أقرّ شرطيون بوجود "ثغرات" في مراقبة منفذي اعتداءات باريس تزامنًا مع اعلان رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس عن اجراءات جديدة لسدها مثل وضع بيانات حول المدانين بالارهاب.


باريس: قال عضو في الادارة العامة للامن الداخلي رافضاً الكشف عن اسمه، "نعم، لقد اخفقنا" في مراقبة الاخوين كواشي واحمد كوليبالي، مؤكدًا أن اجهزة مكافحة الارهاب كانت تعمل على مراقبة مشتبه بهم يعتبرون اخطر، ومن شأنهم ان يتحركوا فيما كان الرجال الثلاثة يخططون لهجماتهم.
&
من جهته، قال مسؤول في مكافحة الارهاب "نعطي اولوية لبعض الاشخاص، مع المجازفة بالوقوع في الخطأ" مضيفًا "من المستحيل وضع شرطي لملاحقة كل شخص. نحاول ايجاد الوقت والاشخاص لتأمين مراقبة بافضل شكل ممكن لكنها لا يمكن أن تكون مراقبة مطلقة. انها مراقبة بالحد الادنى ومراقبة تقنية بشكل اساسي"، مثل التنصت على الهواتف او مراقبة مضمون الانترنت.
&
وتم التنصت على مكالمات شريف وسعيد كواشي المعروفين جيدًا لدى المحققين، واللذين ابلغت عنهما الولايات المتحدة، في اطار عمليات تنصت ادارية لا تستلزم الحصول على موافقة مسبقة من القضاء، لكن بدون رصد أي شيء مشبوه.
&
وقال مصدر في الشرطة يعمل في مجال الاستخبارات لوكالة فرانس برس إن "التنصت الاداري مدته اربعة اشهر يمكن تجديدها مرة أي ثمانية اشهر بالاجمال". واضاف: "بالتالي اذا لم نسمع شيئًا يدفعنا للتوجه الى قاضٍ، نتوقف. وبالاضافة الى ذلك هناك محاصصة: من اجل التنصت على شخص ما يجب وقف التنصت على آخر. كما يجب أن تكون هناك الامكانات للتنصت فعليًا. وهذه الامكانات لا نملكها".
&
وفي السنتين الماضيتين ومع تطورات الاوضاع في سوريا والعراق مع نشوء ملاذات للاسلاميين المتطرفين ثم ظهور تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي انضم اليه العشرات ثم المئات ثم آلاف المتطوعين من العالم بينهم العديد من الفرنسيين، غاصت الاجهزة المتخصصة في عدد الاهداف الواجب مراقبتها.
&
ولم تتركز المراقبة على الاخوين كواشي على قدر ما كانت الاجهزة الفرنسية تركز على عدد من رفاقهم السابقين المتطرفين، لا سيما اعضاء ما يدعى "شبكة بوت شومون" (حي باريسي) في مطلع سنوات الالفين. ودان فريد بن يطو الذي اعلن نفسه سابقا "اميرًا" لهذه المجموعة، الهجمات ووصفها بأنها "أسوأ جريمة يمكن ان يرتكبها مسلم".
&
كما ان الشقيقين اظهرا مؤشرات جيدة على الاندماج مع العائلة ومحيطهم.
&
وبهدف محاولة سد هذه "الثغرات"، اعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في خطاب امام الجمعية العامة الفرنسية عن انشاء بيان جديد قريبًا يحصي الاشخاص المحكوم عليهم بتهم ارهاب أو كانوا "أعضاء في مجموعة قتالية". وعلى غرار ما يحصل للاشخاص الذين ارتكبوا جنحًا جنسية، سيكون على هؤلاء الاشخاص اعطاء عنوانهم والابلاغ عن انتقال محتمل وسيخضعون لملاحقات في حال عدم القيام بذلك.
&
واعلن رئيس الحكومة ايضًا عن زيادة عدد عناصر مكافحة الارهاب قريبًا، وطلب من وزارة الداخلية وضع اقتراحات في هذا الصدد في الايام الثمانية المقبلة.
&
واعلن ايضًا عن مشاريع قوانين تم التصويت عليها مثل منع رعايا فرنسيين يشتبه في أنهم يرغبون في الانضمام الى الجهاد من مغادرة الاراضي الفرنسية أو اجراءات عزل اسلاميين متطرفين في اجنحة خاصة في بعض السجون الفرنسية، سيتم توقيعها سريعًا لكي تدخل حيز التنفيذ.