اتخذ حاكم ولاية فلوريدا السابق جيب بوش خطوة تقربه من الترشح لانتخابات الرئاسة الأميركية بعد أن استقال من جميع مجالس الإدارة التي كان عضوًا فيها. واستقال بوش أيضًا من عمله مستشارا براتب في شركة تعليمية ربحية.

إعداد عبد الاله مجيد: استقال حاكم ولاية فلوريدا السابق جيب بوش من جميع مجالس الادارة التي كان عضوا فيها مقترباً خطوة أخرى من الترشح للانتخابات الرئاسية الأميركية في عام 2016، كما كشف مصدر قريب منه. واستقال بوش أيضًا من عمله مستشارا براتب في شركة تعليمية ربحية تبيع دورات دراسية على الانترنت لطلاب الجامعات الحكومية مقابل حصة من رسوم الدراسة.
&
وتأتي خطوة بوش التي كشفها احد مساعديه لصحيفة واشنطن بوست مع بداية العام الجديد في إطار سلسلة من الاجراءات التي اتخذها مؤخرا لإنهاء مصالحه المالية التي كانت مصدر ثروته منذ انتهاء مهام عمله حاكماً لولاية فلوريدا في عام 2007. وقال مساعد بوش ان مفعول استقالته من مجالس الادارة يعتبر سارياً من أول أيام 2015.

عودة الى معترك السياسة

وأضاف المساعد ان بوش يراجع شركات أخرى قد يكون مساهماً كبيراً فيها او يملكها مثل شركة جيب بوش اند اسوشييتس الاستشارية ومجموعة بريتون هيل بارتنرشب التي اطلقت في عام 2013 صناديق استثمارية خاصة في قطاعي الطاقة والطيران.

وأوضحت مصادر في مكتب بوش انه يريد ان يكرس وقته لاستطلاع العودة الى معترك السياسة بدلا من مواصلة ارتباطاته المالية. ولكن مراقبين يرون ان فك ارتباطه بهذه المصالح الآن هو على الأرجح محاولة استراتيجية هدفها إعداده للتمحيص الشديد الذي سيتعرض له في معركة حامية الوطيس على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية.

واعترفت كريستي كامبل المتحدثة باسم بوش بأن قراره فك الارتباط بعمله في القطاع الخاص "جزء لا ينفصل من عملية يمر بها للانتقال الى التركيز على امكانية ترشحه للرئاسة". واضافت كامبل "ان هذه خطوة تالية طبيعية ستمكنه من تكريس وقته للاهتمام بامكانية الترشح".

المرشح المفضل

وأصبح بوش المرشح المفضل للعديد من كبار ممولي الحزب الجمهوري وهو يتصدر الاستطلاعات الخاصة بفرص المتنافسين على الفوز بترشيح الحزب للانتخابات الرئاسية المقبلة. وتبين الخطوات الجديدة مدى حرص بوش على تفادي المطبات التي أضرت بالحزب في انتخابات 2012.

ففي ذلك العام عانى مرشح الحزب الجمهوري ميت رومني كثيرا لتبرير ارتباطاته المالية اثناء تعرضه لهجمات منافسيه في الحزب الجمهوري من جهة والرئيس باراك اوباما في سعيه للفوز بولاية ثانية من الجهة الأخرى.

بوش، على النقيض من ذلك، تحدث عن سجله في قطاع المال والأعمال قائلا "ليس عندي ما أخجل منه وان ركوب المخاطر وتوفير فرص عمل أمر يجب ان نرى مزيدا منه". ولدى بوش محفظة أعمال أصغر بكثير من محفظة رومني لكنها محفظة شائكة ويمكن ان تسبب له مشاكل سياسية نظرا لارتباطه بطائفة واسعة من الصناعات والشركات.
&
ويعمل بوش على فك هذا الارتباط قبل اعلان ترشحه. واعلن مؤخرا انهاء شراكته الاستشارية مع مجموعة باركليز الاستثمارية البريطانية. وقالت صحيفة نيويورك تايمز في آيار (مايو) العام الماضي ان بوش كان يتقاضى من المجموعة أكثر من مليون دولار سنويا.

وكشفت تقارير أخيرة نشرتها لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية استقالة بوش من مجلس ادارة شركتين مسجلتين في البورصة هما رايونير التي تستثمر في اراضي الغابات وتينيت للعلاج الطبي التي دعمت مبادرة اوباما للضمان الصحي.

وتتميز شركة اكاديميك بارتنرشب لتدريس الطلاب في دورات جامعية على الانترنت بموقع متميز في محفظة اعمال بوش لأنها اتاحت له ان يجمع بين قضايا السياسة العامة التي تهمه والاستثمار في قطاع المال.

وقال مؤسس الشركة ورئيسها التنفيذي راندي بيست الذي تربطه علاقة وثيقة بعائلة بوش ان جيب بوش "هو أقرب السياسيين الى المرشح الذي يمكن ان يحظى بتأييد من الحزبين الرئيسين". واضاف ان بوش سياسي مبدئي لا يتأثر باستطلاعات الرأي المتقلبة أو بكل تغيير يحدث في اتجاه الريح السياسية.