أعلنت نقابة الصحافيين العراقيين اليوم عن إرتفاع حصيلة ضحايا الصحافة في البلاد إلى 406 صحافيين قتلى منذ احتلال بغداد ربيع عام 2003، بعد مقتل 14 منهم خلال العام الماضي، الذي أوضحت أنه شهد 23 اعتداءً على الصحافيين ومؤسساتهم.


لندن: قالت نقابة الصحافيين العراقيين في تقرير للجنة الحريات الصحافية فيها انه تم تسجيل 23 حادث اعتداء على الصحافيين ومؤسساتهم خلال العام الماضي تنوعت بين محاولة اغتيال واعتقال ومهاجمة ومداهمة مقرات ومساكن صحافيين ومنع مزاولة المهنة.

وأضافت أنّ الاسرة الصحافية العراقية قدمت خلال العام الماضي 2014 اربعة عشر شهيدًا ليرتفع العدد الاجمالي لتضحيات الصحافيين العراقيين منذ دخول القوات الاميركية إلى بغداد في التاسع من نيسان (أبريل) عام 2003 إلى 406 صحافيين.

وأضافت النقابة في تقرير لها عن اوضاع الصحافة العراقية خلال العام الماضي، وحصلت "إيلاف" على نصه أن العام الماضي شهد الكثير من عمليات استهداف الصحافيين بالقتل والتهديد والوعيد في محاولة لمنع السلطة الرابعة من أداء دورها الرقابي الخلاق.. لكنها أوضحت أنها "مستبشرة" بالتوجه الجديد لحكومة حيدر العبادي وانفتاحها الواسع على حرية العمل الصحافي ودعمه المطلق لهذا التوجه، "والذي ينسجم تمامًا مع ما تعمل من اجله نقابة الصحافيين العراقيين لتعزيز دور الصحافة والاعلام وحرصها الدائم في تبني مواقف الدفاع عن حقوق الصحافيين وحمايتهم والعمل الجاد مع كل المؤسسات الرسمية والمجتمعية لتوفير مناخات العمل الصحافي والاعلامي الآمن، وبما يعطي مجالات اوسع للعطاء المهني الفاعل".

ووصفت النقابة إسقاط العبادي جميع الدعاوى المتعلقة بالنشر المقامة من قبل رئاسة الوزراء ضد الصحافيين بأنه مبادرة تؤكد حرص الحكومة الجديدة على حرية التعبير ووقوفها المساند للصحافة باعتبارها السلطة التي لا بد من وجودها لتقويم عمل الحكومة، إلى جانب رغبة العبادي لأن يكون للاعلام الدور الاكبر في بناء البلد وتجسيد رأي عام يخدم توجهات ابنائه في العيش بحياة كريمة والحرص على وحدة واستقرار العراق وسيادته".

وأوضحت أن الاجواء الديمقراطية السائدة والمناخات التي تتعزز بشكل كبير في حرية التعبير، وما تحظى به الاسرة الصحافية من اهتمام ورعاية رسمية وشعبية، لم تمنع مسلسل العنف القائم على استهداف الصحافيين والعمل الصحافي الذي ما زالت تحفه المخاطر والالغام.

وقالت إن بعض المؤسسات الاعلامية ومساكن الصحافيين لم تسلم من حالات الاعتداء سواء من قبل الاجهزة الأمنية أو من خلال أطراف مجهولة بهدف تغييب الحقيقة ومصادرة الأفكار بالإكراه وفرض الهيمنة بلغة التهديد والوعيد.

وأكدت نقابة الصحافيين العراقيين في تقريرها السنوي أن الأسرة الصحفية قدمت خلال العام الماضي اربعة عشر شهيدًا ليرتفع العدد الاجمالي لتضحيات الصحافيين العراقيين منذ دخول القوات الاميركية بغداد في التاسع من نيسان عام 2003 إلى اربعمائة وستة صحافيين.

ضحايا الصحافة

وفي تفاصيل حوادث مقتل الصحافيين الأربعة عشر، أوضحت النقابة أنه في 20 كانون الثاني (يناير) عام 2014 قتل مراسل الفلوجة الفضائية بمدينة الرمادي فراس محمد عطية اثناء تغطيته للمعارك شرق المدينة.. وفي 13 من شباط (يناير) قتل الصحافي المستقل ثامر مانع محمد بانفجار عبوة ناسفة وسط بغداد.. فيما قتل في التاسع من اذار (مارس) صحافيان اثنان من مكتب قناة العراقية في محافظة بابل جنوب بغداد هما المصور مثنى عبد المحسن ومساعده المصور خالد عبد ثامر بانفجار سيارة مفخخة عند المدخل الشمالي لمدينة الحلة عاصمة المحافظة.. وفي 22 من الشهر نفسه توفي مدير مكتب إذاعة العراق الحر الدكتور محمد بديوي&باطلاق النار عليه من قبل ضابط بقوات البيشمركة المكلفة بالحماية الرئاسية في منطقة الجادرية وسط بغداد.. وقالت إنه في 27 من الشهر ذاته قتل أيضًا المذيع التلفزيوني في فضائية الموصل مدير اعلام المحافظة واثق الغضنفري بهجوم مسلح شرق مدينة الموصل.

