حذر زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر من استعدادات على وشك التنفيذ يقوم بها تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" ومجموعات مسلحة أخرى لاقتحام بغداد داعيا الحكومة العراقية الى اتخاذ الاجراءات اللازمة للدفاع عن العاصمة مؤكدا استعداده لاعداد قوات للمشاركة في هذه المهمة.


لندن: قال زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر في بيان صحافي الجمعة حصلت "إيلاف" على نصه انه "حسب ماوردتنا من معلومات استخبارية وغيرها ان بعض الجهات والتنظيمات الارهابية الظلامية لا وفقها الله تعالى قد اتمت استعداداتها لدخول العاصمة الحبيبة بغداد".

وأضاف "من منطلق السلام والدفاع عن المقدسات فانا على اتم الاستعداد لجمع العدد للدفاع عنها بالتنسيق مع بعض الجهات الحكومية لتجهيزها بالعدة الملائمة لذلك". وقال "أرى أنّ الإسراع بذلك بات ضروريا... فان وافقت الحكومة على ذلك فسيتم إصدار الأمر ببيان آخر فانتظروا اني معكم من المنتظرين".

وقال الصدر الذي شكل ميليشيا "سرايا السلام" التي تقاتل حاليا في سامراء وجنوب بغداد "اذا تم ذلك فاننا مستعدون لحماية حدود بغداد وبواباتها ومستعدون للدفاع عن مقدساتها ومساجدها وكنائسها ودور العبادة فيها.. فالسلام على جند العراق".

وكانت السلطات العراقية اعلنت الاربعاء الماضي عن افشال هجوم لمسلحي الدولة الاسلامية لاقتحام بغداد من ثلاثة محاور برغم مخاوف من سيطرة حالية للمسلحين على بلدات تحيط بالعاصمة. وأكد وزير النقل العراقي زعيم منظمة بدر هادي العامري خلال مؤتمر صحافي في بغداد تابعته "إيلاف" عن إفشال خطط مهاجمة العاصمة العراقية من ثلاثة محاور عبر محافظات ديالى (شمال شرق) وتكريت (شمال غرب) والانبار (غرب).

وجاء إعلان العامري عن احباط الهجوم على بغداد بعد يوم من قول مسؤولي مخابرات وأمن عراقيين إن مسلحي الدولة الإسلامية يقتربون على نحو خطير من بغداد مستخدمين أنفاقا سرية حفرها الرئيس السابق صدام حسين وأرضا وعرة جنوبي بغداد بدعم من رجال عشائر مناهضين للحكومة مدججين بالسلاح لمباغتة القوات العراقية.

لكن قدرًا أكبر من القلق ينتاب بعض مسؤولي المخابرات والأمن العراقيين إزاء حملة للدولة الاسلامية لم تسلط عليها أضواء كافية في المناطق الريفية إلى الجنوب من العاصمة مباشرة وهي أرض وعرة في وادي نهر الفرات كان الأميركيون يسمونها أيام احتلالهم للعراق "مثلث الموت".

وفي حين أوقفت القوات العراقية زحف متشددي الدولة الإسلامية على بغداد من الشمال قرب مدينة سامراء ( 100 كيلومتر شمال غرب بغداد) يتجمع مقاتلون تابعون للتنظيم خفية في مدن جنوبي العاصمة.

ونقلت وكالة رويترز عن فلاح الراضي رئيس اللجنة الأمنية في الحلة (100 كم جنوب بغداد) "قلنا للحكومة إن من الضروري أن تكون هناك عمليات عسكرية عاجلة لمنع الدولة الإسلامية من الاستيلاء على بلدات جديدة جنوبي بغداد".

ويقول المسؤولون إن تنظيم الدولة الإسلامية يدفع بمقاتلين وينقل أسلحة ومؤن منذ أسابيع عبر أنفاق سرية في الصحراء من مواقعه الحصينة في غرب العراق إلى مدينة جرف الصخر التي تبعد 40 كيلومترا إلى الجنوب من بغداد والانفاق التي حفرها صدام في التسعينات لإخفاء الأسلحة من مفتشي الأمم المتحدة مكان مثالي للاختباء يسمح للمقاتلين بتجنب نيران طائرات الهليكوبتر.

وقال مسؤول في المخابرات واصفا جرف الصخر والبلدات المجاورة لها جنوبي بغداد "هذا يجعل من غير الممكن بالنسبة لنا أن نسيطر على هذه المنطقة بما فيها من قنوات ومصارف وزراعات توفر غطاء نموذجيا للمتمردين".

وسيكون الاستيلاء على بغداد عسيرا لأن بها آلاف من أفراد القوات الخاصة بجانب عدد كبير من مقاتلي الميليشيات الشيعية لكن الاستيلاء على بلدات جنوبي العاصمة سيسمح للتنظيم بشن هجمات بسيارات ملغومة وهجمات انتحارية في العاصمة وربما يطلق العقال من جديد لصراع الميليشيات الشيعية والسنية التي تقاتلت من شارع إلى شارع عامي 2006 و2007.