تتضاعف العمليات ضد "جهاديين" منذ مساء الخميس في أوروبا، حيث تم التدخل ضد خلية كانت على وشك التحرك "خلال بضع ساعات" في بلجيكا، مع حملة مداهمات واعتقالات في برلين واعتقالات في المنطقة الباريسية على علاقة باعتداءات الاسبوع الماضي.
بروكسل: في فرنسا شهد التحقيق في الاعتداءات، التي اوقعت 17 قتيلاً الاسبوع الماضي في باريس، تطورًا جديدًا مع توقيف 12 شخصًا ليل الخميس الجمعة في منطقة العاصمة. وقال مصدر قضائي إنه سيتم استجواب الموقوفين حول أي "دعم لوجستي محتمل" قد يكونون قدموه لمنفذي الاعتداءات وخصوصًا بالاسلحة والسيارات.
تأهب في بلجيكا
وكانت بلجيكا في حال تأهب غداة عملية عنيفة نفذتها الشرطة ضد خلية جهادية في فرفييه شرق البلاد، قتل خلالها اثنان من المشتبه بهم بعدما ردوا على الشرطة مطلقين النار من اسلحة حربية.
اعلنت النيابة العامة الفدرالية في بلجيكا الجمعة ان عملية مكافحة الارهاب الواسعة النطاق التي جرت الخميس في البلاد اسفرت عن توقيف 15 شخصا اثنان منهم في فرنسا في سياق تفكيك خلية كانت تستعد لاعتداءات تهدف الى "قتل شرطيين".
واعلن ممثل عن النائب العام تيير فيرتس ان بلجيكا ستطالب بتسليم بلجيكيين اوقفا في فرنسا في اطار هذا التحقيق.
وصرح "كانت المجموعة على وشك تنفيذ اعتداءات ارهابية، على الاخص عبر قتل شرطيين على الطريق العام وفي مراكز شرطة".
وجرت بالاجمال 12 مداهمة فيما تم "القبض على" 13 شخصا بحسب فيرتس، من بينهم شخص اصيب بجروح في فيرفييه. وجرت التوقيفات الاخرى في بروكسل ولا سيما في حي مولنبيك الشعبي في العاصمة.
في فيرفييه عثر على اسلحة من بينها "اربعة بنادق كلاشنيكوف، ومسدسات وذخائر وبزات شرطة وهواتف محمولة ومعدات اتصال ووثائق مزورة ومبالغ كبيرة من المال"، بحسب النيابة.
كما صودرت اسلحة وذخائر في مولنبيك.
واعلن رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال الجمعة ان الحكومة يمكن ان تلجا الى الجيش لتعزيز الامن في البلاد غداة عملية واسعة النطاق لمكافحة الارهاب اوقعت قتيلين.
وصرح ميشال ان "الجيش سيكون مستعدا لتعزيز الامن"، وذلك اثر اجتماع للحكومة تم خلاله تبني 12 اجراء لتحسين مكافحة الارهاب بينها تخصيص اماكن في السجن "تعزل" المعتقلين المتطرفين.
&
لا رابط
ونفى رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الجمعة أي "رابط مباشر" في المرحلة الراهنة بين اعتداءات باريس الأسبوع الماضي وعملية مكافحة الإرهاب التي جرت الخميس في بلجيكا. وقال فالس: "لا نعتقد أن هناك رابطًا مباشرًا"، مضيفًا أن "الرابط القائم هو ارادة الإرهابيين في مهاجمة قيمنا ومواطنينا".
واشار هولاند الى المجازر التي ترتكبها جماعة بوكو حرام المتطرفة في نيجيريا والتي اعتبرها "جريمة بحق الانسانية".
وأعلن وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز لشبكة اي تيلي التلفزيونية الفرنسية أن "العمليات انتهت على الارض"، مشيرًا الى "عمليات دهم كثيرة في البلاد". ورفع مستوى الخطر الإرهابي الذي وصف بأنه "خطير" في جميع انحاء بلجيكا خلال الليل درجة، الى المستوى 3 على سلم من أربع درجات.
وفي بروكسل، أغلقت مكاتب الشرطة ونفذت عملية تحقق من الهوية قبل السماح لأي شخص بالدخول. وفي مناطق كثيرة طلب من الشرطيين عدم السير في الشوارع بلباسهم الرسمي من دون اسلحة وسترات واقية من الرصاص.
وبرر وزير الداخلية جان جامبون هذا القرار موضحًا أن "عملية التطهير هذه& قد تحمل آخرين على الانتقال الى ارتكاب فعل ما".
باريس ثانية!
وعنونت صحيفة دي غازيت انتفيربن "الشرطة تحبط باريس ثانية"، فيما افادت صحيفة دي تيد الاقتصادية أن "اجهزة الامن تلقت تهديدات جديدة" تحت عنوان "بلجيكا تخشى اعتداءً جديدًا".
وذكرت صحيفة لو سوار أن الشرطيين عثروا في مخبأ الجهاديين على بنادق كلاشنيكوف ومواد يمكن استخدامها في صنع متفجرات وبدلات شرطة. واكدت صحيفة هيت لاتستي نيوز الفلمنكية الشعبية حتى أن خلية فيرفييه كانت تعتزم خطف مسؤول كبير في الشرطة أو القضاء لقطع رأسه في ما بعد امام كاميرا وبث الفيديو على الانترنت.
ولم ترد أي معلومات صباح الجمعة حول هوية المشتبه بهم أو مسارهم كما لم تكشف حصيلة المداهمات التي جرت مساء وخلال الليل ولا سيما في الاحياء الشعبية من العاصمة البلجيكية، ومن المتوقع ان تعقد النيابة العامة الفدرالية مؤتمرًا صحافيًا الساعة 11,00 (10,00 تغ).
عائدون من سوريا
وكان المشتبه بهم عائدين من سوريا وكانوا يخضعون للتنصت في سياق تحقيق فتح قبل اعتداءات باريس التي نفذها الشقيقان شريف وسعيد كواشي واحمدي كوليبالي. وشدد ريندرز على انه "ليس هناك رابط بين اعتداءات باريس والاعتداءات المخطط لها في بلجيكا"، ولا "بين الشبكتين"، ولو انه جرى تبادل معلومات بين الشرطتين البلجيكية والفرنسية.
وقال الوزير انه "ما زال يترتب الآن اقناع العديد من الشركاء بوجوب تحسين عملية تبادل المعلومات هذه"، في وقت تدعو بلجيكا مع دول أخرى في مقدمها فرنسا الى تكثيف التعبئة ضد الإرهاب على المستوى الأوروبي. واضاف "الهدف هو استباق اعتداءات ومنع وقوعها".
مداهمات في برلين
وفي برلين، جرت حوالى عشر مداهمات صباح الجمعة "في الاوساط الاسلامية". وتم اعتقال تركيين احدهما يشتبه بأنه يقود "مجموعة من المتطرفين" كانت تخطط لارتكاب "عمل عنيف وخطير في سوريا"، والثاني كان يهتم بمالية المجموعة.
غير أن الشرطة اشارت الى انه ليس لديها "أي مؤشر يدل على أن المجموعة كانت تعد لاعتداءات في المانيا". ولا تزال المشاعر مشحونة في فرنسا، حيث يتم تشييع ضحيتين أخريين من فريق تحرير شارلي ايبدو هما مديرها شارب والرسام اونوريه.
التعليقات