقدت مكانتها كحليف اساسي للمجلس العسكري الحاكم سابقا، الفرصة للاضطلاع من جديد بدور الدرع &لحماية جارتها.
ومنذ حل المجلس العسكري، افرج عن مئات السجناء السياسيين، وألغيت الرقابة، واصبحت زعيمة المعارضة اونغ سان سو تشي نائبة بعدما امضت 15 عاما في الاقامة الجبرية.
كذلك تحفز الدولة المنبوذة سابقا شهية المستثمرين الدوليين الذين تجتذبهم الموارد الطبيعية الكبيرة وشعب يبلغ تعداده 60 مليون نسمة.
لكن البلاد ما زالت تواجه معارك متفرقة في اقصى الشمال بين الجيش ومتمردي اقلية كاشين، تعيق التوصل الى وقف لاطلاق النار على الصعيد الوطني مع كل الاقليات الاتنية.
وتثير اعمال العنف بين البوذيين والمسلمين التي اسفرت عن اكثر من 250 قتيلا في مختلف مناطق البلاد منذ 2012 قلق المجموعة الدولية ايضا.
ويثير قلقها ايضا الحكم في تموز/يوليو بالسجن عشر سنوات مع الاشغال الشاقة على خمسة صحافيين بسبب مقالة تتهم مؤسسة عسكرية بانتاج اسلحة كيميائية.
ومع اقتراب موعد الانتخابات في 2015 التي يبدو حزب سو تشي الاوفر حظا للفوز بها، تتخوف وسائل الاعلام البورمية من التعرض لمزيد من الضغوط، كما قال ديبلوماسي غربي طالبا عدم الكشف عن هويته.
وقال دايفيد ماتيسون من هيومن رايتس ووتش "اعتقد ان كيري يدرك انه لا يأتي للقيام بجولة ترفيهية، ستكون زيارته صعبة".
من جانبه، طالب سوي ثين، الوزير الملحق بالرئيس ثين سين ب "التفهم" حيال بعض الاصلاحات التي لا تجرى على ما يرام. وقال "نتقدم على طريق الديموقراطية، ولن نتراجع".