وأضافت نقابة الصحافيين انه في التاسع من نيسان (أبريل) الماضي قتل مراسل قناة التغيير الفضائية همام محمد واصيب اثنان من افراد عائلته بسقوط قذيفة هاون على منزله بمدينة الرمادي.. وفي الخامس عشر من حزيران (يونيو) الماضي قتل مصور قناة العهد خالد علي ومراسلها معتز جميللا بهجوم مسلح من مجهولين بقضاء الخالص في محافظة ديإلى شمال شرق بغداد.. في حين قتل في 22 اب (أغسطس) الماضي عضو النقابة فاطمة عمر عبد الكريم بانفجار عبوة ناسفة وسط بغداد.

وفي التاسع من تشرين الاول (أكتوبر) الماضي قتل سكرتير تحرير صحيفة قطوف عضو النقابة /علي غزاي المياحي وزوجته بانفجار عبوة ناسفة في منطقة بغداد الجديدة بضواحي بغداد الجنوبية الشرقية.. بينما شهد العاشر من الشهر نفسه العثور على جثة الصحافي رعد العزاوي من اهالي ناحية العلم بمحافظة صلاح الدين بعد شهر من اختطافه من قبل تنظيم "داعش".. وكذلك قتل في الثاني عشر من ذات الشهر مصور قناة الانبار الفضائية عمار عامر لطوفي خلال مرافقته لقائد شرطة الانبار اللواء الركن احمد صداك الدليمي الذي قتل هو الاخر بانفجار عبوة ناسفة شمال مدينة الرمادي.. وفي منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) قتل الصحافي علي رشم في معارك جرف الصخر بمحافظة بابل.

الاعتداءات على الصحافيين

وأشارت نقابة الصحافيين إلى تسجيل 23 حادث اعتداء على الصحافيين خلال العام الماضي تمثلت بمحاولات اغتيال واعتقال ومهاجمة ومداهمة مقرات ومساكن الصحافيين ومنع مزاولة المهنة. وأوضحت انه في الرابع من كانون الثاني 2014 اصيب مراسل صحيفة الزمان في محافظة الأنبار خالد القرغولي بسقوط قذيفة هاون على منزله بمدينة الرمادي وتعرض المنزل لأضرار كبيرة نتيجة انفجار القذيفة.

وفي 12 من الشهر نفسه اصيب مراسل قناة الموصلية صلاح نزال وسائقه بانفجار عبوة لاصقة وضعت بسيارتهما خلال تغطيتهما لنشاط اعلامي بمدينة الموصل.. بينما اصيب في 13 من الشهر نفسه مراسل قناة الشرقية نيوز بمحافظة ديإلى سيف طلال بعدة اطلاقات من قبل مسلحين مجهولين اثناء مروره بسيارته الشخصية شمال غرب بعقوبة عاصمة المحافظة.. وايضا في 20 من الشهر ذاته اصيب مراسل قناة الانبار مؤيد ابراهيم ومراسل قناة الفلوجة عبد الرحمن محمد عطية خلال تصويرهما لحادث مصرع مراسل قناة الفلوجة فراس محمد عطية بمدينة الفلوجة.

أما شهر اذار (مارس) فقد شهد السابع عشر منه منع رئيس البرلمان السابق اسامة النجيفي لكادر قناة العراقية من تغطية انشطة البرلمان لاتهامها بعدم حياديتها في التغطية الاعلامية.. وفي 23 منه اصيب المحرر في مكتب شبكة الاعلام العراقي في محافظة بابل راجي حمد الله بعدة اطلاقات نارية من قبل مسلحين مجهولين خلال توجهه إلى مقر عمله في مدينة الحلة وتم نقله إلى المستشفى بحالة خطيرة.

أما العاشر من نيسان فقد شهد اعتقال مدير اذاعة صوت الانبار عمار دحام العلواني على خلفية اعداده لبرنامج اذاعي ينتقد المسؤولين بالمحافظة.. كما تم في 16 من الشهر احتجاز احد منتسبي مكتب قناة الفيحاء في البصرة حسين غني بذريعة مروره من امام منزل مدير شرطة البصرة دون ان يحمل هوية تعريفية.

وضمن الاعتداءات الاخرى ضد الصحافيين فقد قامت قوة من الجيش في 17 نيسان باعتقال مدير اذاعة صوت الانبار الحر عمار العلواني على خلفية اعداده لبرنامج اذاعي يفضح ممارسات بعض المسؤولين بالمحافظة واختلاسهم للمال العام.. فيما نجا في 27 من الشهر نفسه مصوران اثنان من قناة الشرقية نيوز من محاولة اغتيال بعبوة ناسفة شرقي الموصل.. وفيما 28 منه اصيب ستة صحافيين بانفجار عبوة ناسفة استهدفت السيارة التي كانت تقلهم متجهين لشمال مدينة الموصل لتغطية الانتخابات النيابية بالموصل.

