&واجه اجتماع للمعارضة السورية عقد في القاهرة اليوم انتقادات من أطراف متعددة وغابت معظم القوى المؤثرة في المعارضة عنه، &فيما تجاهلت وسائل الإعلام الاجتماع.


انطلق اجتماع المعارضة السورية &في القاهرة اليوم في وضع حرج في ظل الاعتذارات التي توالت من قبل المدعوين اليه وكذلك موقف الائتلاف المعارض الذي حضر خمسة من أعضائه &فقط &بعد توجيه دعوة شخصية الى ثمانية، وكان واضحا عدم رضى المجلس الوطني الكردي عن الاجتماع اذ حضر ممثل كردي واحد وهو صالح مسلم من حزب PYD الذي تتهمه المعارضة أنه منخرط في عمليات مسلحة من جهة و أنه محسوب على النظام &من جهة أخرى .

&
كما كان لافتا تجاهل الاجتماع أغلب القوى المؤثرة والتي كانت حاضرة في اجتماع القاهرة السابق &للمعارضة السورية بقوة والذي أسفر انذاك عن أوراق مهمة مثل اعلان دمشق، فتغيب التغيير الوطني والاخوان المسلمون وهيئة العمل الوطني والكثير من الشخصيات البارزة مثل الدكتور برهان غليون &والدكتور عبد الرزاق عيد والمحامي حبيب عيسى .
&
واضافة الى ذلك فقد كان الاعلام اليوم غير منتبها الى المؤتمر في ظل زحمة الأخبار و قرار الافراج عن علاء وجمال مبارك ومايحدث في اليمن واجتماع التحالف الدولي في لندن والذي احتل حيزا كبيرا من التغطية الاعلامية في الفضائيات والمواقع الالكترونية.
&
الائتلاف: لم نتلق دعوة للحضور
&وقال الائتلاف الوطني السوري " أنه لم يتلق أية دعوة رسمية لحضور مؤتمر القاهرة"، وأنه يعتبر حضور أي من أعضائه لذلك المؤتمر يتم بصفة شخصية لا علاقة لها بالائتلاف.
وكان بعض أعضاء الائتلاف الوطني حضروا الاجتماع &بصفة شخصية ( أحمد الجربا ، فايز سارة ، زكريا السقال ، قاسم الخطيب ، محمد عوض )فيما لم يلب الدعوة آخرون &رغم وصولها (هادي البحرة ، بدر جاموس ، نورا الأمير ، نغم الغادري) .
وأضاف البيان الذي تلقت " ايلاف" نسخة منه ، "إن الجهود التي تبذلها القاهرة من أجل بلورة الرؤية المشتركة المتفق عليها بين أغلب القوى الثورية المعارضة لنظام الأسد، هي محل ترحيب"، مؤكدا على الدور الهام الذي تلعبه مصر لدعم ثورة الشعب السوري ومطالبه بالحرية والكرامة.
وأشار إلى أن الائتلاف كان قد تواصل مع هيئة التنسيق الوطنية بشأن مذكرة تفاهم ومسودة وثيقة ترسم خارطة طريق للحل السياسي في سورية، لتحقيق مطالب الثورة بتنحية بشار الأسد عن السلطة وإجراء تغيير جذري في النظام السياسي للوصول لدولة مدنية تعددية.
&
الالتزام باهداف الثورة
وجدد &الائتلاف الوطني على لسان سالم المسلط الناطق الرسمي باسمه "الالتزام الكامل بمبادئ وأهداف الثورة السورية التي حددها شعبنا وتمسكنا بها طوال أربعة أعوام، وأكد أنه لا يملك" حق التخلي عن أي من مطالبها أو التلاعب بها، فالتضحيات التي قدمها الشعب السوري تحتم علينا العمل وبذل الجهد بشكل أكبر لتحقيق مطالبه بإنهاء مرحلة الاستبداد والحصول على الحرية والكرامة والديمقراطية".
