&أكد أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أن بلاده مستعدة للالتزام الطويل بالعملية العسكرية ضد داعش، لأنه خطر على الجميع، داعيًا إلى ترافقها بعملية سياسية لمنع النظام السوري من الاستفادة منها.

دبي: قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، إن الامارات كانت في طليعة الدول التي انضمت للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، "إيمانًا منا بضرورة التصدي الجماعي له، والإمارات مستعدة للالتزام الطويل بالعملية، باعتبار أن الخطر الإرهابي يهدد الجميع". كما رأى قرقاش أن انضمام قطر للحلف يثبت ذلك، ورفض أن يستفيد النظام السوري من الضربات الموجهة لداعش.

التحالف فاعل جدًا

على هامش مشاركته بأعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة، قال قرقاش في مقابلة مع شبكة سي أن أن الأميركية: "قرار الإمارات الانضمام إلى التحالف الدولي ضد داعش كان طبيعيًا، وينطلق من موقف الإمارات حول ضرورة وجود رد جماعي على الإرهاب، وكان من الطبيعي أن تتصدر الإمارات ذلك التحالف بعد تشكله".

وإذ رفض قرقاش تقديم أية تفاصيل لدور الإمارات في الضربات الجوية والأهداف والطائرات المستخدمة وعددها، إكتفى بالقول: "أقول إن التحالف كان فاعلًا جدًا، ونحن نواصل العمل معًا من أجل زيادة الفاعلية والقضاء على هذا التهديد الذي يطال الجميع، والإمارات ملتزمة بمواصلة العمليات المشتركة".

وأضاف: "لا أرغب في الخوض بالأرقام والعمليات، لكنني أؤكد أننا شركاء على قدم المساواة لجهة الشراكة سياسيًا ولوجستيًا، فعلى المستوى السياسي ندعم هذه الجهود بكامل قوتنا، ولوجستيًا نستضيف القوة الاسترالية، ولدينا طيارونا ومواردنا العسكرية التي نوظفها في هذه المعركة، وأظن أن الأمر الأهم هو الإرادة السياسية، فتشكيل التحالف كان إنجازًا كبيرًا بالنسبة إلى الإدارة الأميركية، لأن الخطر يهدد الجميع، ومن المهم للغاية أن نتعامل معه بشكل جماعي".

خطر مشترك

وثمن قرقاش المشاركة القطرية في العمليات ضد داعش، وقال: "هذا الأمر يثبت أن الجميع يشعر بوجود هذا الخطر المشترك، وأن ما من أحد محصّن حياله، فالجميع مهدد بخطر يطال طريقة عيشه والقيم التي يعتنقها، والإرهاب يهدد الجميع، وهذا يدل على الطريقة التي تشكل عبرها التحالف، على أساس أن علينا أن نتحرك ولا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي".

وتناول إعلان الولايات المتحدة تدمير مجموعة "خراسان" المنبثقة من تنظيم القاعدة في سوريا، فقال: "الموقف شديد التعقيد وتسوده الفوضى، وهناك على الدوام جماعات متفرعة ومتعددة لديها أهداف واحدة، لكنها لا تعمل بالضرورة تحت مسمى تنظيمي واحد، ولذلك وجود مثل هذه الشبكة أو جماعات أخرى مماثلة لا يفاجئنا. هناك فراغ أمني والمتوقع رؤية مثل هذه الأمور".

لن يستفيد الأسد

وعن خشية الإمارات التعرض لهجمات انتقامية على أراضيها بسبب قرارها مواجهة داعش قال الوزير الإماراتي: "علينا جميعًا البقاء متنبهين، وأعتقد أن التحرك واتخاذ خطوات عملية أفضل من الجلوس مكتوفي الأيدي".

اضاف: "على الجميع التنبه والحذر، ونحن نقوم بما يجب من أجل القضاء على هذا التحدي قضاء مبرمًا". وحول خريطة العمليات العسكرية في سوريا، التي أظهرت استهداف واشنطن لمجموعة خراسان وتركيز الحلفاء العرب على ضرب مقار داعش، قال قرقاش&لشبكة سي أن أن: "نحن نخوض معركة ضد الإرهاب، معركة ضد التشدد والعنف، وما يجلبه ذلك من إرهاب، نحن نشارك في العملية ضد الإرهاب ككل، وليس ضد داعش فحسب".

وشدد قرقاش على ضرورة ألا يستفيد النظام السوري من الأحداث الجارية، وعلق على إمكانية تأييد بلاده للمطالب المقدمة إلى أوباما من السيناتورين الأميركيين، ليندسي غراهام وجون ماكين، بضرب نظام الأسد بالقول: "حاليًا، نحن في عملية ضد داعش في العراق وسوريا، ونرى أن هذه العملية موجهة ضد الإرهاب، لكن لا بد لهذه العملية أن تترافق مع الكثير من العمل السياسي".

أضاف: "نحن مع المبدأ الذي ينص على ضرورة ألا يستفيد النظام الحالي في سوريا من هذه العمليات، ونؤمن بضرورة القيام بالمزيد من الجهود السياسية على هذا الصعيد، بالتوازي مع الجهود العسكرية".

عملية طويلة الأمد

وعن تأييد الإمارات للتخلص من نظام الأسد، قال قرقاش: "نريد الاستقرار، وإنهاء هذا التحدي الإرهابي، ولا نريد لأحد أن يستفيد من ضرب داعش أو من ضرب أي جماعة أخرى".

ولم يستبعد إمكانية إرسال قوات عسكرية برية لمواجهة داعش، وقال: "الإمارات جزء من هذا التحالف، وهي تؤمن بأن الجهود السياسية التي يمكن القيام بها على الأرض ستوفر بدائل جيدة لتغطية أي فراغ متوقع".

وعن المدى الزمني الذي قد تستغرقه العملية، وما إذا كانت مرشحه للاستمرار لسنوات، قال قرقاش: "نحن في عملية طويلة الأمد، ونحن ملتزمون بها. أظن أنه من المبكر الآن وضع تقييم فعلي للفترة الزمنية التي قد تستغرقها الأمور، فما زلنا في الأيام الأولى من العملية، ولكننا بالتأكيد نقوم بالعمل الصحيح".