وضمن الاعتداءات الاخرى فقد شهد 25 ايار (مايو) تعرض رئيس فرع نقابة الصحافيين في البصرة حيدر المنصوري وولده لاعتداء من قبل مفرزة من الشرطة واحتجاز ولده لعدة ساعات دون معرفة الاسباب. وفي 23 منه اقتحم مسلحون مجهولون مكتب قناة البغدادية بمدينة السماوة ويصيبون مراسلها حسام العاقولي بعدة طعنات بالسكاكين ويحطمون محتويات المكتب ويسرقون الكاميرات الخاصة بعمل المكتب.

أما في الثالث من حزيران فقد اعتقلت شرطة البصرة مراسل قناة البغدادية في البصرة حيدر الحلفي وشقيقه المصور في القناة بذريعة أن القناة غير مرخصة في العمل.. بينما نجا في السادس من تموز (يوليو) مدير قسم التصوير في قناة محافظة ديإلى الفضائية من محاولة اغتيال حيث تعرض لهجوم مسلح داخل منزله في مدينة بعقوبة من قبل ثلاثة مسلحين، وقد تمكن من اصابة احدهم بعد ان تبادل معهم اطلاق النار.
&
وفي 14 منه اصيب مراسل قناة الحرة ميثم الشيباني ومصور القناة ميثم الخفاجي باطلاقات نارية خلال تغطيتها لمعارك تحرير جرف الصخر بمحافظة بابل.. كما فجر تنظيم داعش في 14 من الشهر نفسه منازل عدد من الصحافيين بمدينة تكريت على خلفية عدم ولائهم للتنظيم.

أما شهر آب (أغسطس) فقد شهد يوم 25 منه تعرض مكتب قناة الفيحاء بمدينة البصرة الجنوبية لهجوم بقنبلة يدوية ما ادى الى خسائر مادية بالمكتب دون وقوع ضحايا.. فيما اطلقت شرطة بابل في 29 من الشهر
سراح مصور قناة السومرية عيسى العطواني ومراسل القناة سرمد بليبل بعد ساعات من اعتقالهما على خلفية تصويرهما لأزمة البنزين في احدى محطات التعبئة.

ومن الاعتداءات الاخرى التي تعرض لها الصحافيون العراقيون، انفجار عبوة ناسفة بجوار منزل مراسل قناة الحرة في محافظة الديوانية الجنوبية ميثم الشيباني ووقوع اضرار بالمنزل دون اصابته في الثاني من أيلول (سبتمبر) الماضي.. بينما اصيب في الخامس من تشرين الثاني مراسل قناة العراقية حيدر شكور خلال تغطيته للمعارك في بيجي.

في حين تم في 22 من كانون الاول (ديسمبر) الماضي الافراج عن رئيس تحرير في وكالة أكد نيوز الاخباري سليم الخليفاوي بعد خمسة اشهر من اعتقاله في كربلاء خلال تغطيته للمصادمات المسلحة بين القوات الامنية واتباع رجل الدين محمود الصرخي قرب جامعة كربلاء في الثاني من تموز الماضي.

أما يوم 26 من كانون الاول (ديسمبر) فقد شهد اصابة المذيع علي مفتن والمراسل الصحافي علي جواد من قناة العراقية خلال تغطيتهما للمعارك جنوب سامراء وتم نقلهما إلى احد المستشفيات في بغداد بمروحية.

وكان مرصد الحريات الصحافية العراقية عبر الاحد عن خشيته على حياة 12 صحافياً اختطفهم تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" في اوقات سابقة آخرهم ثلاثة قبل ايام، مؤكدًا اعدام التنظيم السبت لصحافي في مدينة الرمادي الغربية.

وأكد المرصد قلقه على حياة صحافيين عراقيين اختطفهم تنظيم "داعش" الاسبوع الماضي داعيًا الصحافيين والاعلاميين المتواجدين في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم إلى اخذ الحيطة والحذر لحين ايجاد الآليات المناسبة لمغادرة تلك المدن واللجوء لاماكن آمنة يسعى لتوفيرها بالقريب العاجل.

&وكان تنظيم داعش قد اصدر في اوقات سابقة قوائم تضم أسماء صحافيين في محافظات الموصل وصلاح الدين والانبار هدد بتصفيتهم هناك، ويخشى إنه تمكن بالتهديد والوعيد من تجنيد بعضهم للعمل في وسائل إعلام تابعة له، أو لنقل معلومات مضللة، أو للحصول على المزيد منها لإدامة جهده العسكري.