دورة جديدة من المنتدى الاقتصادي الدولي (دافوس)، ستعقد هذه المرة تحت شعار "السياق العالمي الجديد"، بمشاركة 2500 من صنّاع القرار ورجال الأعمال من مختلف القارات، سيتدارسون حلولا لتحديات 10 ملحّة تشمل الأمن والمناخ والصحة والاقتصاد.


إسماعيل دبارة من تونس: يعتقد منظمو منتدى دافوس في دورته الجديدة أن العالم يواجه تحديات عشرة تحتاج حلولا، وهي على التوالي: البيئة وندرة الموارد، ومهارات العمل والموارد البشرية، والمساواة بين الجنسين، والاستثمار على المدى الطويل، و(البنية التحتية والتنمية، والأمن الغذائي والزراعة، والتجارة الدولية، ومستقبل الإنترنت والجريمة العالمية، ومكافحة الفساد والاندماج الاجتماعي، ومستقبل النظم المالية.

ويتأهب منتجع دافوس السويسري لاستقبال فعاليات الدورة الـ45 للمنتدى الاقتصادي العالمي في الفترة بين 21 و24 يناير الجاري تحت عنوان (السياق العالمي الجديد وكيف يواجه العالم التحديات العالمية الحرجة).

وحدد المنتدى في جدول اعماله عشرة تحديات عالمية رأى انها "تؤثر على العالم اليوم" من بينها (البيئة وندرة الموارد) و(مهارات العمل والموارد البشرية) و(المساواة بين الجنسين) و(الاستثمار على المدى الطويل) و(البنية التحتية والتنمية) و(الأمن الغذائي والزراعة) و(التجارة الدولية)، كما تشمل التحديات (مستقبل الإنترنت والجريمة العالمية) و(مكافحة الفساد والاندماج الاجتماعي) و(مستقبل النظم المالية).

4 محاور

سيتناول المنتدى هذه التحديات في أربعة محاور أساسية هي (تصاعد الصراعات الجيوسياسية)، و(خطر ظهور الأوبئة وانتشارها) و(تباين معدلات النمو) و(وضع سياق جديد لمفهوم الطاقة) موزعة على سبعة ملفات وذلك في جلساته التي تصل الى 280 جلسة من بينها 180 جلسة مغلقة.

معضلة السلام العالمي

وفي ملف (الأزمات الجيوسياسية والتعاون) سيتناول المنتدى وفق برنامجه "الصراعات المستمرة لزعزعة الاستقرار في أوكرانيا والشرق الأوسط وأجزاء أخرى من العالم وكيف يمكن للمجتمع الدولي المساعدة في إحلال سلام دائم".

ملف المناخ الحارق

وفي ملف (تداعيات تغير المناخ) سيتطرق المنتدى الى كيفية مساهمة القطاع الاقتصادي الخاص في انجاح مفاوضات العالم لعقد جولة أخرى من اتفاقية كيوتو لدعم فرص إنجاح مؤتمر المناخ المزمع عقده في العاصمة الفرنسية باريس في وقت لاحق من هذا العام.

الأوبئة والفيروسات

أما في ملف (التعامل مع احتمالات ظهور الاوبئة ومكافحة انتشار الفيروسات والامراض غير السارية) فسيبحث المنتدى عن مقترحات يمكن القيام بها لضمان تحسن مستويات الصحة العالمية وسيدرس في ملف (النمو والاستقرار) تباين النمو والسياسات النقدية وسياسات البنوك المركزية في مناطق مختلفة من العالم وامكانيات تحفيز النمو وفرص العمل.

الطاقة والصناعة

في ملف (سياق جديد للطاقة) سيدرس الآثار المترتبة على انخفاض أسعار النفط على سوق الطاقة العالمي بشكل عام على المدى الطويل وتأثير ذلك على نمو الاقتصادات الناشئة وتغير المناخ.

وفي (الابتكار والصناعة) يتناول المنتدى مستقبل التقنيات وسبل ايجاد توازن صحيح بين المنافسة والابتكار، فيما يتناول في محور (المجتمع والأمن) اشكالية عدم المساواة في الاجور وجدول أعمال التنمية لا سيما ان هناك العديد من البلدان التي لا تزال تكافح من أجل اعادة تنشيط النمو.

