عبر مرصد عراقي معني بالحريات الصحافية اليوم عن خشيته على حياة 12 صحافيا اختطفهم تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" في اوقات سابقة، اخرهم ثلاثة قبل ايام مؤكدا اعدام التنظيم امس لصحافي في مدينة الرمادي الغربية.


أسامة مهدي من لندن: أعرب مرصد الحريات الصحافية العراقي ومقره بغداد الاحد عن قلقه على حياة صحافيين عراقيين اختطفهم تنظيم "داعش" الاسبوع الماضي، داعيا الصحافيين والاعلاميين المتواجدين في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم الى اخذ الحيطة والحذر لحين ايجاد الاليات المناسبة لمغادرة تلك المدن واللجوء لاماكن آمنة يسعى لتوفيرها في القريب العاجل.

وقال صحافيون محليون في مدينة الموصل ان تنظيم "داعش" المتشدد أقدم على اختطاف ثلاثة من زملائهم، داخل المدينة، قبل ان يقتادهم لاحدى مراكز الاختطاف الخاصة بالتنظيم، إلى جانب عدد اخر من الصحافيين الذين كانوا قد احتجزوا في وقت سابق بعد العاشر من حزيران (يونيو) الماضي حين سيطر التنظيم على المدينة العراقية الشمالية كما قال المرصد في بيان صحافي تسلمته "إيلاف".

وقال شهود عيان من منطقة النور شمال شرق الموصل ان "تنظيم داعش اقتحم في الساعة السابعة من صباح الاربعاء الماضي منزل الصحافيين الاخوين محمد وصميم ابراهيم، واقتادهما الى جهة مجهولة".

ويعمل محمد ابراهيم، الذي دخل عقده الاربعين (من مواليد 15 آيار مايو 1971) مراسلاً في وكالة عين الاخبارية إلى جانب شقيقه صميم الذي يعمل مصوراً فوتوغرافياً في المؤسسة ذاتها.

وفي السياق ذاته، أكد ممثل مرصد الحريات الصحافية في مدينة الموصل ان "مجموعة من عناصر تنظيم داعش اقتحمت منزل الصحافي عبدالعزيز محمود، الواقع في منطقة حي الجزائر وسط المدينة وانهالوا عليه بالضرب قبل ان يعصبوا عينيه ويقتادوه إلى جهة مجهولة".

وكان عبدالعزيز يعمل مراسلا لقناة الموصلية الفضائية التي سيطر عليها التنظيم لدى احتلاله الموصل.

وابلغ صحافيون المرصد بان "خطوة داعش جاءت بعد قرار محكمته الشرعية التي وجهت للصحافيين المختطفين اتهامات بمخالفة التعليمات وممارسة العمل الصحافي وتسريب معلومات من داخل المدينة لوسائل إعلام محلية واجنبية".

واشاروا الى ان "اتصالات عديدة اجريت بعد اختطاف الصحافيين الثلاثة بهدف التوسط للافراج عنهم إلا أن قياديي التنظيم رفضوا التدخل في هذه القضية متعذرين بصدور اوامر من الخط الاول في قيادة التنظيم بهذا الشأن".

واضاف الصحافيون إن "اقارب للمختطفين وشخصيات اخرى اجرت سلسلة اتصالات لمعرفة اماكن احتجاز ابنائهم ليتبين بعدها ان التنظيم اقتادهم لاحد مراكز الاختطاف، في احد منازل المسؤوليين الحكوميين السابقين، إلى جانب عدد أخر من الصحافيين الذين كان قد احتجزهم على دفعات خلال الفترة التي تلت 10 حزيران الماضي"، مؤكدين ان "عدد الصحفيين المختطفين تجاوز الاربعة عشر شخصا".

ومن جهتهم، اشار صحافيون محليون من داخل الموصل وخارجها الى أن جميع الصحافيين ممن لم يغادروا المدينة التزموا بشكل قاطع بتعليمات تنظيم "داعش" بعدم ممارسة المهنة او الاتصال باية وسيلة إعلام، سواء كانت عراقية ام اجنبية.

