يعقد وزيرا الخارجية الروسي والاوكراني اجتماعا اليوم الاحد في برلين بحضور نظيريهما الالماني والفرنسي، وذلك غداة توصل موسكو وكييف الى اتفاق حول اجراءات دخول قافلة المساعدة الانسانية الروسية الى الاراضي الاوكرانية. ويجتمع سيرغي لافروف وبافلو كليمكين وفرانك فالتر شتاينماير ولوران فابيوس اليوم في برلين لمناقشة الازمة في شرق اوكرانيا من جديد، في اجواء اهدأ في الايام الاخيرة.
وكان ممثل اللجنة الدولية للصليب الاحمر باسكال كوتا اعلن السبت ان روسيا واوكرانيا توصلتا الى اتفاق حول اجراءات عبور قافلة المساعدات الانسانية الروسية، مؤكدا ان اللجنة بانتظار الحصول على "ضمانات امنية" كافية لعبور القافلة الحدود. واعترفت كييف في بيان نشرته الحكومة الاوكرانية على موقعها الالكتروني بان القفالة "قانونية" الا انه ما زال يتعين عليها الموافقة على دخول القافلة الى اراضيها، حيث ستقوم اللجنة الدولية للصليب الاحمر بتوزيع المساعدات.
وما زالت حوالى 300 شاحنة روسية تحمل 1800 طن من المساعدات الانسانية حسب موسكو، متوقفة منذ الخميس في كامينسك شاختينسكي على بعد ثلاثين كيلومترا عن مركز دونيتسك الحدودي في شرق اوكرانيا، كما ذكر صحافيون من وكالة فرانس برس.
وقال متحدث عسكري اوكراني ان 41 من عناصر حرس الحدود الاوكراني و18 جمركيا وصلوا الى دونيتسك لتفتيش الشاحنات، لكنهم لم يبدأوا بعد بانتظار وثائق من اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي يفترض ان تتولى توزيع المساعدات. الا ان السلطات الاوكرانية اكدت ان مسؤولية امن القافلة التي لا ترافقها مواكبة عسكرية ويفترض ان تمر في مناطق تشهد معارك، تقع بالكامل على موسكو.
ومساء السبت تحدث مراسلو وكالة فرانس برس عن دوي انفجارات عدة في الجانب الاوكراني من الحدود مع روسيا، ورأوا قافلة عسكرية روسية تضم حوالى عشر مدرعات وآليات عسكرية تسير قرب الحدود. ودعت موسكو التي تتهم كييف بتخريب عمليتها الانسانية عبر تكثيف عملياتها العسكرية في المنطقة التي ستمر عبرها القافلة، السبت مجددا الى وقف لاطلاق النار لايصال المساعدات الى السكان المدنيين ضحايا النزاع. ويحاول الغربيون من جهتهم خفض التوتر عبر اعادة روسيا واوكرانيا الى طاولة المفاوضات.
ودعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مجددا روسيا الى التعهد باحترام وحدة اراضي اوكرانيا، مطالبا في الوقت نفسه سلطات كييف بـ"ضبط النفس والدقة" في العمليات العسكرية الجارية مع ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في معقلي المتمردين دونيتسك ولوغانسك المحاصرين من قبل الجيش الاوكراني.
من جهتها، اعلنت الرئاسة الاوكرانية ان الرئيس بترو بوروشنكو عبر في اتصال هاتفي مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل عن رغبته في المشاركة في الاجتماع المقبل لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في 30 آب/اغسطس "لاطلاع القادة الاوروبيين على الوضع في اوكرانيا". وتصاعد التوتر فجأة الجمعة بعدما اكدت اوكرانيا انها "دمرت" قسما من رتل للمدرعات الروسية دخل اراضيها. الا ان روسيا نفت هذه المعلومات.
وفي اتصال هاتفي، اتفق نائب الرئيس الاميركي جو بايدن والرئيس الاوكراني على ان ارسال روسيا رتل مدرعات الى اوكرانيا وتزويدها الانفصاليين باسلحة متطورة لا يتفقان والرغبة في تحسين الوضع الانساني في شرق اوكرانيا.
وقال البيت الابيض في بيان ان بايدن وبوروشنكو جددا الدعوة الى حل دبلوماسي للازمة، ودعوا روسيا الى الموافقة على اجراء مفاوضات. ونفت موسكو مجددا عبور قوات روسية او معدات الحدود واتهمت كييف بسخرية "بتدمير اشباح". وكان الكسندر زخارتشنكو رئيس "جمهورية دونيتسك الشعبية" المعلنة من جانب واحد، قال في تسجيل فيديو تم بثه مساء الجمعة انه تلقى "150 قطعة من المعدات العسكرية بينها 30 دبابة وآليات مصفحة اخرى، وحوالى 1200 رجل تدربوا على الاراضي الروسية". واضاف ان هذه المعدات "وصلت في الوقت المناسب".
وواصل الجيش الاوكراني هجومه السبت وتمكن من استعادة جدانيفكا التي تبعد 45 كلم عن دونيتسك، من المتمردين. وتعرضت بلدة ماكييفكا المجاورة للمدينة لقصف عنيف.
وقال صحافيون من وكالة فرانس برس ان قذائف اطلقها الجيش الاوكراني على ما يبدو سقطت على حوالى 12 منزلا. وادى قصف مدفعي وانفجارات الى مقتل اربعة اشخاص وفق السلطات المحلية.
وفي لوغانسك التي يحاصرها الجيش الاوكراني، تحدثت منظمة هيومن رايتس واتش اعن وضع انساني "صعب جدا"، فيما تفتقر المدينة الى الماء والكهرباء وشبكة الهاتف منذ اسبوعين. وانتقدت المنظمة غير الحكومية ايضا استخدام الطرفين الاسلحة الثقيلة في المناطق المأهولة والتي اسفرت عن مقتل عشرات المدنيين في الايام الاخيرة. ودعت واشنطن الخميس كييف الى "ضبط النفس" لخفض عدد الضحايا بين المدنيين.
&
التعليقات