قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إن تصاعد الحركات والتنظيمات الإرهابية وفكرها ناجم عن عدم التوصل لحلول للمشاكل والتحديات في إقليم الشرق الأوسط.&
قبل مشاركته في قمة الناتو في ويلز الخميس، استهل الملك عبدالله الثاني زيارة العمل التي بدأها الأربعاء، للعاصمة البريطانية بلقاء برلمانيين وقيادات فكرية.&
&
وقال الملك عبدالله الثاني إن مجابهة الإرهاب الذي ليس له علاقة أبدا بالإسلام، والدين الإسلامي منه براء، هو من إفرازات عدم التوصل إلى حلول لمشاكل وتحديات المنطقة، وأن مجابهة خطرها يستدعي بلورة مواقف وتعاونا دوليا فاعلا يتصدى لهذه التنظيمات وما تمثله من غلو وتطرف وفوضى قد يتعدى خطرها المنطقة إلى العالم أجمع.
&
وأوضح العاهل الهاشمي خلال اللقاءين مع رؤساء وأعضاء لجنتي الشؤون الخارجية والدفاع في مجلس العموم وقيادات فكرية وأكاديمية بريطانية مؤثرة أن محاصرة حركات التطرف في المنطقة التي تستغل الدين، وكشف نواياها وفكرها التكفيري يتم من خلال نشر قيم التسامح والتعايش والوسطية التي تعبر عن جوهر الإسلام الحنيف.
&
وأكد الملك عبدالله الثاني أهمية تكثيف جهود المجتمع الدولي لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وصولا إلى السلام الشامل والعادل والدائم المستند إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.
&
غزة&
&
وبين أن العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة والذي خلف وراءه حجما هائلا من الدمار، ولكي لا يتكرر مستقبلا، يستوجب معالجة جذور المشكلة من خلال الإسراع في دعم جهود السلام وحل القضية الأساس في الشرق الأوسط، وهي القضية الفلسطينية، وبغير ذلك يكون الوضع عرضة للتفجر وتبقى المنطقة رهينة العنف والاضطراب، وبعيدة عن تحقيق تطلعات شعوبها في مستقبل أفضل.
&
ولفت العاهل الأردني إلى ضرورة أن يكثف المجتمع الدولي جهوده للبدء في عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة، تخفيفا لمعاناة الشعب الفلسطيني هناك، مشيرا جلالته إلى الجهود الموصولة للأردن في تقديم العون والإغاثة الطبية والإنسانية لأبناء القطاع، من خلال دعم المستشفى العسكري الأردني الميداني في غزة، ومواصلة قوافل المساعدات الإنسانية والطبية من الهيئة الخيرية الهاشمية وغيرها من المؤسسات.
&
سوريا والعراق
&
وتطرق اللقاء إلى الأوضاع في سوريا، حيث أشار الملك عبدالله الثاني إلى التداعيات الخطيرة لاستمرار الأزمة معلقة دون حل، ما يعمق معاناة الشعب السوري، لافتا إلى الأعباء الضخمة التي يتحملها الأردن جراء استضافة أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين، والتي تفوق قدراته وإمكاناته ما يتطلب دعما أكبر من المجتمع الدولي كي تتمكن المملكة من تحمل هذه الأعباء المتزايدة.
&
وأكد الملك عبدالله الثاني أن الحل في سوريا يجب أن يكون حلا سياسيا شاملا، وليس عسكريا، وهذا ما أثبته طول أمد الصراع هناك.
&
وحول مستجدات الوضع في العراق، لفت الملك أن الأردن يولي أهمية قصوى لبقاء العراق آمنا وموحدا ومستقرا، بحيث يشارك العراقيون بجميع مكوناتهم وقواهم السياسية دون استثناء في الحفاظ على بلدهم وتماسكه في مواجهة ما يشهده من تحديات، مؤكداً أهمية التوصل إلى عملية سياسية توافقية وجامعة كمخرج لذلك.
&
تثمين&
&
ومن جهتهم، ثمن البرلمانيون البريطانيون والقيادات الفكرية والأكاديمية البريطانية، خلال اللقاءين، الذي حضره فايز الطراونة رئيس الديوان الملكي الهاشمي، وناصر جودة وزير الخارجية وشؤون المغتربين، وعماد فاخوري مدير مكتب الملك، ومازن الحمود السفير الأردني في لندن، جهود الملك عبدالله الثاني لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، معبرين عن تفهمهم للصعوبات التي تواجه الأردن، خصوصا الاقتصادية منها، ومقدرين في الوقت نفسه ما يقوم به من جهود على مختلف الصعد لتحقيق السلام في الشرق الأوسط وتعزيز أمن المنطقة في مواجهة مختلف التحديات.
&
كما ثمنوا سياسة الأردن المعتدلة التي تضع حلولا منطقية وعملية لمختلف التحديات في المنطقة، معتبرين أن ما طرحه الملك أمامهم من تصورات يساعد كثيرا في بلورة تصورات دقيقة لما يشهده الشرق الأوسط من متغيرات وتطورات غير مسبوقة وكيفية التعامل معها إقليميا ودوليا.&
&
التعليقات