فيما سيطر الحوثيون اليوم الأربعاء على معسكر لواء الصواريخ غربي العاصمة صنعاء، اجتمع الرئيس اليمني مع مستشاريه وبينهم ممثل عن الحوثيين الذين سيطروا الثلاثاء على دار الرئاسة.

صنعاء: أعلن الناطق باسم الحكومة راجح بادي أن رئيس الحكومة خالد بحاح غادر مقره في القصر الجمهوري في وسط صنعاء بعد يومين من محاصرته من قبل مسلحين حوثيين اعتبارًا من مساء الاثنين. وقال بادي لوكالة الصحافة الفرنسية إن بحاح "غادر الى جهة آمنة" على متن سيارته وبرفقة مرافقه، دون أن يدلي بأي تفاصيل اضافية.

وكان الحوثيون بدأوا اعتبارا من الاثنين تصعيدا ميدانيا وطوّقوا القصر الجمهوري، حيث مقر رئيس الوزراء، كما سيطروا الثلاثاء على دار الرئاسة واشتبكوا مع حراس منزل الرئيس عبدربه منصور هادي. واكدت مصادر طبية وامنية لوكالة فرانس برس الاربعاء ان حصيلة المواجهات مع الحوثيين في صنعاء يومي الاثنين والثلاثاء بلغت 35 قتيلا و94 جريحا. وكانت حصيلة سابقة اشارت الى مقتل 18 شخصا خلال التصعيد الحوثي الذي انتهى بسيطرتهم على دار الرئاسة الثلاثاء.

هذا والتقى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الذي يقبع تحت ضغط المسلحين الحوثيين الأربعاء في منزله مع مستشاريه وبينهم ممثل عن الحوثيين الذين سيطروا بالامس على دار الرئاسة، بحسبما أفاد مصدر رئاسي. وقال المصدر إن هادي التقى مستشاريه في منزله في شارع الستين بغرب صنعاء، وبينهم ممثل الحوثيين صالح الصماد، كما التقى عددا من شيوخ القبائل.

هادي يمارس مهامه

ويبدو هادي بذلك ممارسًا لمهامه على الرغم من التواجد المسلح للحوثيين في محيط منزله، وبعد سيطرة هؤلاء على دار الرئاسة، وهو المقر الرسمي لرئاسة الجمهورية ولكنه ليس مكان اقامة الرئيس. والصماد هو أحد مستشاري صالح بموجب الاتفاق الذي تم التوصل اليه في 21 ايلول (سبتمبر) بين مختلف القوى اليمنية وذلك في اليوم نفسه الذي سيطر فيه الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء.

وعقد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الاربعاء اجتماعا في منزله مع مستشاريه، وبينهم ممثل عن الحوثيين الذين سيطروا الثلاثاء على دار الرئاسة، حسب ما افاد مصدر رئاسي وكالة فرانس برس. وأتى ذلك وسط تنديدات دولية بالتصعيد الميداني في اليمن، في حين اعلنت السلطات الامنية في جنوب اليمن اغلاق مطار وميناء عدن تضامنا مع هادي وتنديدا بما قالت انه "هجوم على الشرعية".

وقال المصدر الرئاسي ان هادي التقى مستشاريه في منزله في شارع الستين في غرب صنعاء، وبينهم ممثل الحوثيين صالح الصماد، كما التقى عددا من شيوخ القبائل. ويبدو هادي بذلك ممارسا لمهامه على الرغم من التواجد المسلح للحوثيين في محيط منزله، وبعد سيطرة هؤلاء على دار الرئاسة، وهو المقر الرسمي لرئاسة الجمهورية، ولكنه ليس مكان اقامة الرئيس.

والصماد هو احد مستشاري صالح بموجب الاتفاق، الذي تم التوصل اليه في 21 ايلول/سبتمبر بين مختلف القوى اليمنية وذلك في اليوم نفسه الذي سيطر فيه الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء. ومن المتوقع ان يعقد هادي في وقت لاحق لقاء موسعا مع الاحزاب السياسية، وهو اجتماع قد يتم بحضور المبعوث الاممي جمال بن عمر، الا ان مصدرا من محيط الاخير لم يؤكد ذلك.

صالح يدعو هادي إلى انتخابات مبكرة
دعا الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الذي ما زال يتمتع بنفوذ كبير ويتهم بإقامة تحالف ضمني مع المسلحين الحوثيين الشيعة الذين يسيطرون على صنعاء، خلفه عبدربه منصور هادي الى تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة للخروج من الازمة، بحسب موقع حزبه المؤتمر الشعبي العام. كما أكد الموقع تأييد الحزب لأربعة مطالب أعلنها زعيم الحوثيين في خطاب ألقاه مساء الثلاثاء وأبرزها تعديل مسودة الدستور.

وقال الموقع الاربعاء ان صالح بعث قبل شهر برسالة الى هادي دعاه فيها الى "الشروع في انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، وهذا ما سيخرج البلد من أزماتها". كما دعا صالح هادي الى "عدم جر البلد من أزمة إلى أزمة" والى "إلغاء التحالفات المشبوهة"، مؤكدا له "عليك ان تتحالف مع حزبك الذي تبناك وأوصلك إلى هرم السلطة". وبحسب الموقع، فان صالح شدد لسلفه على ضرورة اجراء "مصالحة وطنية شاملة".