وقالوا ان "تنظيم داعش يتحجج بتسريب تقارير صحافية عن الموصل تنقل مستجدات احداث المدينة اولا باول"، وان هذه التسريبات تعطي صورة غير حقيقية عما تسمى بـ"دولة الخلافة"، واكدوا ان "اغلب زملاء المهنة التزموا بتعليمات التنظيم".

وبحسب احصائيات مرصد الحريات الصحفية فان تنظيم "داعش" مازال يحتجز 6 كتاب وصحافيين ومصورين في محافظة نينوى منذ العاشر منذ حزيران الماضي بالاضافة الى الصحافيين الثلاثة الذين اختطفهم الاسبوع الماضي، منهم الكاتب والصحافي فاضل الحديدي والإعلامي الشاب مهند العكيدي فيما يلف الغموض مصير مقدمي البرامج في قناة "الموصلية" الفضائية ميسلون الجوادي وجمال المصري ومراسل قناة سما الموصل الفضائية قيس طلال.

واضاف المرصد انه توصل الى معطيات تفيد بان الصحافي علي النوفلي، الذي لم يُعرف مصيره في وقت سابق، لازال معتقلا لدى تنظيم داعش بعد اعتقاله من داخل مدينة الموصل قبل شهرين.

لكن التنظيم أفرج في اوقات سابقة عن اكثر من 17 صحافيا في المدينة ذاتها، بعد التحقيق معهم واخذه تعهدات منهم بعدم ممارسة اي نشاط إعلامي او حتى استخدام اجهزة الهاتف المحمول الخاصة بهم.

إعدام صحافي في الرمادي

أبلغ صحافيون عراقيون يعملون في محافظة الأنبار غرب العراق شبه الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" المرصد عن قيام التنظيم المتطرف بإعدام صحافي أوقف يوم السبت في نقطة تفتيش أثناء عودته الى الرمادي قادما من مكان نزوح لجأ إليه هو وعائلته، حيث أقتيد الى وسط الرمادي وإستعرض عناصر مسلحون فيه أمام المئات من المواطنين الذين تجمعوا بطلب منهم، ليتم تنفيذ حكم الإعدام به، وهو أول ضحايا الصحافة في العام 2015.

واكد المرصد أن سهيل الدليمي مقدم برامج في قناة الأنبار الفضائية المملوكة لمجلس المحافظة الغربية، كان عائدا نهار يوم السبت من قضاء الشرقاط في محافظة صلاح الدين والذي نزح إليه بسبب تهديدات سابقة هو وأفراد من أسرته حين أوقف في نقطة تفتيش أقامها مسلحون من داعش لينزلوه بعد التعرف على هويته، ثم لينقل الى مركز المحافظة، ويتم إعدامه بعد محاكمة سريعة بتهمة التعاون مع الحكومة العراقية وقوات الجيش والشرطة، وبحضور مئات من المواطنين مكرهين.

يذكر ان سهيل الدليمي الذي يسكن قضاء الرطبة شمال الرمادي وهو متزوج ولديه عدة أطفال يعد أول ضحايا تنظيم داعش في العام 2015.

وكان يعمل لحساب قناة الأنبار الفضائية مقدما لعدد من البرامج المنوعة، إضافة الى عمله بوظيفة ( معلم) وهو من شعراء المحافظة المعروفين، وعرف عنه رفضه لوجود التنظيم المتطرف، بينما عزا صحفيون في المحافظة سبب إعدامه الشنيع الى مواقفه وآرائه التي يعدها داعش نوعا من التحريض ضده، والتشهير به أمام الرأي العام، بينما حذر بعض الإعلاميين من وجود نية لدى التنظيم لتصفية العاملين في قناة الأنبار الفضائية كافة دون تمييز بسبب السياسة المتبعة فيها، والرافضة لوجود داعش.

وكان تنظيم داعش قد اصدر في اوقات سابقة قوائم تضم أسماء صحافيين في محافظات الموصل وصلاح الدين والانبار هدد بتصفيتهم هناك، ويخشى إنه تمكن بالتهديد والوعيد من تجنيد بعضهم للعمل في وسائل إعلام تابعة له، أو لنقل معلومات مضللة، أو للحصول على المزيد منها لإدامة جهده العسكري.