أكد الرئيس العراقي معصوم ضرورة العمل على مواجهة الإرهاب بالفكر الإسلامي المعتدل، فيما دعا أمين عام منظمة التعاون الإسلامي لدى لقائهما اليوم إلى تحقيق مصالحة شاملة وترسيخ الأمن في العراق.


لندن: خلال اجتماع في بغداد الخميس عقده الرئيس العراقي فؤاد معصوم مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي اياد أمين مدني، تم بحث علاقات التعاون بين العراق والمنظمة فضلاً عن مناقشة أهم التحديات التي تواجه العالم الإسلامي والعمل على توحيد الجهود لمعالجتها. وقد سلّط معصوم الضوء على مجمل القضايا السياسية والأمنية والجهود الحثيثة التي من شأنها تحقيق الاستقرار والوئام في العراق.
وفي ما يتعلق بالخطر الذي يواجهه العراق والأمة الإسلامية والعالم، والمتمثل بتنظيم "داعش"، فقد اشار الرئيس العراقي إلى أن هذا التنظيم لا يفرق في جرائمه بين الطوائف الإسلامية والمكونات المتنوعة للشعب العراقي، مشددًا على ضرورة محاربته ليس بالوسائل العسكرية فحسب، بل بالفكر الإسلامي المعتدل الذي يمثل جوهر هذا الدين الحنيف، بالاضافة إلى الجوانب التربوية والثقافية الأخرى.
وأكد معصوم أهمية دور منظمة التعاون الإسلامي في تقديم الرسالة الإسلامية السمحاء من خلال تنشيط اللقاءات والندوات الثقافية ونشر روح التسامح والمحبة، فضلاً عن محاربة الأفكار المتطرفة التي تريد النيل من الإسلام الحقيقي، مبديًا تأييده لكل الجهود التي تبذلها المنظمة، والتي من شأنها أن تؤدي إلى تعميق الحوار والتقارب بين الديانات والمذاهب.
&
من جانبه، أكد مدني ادانة المنظمة لجميع الأعمال الإرهابية التي يقترفها تنظيم داعش بحق جميع العراقيين، موضحاً أن زيارته الحالية للعراق تأتي ضمن جهود منظمة التعاون الإسلامي للتواصل مع جميع الأطياف والمذاهب في البلاد على طريق تحقيق الاستقرار وترسيخ الأمن من خلال مصالحة وطنية شاملة وتعزيز التآخي والتضامن بين جميع المكونات.
&
وكان مدني أجرى الليلة الماضية مباحثات في اربيل مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني الذي أكد أن تنظيم داعش لن يكون له أي مستقبل في المنطقة، وقال إن "ارهابيي داعش بلاء ونكبة على المنطقة، وهم اعداء لكل فكر ودين ومذهب، وقد حصلوا على اسلحة دولتين واعتدوا على الابرياء وارتكبوا جرائم كبيرة جدًا، لكن الاوضاع تغيّرت بسبب صمود البيشمركة، وأصبح الناس يعون ماهية داعش الذي لن يكون له أي مستقبل". وأشاد بدور منظمة التعاون الإسلامي في تقريب وجهات النظر وحل المشاكل في الدول الإسلامية، واصفاً المساعدات الانسانية المقدمة بالفعالة.
&
ومن جانبه، أبدى مدني ارتياحه للاستقرار السياسي والاجتماعي في اقليم كردستان معتبرًا أن الاستقرار في الإقليم ليس سهلاً في المنطقة التي تملأها المشاكل والصراعات. وعبّر عن الأمل في انتهاء التهديدات التي يشكلها الإرهاب في مستقبل قريب، وأن يستطيع العراق تحقيق الاستقرار وأن تعيش جميع مكوناته معًا بحرية وأن يحصل الجميع على حقوقهم.
&
وجرى خلال الاجتماع التباحث حول موضوعي العملية السياسية في العراق واللاجئين والنازحين إلى اقليم كردستان بفعل العمليات العسكرية التي تشهدها مناطقهم.&
ويوم امس بحث مدني في النجف مع المرجع الشيعي الاعلى السيستاني التحديات التي تواجه المسلمين وسبل مواجهة خطاب الكراهية والتطرف والعنف ودان الهجوم على الصحيفة الفرنسية ونشر صور مسيئة للنبي محمد، وذلك عقب لقائه في بغداد مع قادة شيعة وسنة ومسيحيين وممثل الامم المتحدة، حيث بحث معهم سبل مواجهة التطرف والعنف الطائفي .
&
وقال مدني إنه بحث مع المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني المقومات والمبادئ التي ترسخ الوحدة ونبذ العنف بين جميع الطوائف الإسلامية موضحًا أن العالم الإسلامي يواجه تحديات كبيرة تتطلب من الجميع التصدي لها. واشار في تصريحات للصحافيين عقب اجتماعه بالسيستاني الى أن العالم الإسلامي يواجه اليوم ثلاثة تحديات : هي الاقتتال المذهبي وخطاب التطرف والعداء للاسلام . وعن القنوات التي تحرض على الفتنة، اشار إلى&&أن المنظمة لا تملك قانونًا ولا آلية لايقاف هذه القنوات، وقال "إننا نسعى حاليًا لايجاد قانون يمكن تطبيقه للحد من هذه الظاهرة".
&
وخلال اجتماعه مع بطريرك بابل والكلدان في العالم لويس روفائيل ساكو في بغداد الأربعاء، فقد اكد الامين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أياد مدني رفضه لأي اعتداء أو اضطهاد للمسيحيين في العراق، مشدداً على انهم مكون أساسي من المكونات العراقية ويجب عدم المساس بهم. واضاف أن التعددية هي الأصل، وأن التطرف كظاهرة قد شملت العالم كله على مر التاريخ، وهي امر مرفوض. كما بحث مدني مع رئيسي الديوانين السني والشيعي، &كل على حدة، سبل مواجهة التطرف والعنف الطائفي.
وكان مدني قد بدأ الثلاثاء زيارة إلى العراق لإجراء مباحثات مع المسؤولين في بغداد واربيل ومرجعيات النجف تتناول سبل مواجهة التطرف الديني والإرهاب وتفعيل وثقة مكة بين القوى والطوائف العراقية الموقعة عام 2006 لوقف العنف الطائفي في البلاد. & &
&
وعن أسباب التحرك الإسلامي في هذه الفترة، أشار مصدر عراقي إلى أن "العراق يشهد هجمة اجرامية كبيرة من قبل الإرهاب والإرهابيين مما هدد الامن والاستقرار في العراق، ولذلك رأت الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، بحكم موقعها كمنظمة وحيدة جامعة لكل البلدان الإسلامية بكل طوائفها ومذاهبها والناطقة باسمها والمعبّرة عن قضاياها، أن عليها واجبًا أمام الأمة الإسلامية وأمام التاريخ أن تبادر بالقيام بما يوقف نزيف الدم المراق في العراق ومحاولة نزع فتيل الاقتتال الطائفي هناك" .&
&
&يذكر أن منظمة التعاون الإسلامي قد تأسست عام 1969 وتضم 57 دولة إسلامية موزعة على أربع قارات وتعتبر الصوت الجماعي للعالم الإسلامي، كما أنها ترتبط بعلاقات مع الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات لحماية المصالح الحيوية للمسلمين والعمل على تسوية النزاعات والصراعات التي تكون الدول الأعضاء طرفًا فيها.
&
&
&
&