الى ذلك، نقل موقع الحزب عن مصدر مسؤول فيه ان "المؤتمر الشعبي العام وحلفاءه لا يزالون يتمسكون بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني المتوافق عليها واتفاق السلم والشراكة". كما ذكر ان الحزب يؤكد "أهمية العمل على سرعة تنفيذ النقاط الاربع التي وردت في كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي باعتبارها نقاطا تم التوافق عليها في اتفاق السلم والشراكة ووقعت عليها جميع الاطراف حرصا على إخراج اليمن من الاحتقان السياسي ولتجنب العنف واراقة الدماء".

والمطالب الاربعة التي شدد عليها الحوثي في كلمته هي وضع مسودة دستور جديد لحل الخلاف حول مسألة تقسيم الاقاليم، و"تطبيق مخرجات الحوار الوطني" و"تطبيق اتفاق سبتمبر 2014" وهو اتفاق السلم والشراكة الذي وقعت عليه سائر الاطراف ويضع اطارا لتقاسم السلطة، و"تصحيح الوضع الامني في مارب" في وسط البلاد حيث تحشد القبائل قواتها ضد الحوثيين.

لواء الصواريخ بيد الحوثيين

وسيطر الحوثيون الأربعاء على معسكر لواء الصواريخ غربي العاصمة صنعاء. وعقب فرض سيطرتهم على القصر الرئاسي الذي يبعد نحو خمسة كيلومترات عن منزل هادي إثر اشتباكات عنيفة، انتشر الحوثيون في شوارع العاصمة وسط "هدوء حذر".
&
وأقام مسلحو جماعة أنصار الله، التي يقودها عبد الملك الحوثي، حواجز تفتيش في محيط منزل الرئيس. وكانت معارك عنيفة اندلعت الثلاثاء بين الحوثيين وقوات من حراس منزل الرئيس، وفي نفس الوقت سيطر مسلحون حوثيون على دار الرئاسة الواقع في دنوب العاصمة اليمنية. كما يحاصر مسلحون حوثيون القصر الجمهوري الموجود في ميدان التحرير في وسط صنعاء، حيث يتواجد رئيس الوزراء خالد بحاح.

إغلاق مطار وميناء عدن

إلى ذلك، أعلنت السلطات الامنية في ثلاث محافظات يمنية جنوبية الاربعاء إغلاق ميناء ومطار عدن، كبرى مدن الجنوب، تضامنا مع الرئيس اليمني.

&وقال بيان للجنة الامنية في محافظات عدن ولحج وابين الجنوبية إنه تم اتخاذ قرار بإغلاق المنافذ البحرية والجوية الى اجل غير مسمى تضامنا مع رئيس الجمهورية معتبرا ان ما حدث في صنعاء هو "اعتداء" على شرعية الرئيس.
&
وشدد الموقعون على البيان على "التمسك بالشرعية الدستورية لهادي، والرفض القاطع لأي محاولة للمساس بهذه الشرعية" محملين "الحوثيين مسؤولية التعرض والمساس لكل رموز الشرعية الدستورية ممثلة& بالرئيس عبدربه منصور هادي ودولة رئيس الوزراء (المحاصر في مقره) وسلامة مدير مكتب الرئيس أحمد عوض بن مبارك المختطف لديهم وكافة القيادات الشرعية عسكرية ومدنية".
&
ودعت اللجنة الأمنية& المجتمع الدولي والإقليمي "للقيام بواجبهم تجاه الشرعية الدستورية في اليمن والدفاع عنها".
&
وأضافت "لضمان الحفاظ على أمن واستقرار إقليم عدن لمواطنيه ومؤسساته، فقد أقرت اللجنة الأمنية إغلاق المجال الجوي لإقليم عدن، وإغلاق ميناء عدن وغلاق المنافذ البرية أمام أي مجموعات مسلحة لتأمين المواطنين وحفظ سلامتهم".
&
وتوافد المئات من مسلحي اللجان الشعبية الموالية للرئيس اليمني الى مدينة عدن بغرض حماية المقرات الحكومية. وقال شهود عيان إن مئات المقاتلين من اللجان الشعبية توافدوا من محافظة ابين ولحج وشبوة وبتنسيق مع قيادة المنطقة العسكرية الرابعة الى عدن بهدف توزيعهم على المقرات الحيوية.

واشنطن تدعو إلى حل سلمي
من جهتها، قالت الولايات المتحدة الاربعاء إنها تراقب عن كثب الازمة في اليمن، حيث سيطرت الميليشيات الشيعية على معظم انحاء العاصمة صنعاء، داعيا الى حل الازمة سلميا. وصرح مسؤول بارز في الادارة الاميركية لوكالة فرانس برس ان "فريق الامن القومي يطلع الرئيس باراك اوباما على اخر المستجدات" في الازمة التي تهدد حكومة الرئيس اليمني الحليف للولايات المتحدة عبد ربه منصور هادي.

وقال المسؤول طالبا عدم الكشف عن هويته "نحن ندين بشدة العنف ومن يؤجّجونه لعرقلة الانتقال السياسي في اليمن". واضاف "سنواصل دعم الجهود لايجاد حل سلمي". ويخوض المسلحون الحوثيون معارك ضارية ضد القوات الحكومية هذا الاسبوع للحصول على المزيد من السلطة السياسية.

وقتل 18 شخصا على الاقل عندما سيطرت الميليشيات الشيعية على دار الرئاسة واشتبكوا مع حراس منزل الرئيس عبد ربه منصور هادي. وتعتبر الحكومة اليمنية حليفا رئيسا في القتال ضد تنظيم القاعدة التي ينشط في الدولة المضطربة.