ومن بين الزعماء المرتقب حضورهم الى منتدى هذا العام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره التونسي الباجي قائد السبسي.

وعلمت "إيلاف" أن الرئيس التونسي سيتحدث عن الانتقال الديموقراطي في بلده، وعن التحديات التي تواجه مهد الربيع العربي اقتصاديا وأمنيا، وأنه سيبذل جهودا لاقناع الحضور بالاستثمار في تونس ومساعدتها على تخطي أزمتها.

كما سيحضر العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، ورئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو ونظراؤه العراقي حيدر العبادي والباكستاني محمد نواز شريف والصيني لي كه تشانغ والايطالي ماتيو رينتسي.

كما تأكدت مشاركة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ونظيرته السويسرية سيمونيتا سوماروغا والمستشارة الالمانية أنجيلا ميركل ووزير الخارجية الاميركي جون كيري ورئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما.

ومن بين المشاركين أيضا أكثر من 1500 من قادة الأعمال يمثلون الشركات الألف الاعضاء في المنتدى إلى جانب 300 من الشخصيات العامة وقادة منظمات المجتمع المدني بما في ذلك أصحاب المشاريع الاجتماعية والقيادات العالمية الشابة وممثلون عن الأوساط الأكاديمية والعلمية على اختلاف تخصصاتها.

الـ1%... من جديد

إلى ذلك، كشفت منظمة "أوكسفام" البريطانية الخيرية لمكافحة الفقر في تقرير لها أن التفاوت في توزيع ثروات العالم سيؤدي إلى احتكار 1% من السكان نصف ثروات الكرة الأرضية في العام المقبل.

ونشرت المنظمة تقريرها قبل المنتدى الاقتصادي السنوي الذي يُعقد في دافوس في سويسرا، حيث تؤكد أن ثروة الأثرياء زادت من 44% في عام 2009 إلى 48% في عام 2014.

ونوّه التقرير إلى أنه في حال تواصلت وتيرة جني الأموال من قِبل الأثرياء على النحو ذاته، فإن ذلك سيعني "تحكم هؤلاء بأكثر من 50% من ثروات العالم في عام 2016".

وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة الخيرية، التي تتناوب على رئاسة المنتدى الاقتصادي في دافوس ويني بيانييما بأن تفاقم عدم المساواة يعرقل مكافحة الفقر، وتساءلت.. "هل نريد حقا أن نعيش في عالم يملك 1% منه ما يزيد على ما نملكه نحن مجتمعين ؟".

وأضافت: "الفشل في حل التفاوت سيعيد الحرب على الفقر عقودا الى الوراء. الفقراء يتضررون مرتين من تفاقم عدم المساواة، سيحصلون على نصيب أقل من كعكة النمو الاقتصادي. ولأن التفاوت الحاد يضر بالنمو ستكون الكعكة المتاحة للتقسيم أصغر".

هذا وكان المسؤولون في "أوكسفام" قد أفادوا بأنه سوف يدعون إلى التحرك "لمكافحة زيادة انعدام المساواة خلال اجتماع دافوس"، المقرر أن يُفتتح يوم الأربعاء 21 يناير/كانون الثاني الجاري، مع الإشارة إلى "التهرب الضريبي للشركات"، وضرورة "تحقيق تقدم للتوصل إلى اتفاق عالمي بشأن تغير المناخ" كذلك.

على ارتفاع 1560 مترًا !

يشار إلى أن المشاركين في منتدى دافوس، سيلتقون على ارتفاع 1560 مترًا عن سطح البحر، وتعتبر دافوس أعلى المدن في أوروبا، وتنخفض درجات الحرارة خلال شهر يناير إلى دون -5 درجات مئوية.

والمرة الوحيدة التي عقد فيها هذا المنتدى خارج دافوس كانت في مدينة نيويورك، كخطوة تضامنية بعد هجمات 11/9 عام 2001، وتتّخذ السلطات السويسرية اجراءات أمنية مشددة للغاية خلال انعقاد المنتدى.