ليماسول: انقذت سفينة سياحية الخميس اكثر من ثلاثمئة لاجىء معظمهم سوريون وبينهم نحو خمسين طفلا قبالة سواحل قبرص لكن لدى وصولهم الى الجزيرة رفض نحو 280 منهم مغادرة السفينة مطالبين بنقلهم الى ايطاليا، قبل ان يوافقوا بنهاية المطاف على النزول الى ميناء ليماسول.

وقال مساعد مدير الدفاع المدني مرينوس بابادوبولوس لوكالة فرانس برس "نزلوا جميعهم من السفينة. وقد جرى ذلك اعتبارا من الساعة 5,00. وذهبت الشرطة الى الداخل ولم تفعل شيئا (تفاوضت فقط) وحصل كل شيء بهدوء ووافقوا في النهاية على النزول".

وكان اللاجئون الذين انطلقوا على الارجح من احد مرافئ سوريا بحسب وزارة الدفاع طالبوا في البداية بالتوجه الى ايطاليا. وبعد نزولهم من السفينة دخل اللاجئون الى منشأة اعدتها السلطات لوصولهم حيث يمكن ان تتوفر العناية لمن يحتاج لها ولتسجيلهم.

وكان عشرات منهم انهوا الاجراءات حوالى الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي (السادسة بتوقيت غرينتش). وقال بابادوبولوس "اننا مستعدون لنقلهم في اول باصين" كي يتمكنوا من التوجه الى معسكر كوكينوتريميثيا على بعد نحو عشرة كيلومترات من العاصمة نيقوسيا.

وهناك يمكنهم الاستحمام وتلقي ثياب نظيفة والاستراحة بحسب الصليب الاحمر. ولا يزال عشرات من اللاجئين يواصلون في الوقت نفسه الاجراءات التي يمكن ان تستغرق ساعات عدة بحسب مصدر اخر في المكان طلب عدم كشف اسمه.

واوضح هذا المصدر ان الصليب الاحمر الذي غادر خلال الليل بعد رفض اللاجئين ال280 النزول من السفينة عاد من جديد الى المكان لمساعدتهم. واضاف "ان اللاجئين يبدون متعبين جدا".

وقد انقذت السفينة "سالاميس فيلوكسينيا" المركب الذي كان يبحر على مسافة 50& ميلا بحريا في جنوب غرب مدينة بافوس الساحلية بعد ارساله نداء استغاثة بسبب "الاحوال الجوية الرديئة" بحسب وزارة الدفاع.

وصعد ركاب المركب ال345 بينهم 52 طفلا وجاء معظمهم من سوريا بحسب الشرطة الى السفينة التي يبلغ طولها 157 مترا. وعبر مسؤول مرفأ ليماسول جورج بورو عن ارتياحه لانقاذ اللاجئين بعد حصول حوادث غرق دامية عديدة في البحر المتوسط في الاشهر الاخيرة مؤكدا ان جميعهم "في صحة جيدة".

لكن لدى وصولهم الى الميناء القبرصي حوالى الساعة 20,45 بالتوقيت المحلي (17,45 ت غ)، وبعد مغادرة الركاب ال700 السفينة في ليماسول& وجهتهم الاساسية، وافق حوالى 65 لاجئا فقط النزول من السفينة. اما الاخرون فرفضوا مطالبين بنقلهم الى ايطاليا رغم رفض الشركة البحرية.

وقال المدير العام للشركة البحرية المشغلة للسفينة "سالاميس كروز لاينز" كيكيس فاسيليو غاضبا للصحافيين "كان من المفترض ان نبحر هذا المساء في الساعة 22,30 (19,30 ت غ) ولكن للاسف فان هؤلاء الناس يريدون التفاوض (...) يريدوننا ان ننقلهم الى ايطاليا".

وأضاف "لقد فعلنا اقصى ما بوسعنا لانقاذ حياتهم، لقد اعطيناهم طعاما ووفرنا لهم المساعدة والآن يريدون تدمير هذه المؤسسة"، متحدثا عن خسائر "بمئات الاف اليوروهات". ونقل اللاجئون ال65 الاخرون في حافلة الى معسكر في كوكينوتريميثيا على بعد نحو عشرة كيلومترات من العاصمة نيقوسيا.

واوضحت راكبة قبرصية تدعى كريستالا افلاتسوميس (66 عاما) لوكالة فرانس برس ان النازحين امضوا ثلاثة ايام في البحر على متن مركب وسط ظروف جوية رديئة.

وروت المواطنة القبرصية التي قامت برحلة بحرية لتسعة ايام مع زوجها على متن السفينة في الجزر اليونانية، "ان البحر كان مريعا. وقد تقيأ عدد منا. وفي الساعة 8,45 (5,45 ت غ) وصلنا الى مقربة من مدينة بافوس (الساحلية القبرصية). لكن القبطان تلقى نداء لانقاذ هؤلاء الناس" فعادت السفينة حينها ادراجها.

واضافت "كان عددهم حوالى 350 من سوريا وبينهم الكثير من النساء الحوامل و20 طفلا رضيعا. وقد دفعوا الكثير من المال (للقيام بهذه الرحلة). واجرى القبطان في لحظة ما اتصالا هاتفيا فجاء زورق سريع لينتقل اليه" تاركا اللاجئين لوحدهم. ولم يتسن الحصول على تأكيدات لما روته من مصادر اخرى.

وقال زوجها جورجيوس انه تم تجميع اللاجئين "المتعبين جدا" قرب مسبح السفينة السياحية ثم قدم لهم الطعام والشراب. وقالت زوجته "لو لم نكن هناك لكانوا ماتوا". ولا تبعد جزيرة قبرص سوى مئة كيلومتر تقريبا عن الساحل السوري، الا انها كانت لا تزال في مناى عموما عن تدفق اللاجئين الهاربين من النزاع الذي تشهده البلاد منذ اذار/مارس 2011.

وفي اب/اغسطس 2012 قضى سبعة سوريين بينهم طفلان على اثر غرق المركب الذي كانوا على متنه قرب الساحل الشمالي لقبرص حيث كانوا يعتزمون التوجه. ووفقا للمفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة غرق اكثر من 2500 شخص او اعتبروا في عداد المفقودين منذ مطلع 2014 اثناء محاولة عبور المتوسط.

وفي العاشر من ايلول/سبتمبر قضى حوالى خمسمئة شخص في غرق مركبهم قبالة ساحل مالطا، وكان حادث الغرق "الاخطر في السنوات الاخيرة" في البحر المتوسط بحسب المنظمة الدولية للهجرة. ولم ينج من ذلك الحادث سوى عشرة اشخاص.