باريس: كانت السيدة الفرنسية الاولى سابقا فاليري تريرفيلر الخميس هدفا لانتقادات اليسار الحادة بعد نشر كتابها عن فرنسوا هولاند الذي عرضت فيه صورة سلبية للرئيس الاشتراكي اشعلت التعليقات على شبكات التواصل الاجتماعي.
ودعت الحكومة الفرنسية الخميس الى التحلي ب"الكرامة" في حين وصفت سيغولان رويال وزيرة البيئة وشريكة حياة الرئيس السابقة ما جاء في الكتاب بانه "كلام فارغ".
ياتي هذا الكتاب في اسوأ توقيت بالنسبة للرئيس الذي بلغت شعبيته ادنى مستوياتها، حيث لم تزد عن 13% فلي استطلاع للراي جرى بعد التعديل الوزاري لكن قبل نشر كتاب تريرفيلر المدمر.
فقد تراجعت شعبية الرئيس بنسبة 5% في شهرين حسب المؤشر السياسي لمجلة "فيغارو ماغازين" الذي نشر الخميس.
والذي رسخ ضعف مكانته في فريقه نفسه بعد هذا التعديل الحكومي الذي رسخ تحوله الاشتراكي الليبرالي.
وقال رئيس الوزراء مانويل فالس معلقا "يجب التحلي بالكرامة والشرف" في حين امتنعت الرئاسة عن اي تعليق حتى الان. واضاف فالس "ادعو الى احترام خصوصية حياة كل فرد والى التحلي بالشرف والكرامة في هذه المناقشة العامة" في الوقت الذي يواجه فيه بدوره انخفاضا كبيرا في استطلاعات الراي حيث لا يحظى سوى بثقة 31% من الفرنسيين وهو ادنى مستوى له منذ توليه منصبه في نيسان/ابريل الماضي.
واعتبر فالس انه "بالهجمات الجارحة وخلط الحياة العامة بالحياة الخاصة نحط من مستوى النقاش".
في كتابها "ميرسي بور سو مومان" (شكرا لهذه اللحظة) تروي فاليري تريرفيلر كيف علمت في كانون الثاني/يناير الماضي بوجود علاقة بين هولاند شريك حياتها حينها، والممثلة جولي غاييه مؤكدة ان السلطة جعلته "عديم الانسانية" وانه يسخر من الفقراء.
وكتبت تريرفيلر "قدم نفسه على انه الرجل الذي لا يحب الاغنياء. في الواقع الرئيس لا يحب الفقراء"، مضيفة "هو نفسه رجل اليسار يسخر منهم في احاديثه الخاصة ويصفهم بانهم+بلا اسنان+ مزهوا بما يتمتع به من حس الدعابة".
وزيرة البيئة سيغولان رويال منافستها السابقة وام ابناء هولاند الاربعة علقت مستنكرة "هذا كلام فارغ" مضيفة "هذا عكس حس الالتزام السياسي لمسؤول يساري واشتراكي كبير".
الا ان الجملة التي نسبت الى هولاند اشعلت التعليقات الساخرة على تويتر مع ارسال 20 الف تغريدة على الاقل على هاشتاغ (#بلا اسنان).
وكتبت صحيفة لو فيغارو المحافظة "كيف لرئيس يساري تخلت عنه بالفعل القاعدة الشعبية في صناديق الاقتراع ان يسمح لنفسه باطلاق مثل هذه النكات؟"
واعتبرت رئيسة الجبهة الوطنية (يمين متطرف) مارين لو بن ان وصف "بلا اسنان" الذي نسب للرئيس وصف "حقير" وقالت "اذا كان قيل حقا فانه يكشف عن وجه سيدمر نهائيا صورته".
وراى العديد من المحررين ان فاليري تريرفيلر وجهت "ضربة قاضية" للرئيس في هذا الكتاب الذي جاء على شكل "كشف المستور".
صحيفة لو باريزيان الشعبية اعتبرت انه "يدعو للرثاء". واضافت ليبيراسيون اليسارية "الحياة الخاصة تحجب السياسة". وعنونت لو فيغارو "تريرفيلر تنسف عودة هولاند".
العضو الاشتراكي الاخر في الحكومة جان ماري لو غان وزير الدولة للعلاقات البرلمانية اعرب عن الاسف لكون السلطة التنفيذية باتت "مرتهنة" وقال "اذا تحدثنا لنقول ما يمكن ان نشعر به من اشمئزاز حيال هذه البذاءة سنغذي الجدل واذا لم نتحدث فان الرد بالتاكيد ياتي قصير جدا".
وقال السناتور المدافع عن البيئة جان فانسان بلاسيه عن حزب الخضر "كل ذلك سيدق جرس النهاية لهذه الجمهورية الخامسة".
هذا الكتاب سيؤدي في كل الاحوال الى زيادة صورة الرئيس سوءا& لدى الراي العام لا سيما وانه يبشر بان يكون افضل الكتب مبيعا: فحتى منتصف اليوم بيعت منه 15 الف نسخة في متاجر فناك وهي بداية اقوى بثلاث مرات من الكتاب الافضل مبيعا في السنوات الخمس الماضية "فيفتي شايدس اوف غراي" (خمسين ظلا للرمادي) حسب المجموعة.
فقد تصدر هذا الكتاب، الذي طبعت منه سرا 200& الف نسخة في المانيا، مبيعات موقع امازون فرنسا في اليوم الاول لصدوره.
التعليقات