&
كما أكد على ضرورة التزام الجامعة العربية بدورها في رعاية ودعم أي اجتماع يضم قوى الثورة والمعارضة السورية لمناقشة وإيجاد طرق لتفعيل قرارات الجامعة العربية والأمم المتحدة والانطلاق منها إلى تنفيذ بيان جنيف أو ما يستند إليه من قرارات، واستئناف المفاوضات من حيث توقفت.
&
المكون الكردي
من جانبه وجه الدكتور عبدالحكيم بشار رئيس المجلس الوطني الكردي السابق و الذي شغل منصب نائب رئيس الائتلاف الوطني لدورتين متتالين انتقادا حادا لاجتماع القاهرة والآلية التي تم فيها اختيار ممثلين عن المكون الكردي.
وأكد بشار إن الاجتماع "يحب قراءته سياسيا،وهو يحمل مدلولات خطيرة جدا، أقل ما يقال فيها أن بعض أعضاء أو كتل الائتلاف قد غيرت توجهاتها بشكل جذري، وبات همها التنسيق مع مع ما تسمى معارضة الداخل ولا يستبعد فتح قنوات غير مباشرة مع النظام للاتفاق على حل سياسي يتناقض مع اهداف الثورة، ويقع تحت مظلة النظام ذاته".&
&
واضاف بشار أن "طريقة اختيار المعنيين او المتورطين لأعضاء ممثلي الكرد تدلل على ذلك، فقد تم اختيار مندوبين، معظهم يقبلون الحل السياسي تحت مظلة النظام وبإشرافه، وليس لهم أي وجود سياسي أو تاريخ سياسي" .
الالتفاف على الائتلاف
&
فيما أعرب عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري السابق عن أسفه لمحاولات أطراف الالتفاف على الائتلاف وشرعية تمثيله للشعب السوري.وقال &سيدا إن "الائتلاف على الرغم من كل عيوبه التي ندركها جميعاً، يبقى بفعل ما يضمه من قوى وشخصيات، وما أنتجه من وثائق، وما بذله من جهود في مختلف الميادين، والاعتراف الدولي به، المظلة الأوسع التي لا بد أن تفعّل، ليتمكن من التواصل مع الجميع على قاعدة المشروع الوطني السوري بعقل وقلب مفتوحين".
&
وأضاف "المعادلة واضحة، ولا تتضمن أية مجاهيل. كل محاولة لشق وحدة المعارضة التي تعاني اصلا، بفعل قصورها الذاتي وظروفها الموضوعية، من جملة مشكلات تتصل بالأداء والتنظيم والفعالية وروحية المبادرة".
&احدى الكتل في الائتلاف(التجمع الوطني السوري) والتي لم تتسلم دعوة &و يرأسها المعارض ميشيل كيلو وينوبه فاروق طيفور القيادي في الاخوان المسلمين والتي على خلاف مرحلي مع أحمد الجربا الذي حضر اجتماع القاهرة طالبت هيئة التنسيق بالتعاون معها وقالت أن مصلحة هيئة التنسيق بالتعاون مع الائتلاف .
&
وقال بيان للتجمع " أن مبادرة القاهرة، &تشترك مع مبادرتي ميستورا وموسكو في عيبين جوهريين: الأول منهما يتعلق بالقفز عن وثيقة جنيف1 والحل السياسي الذي وافق أعضاء مجلس الأمن دائمي العضوية على أن يطبق بواسطة "هيئة حكم انتقالية" كاملة الصلاحيات تقوم برضا الطرفين، وتنقل سورية، بضمانة المجلس، إلى نظام تعددي ديمقراطي يقوم على أنقاض نظامها الاستبدادي الحالي أما العيب الثاني فيتصل بالائتلاف الوطني كممثل سياسي شرعي للسوريين، نال اعتراف نحو مائة وعشرين دولة، وتتعامل معه جميع هيئات ومؤسسات الشرعية الدولية، وينفرد بين جميع أطراف المعارضة بالحضور والعمل على سائر جبهات الصراع ضد النظام، ويعتبر مصير الثورة مرتبطا به وبأنشطته وخياراته وسياساته في المجالات السياسية والعسكرية".
&
واعتبر بيان التجمع ، الذي تلقت ايلاف نسخة منه ، أن مبادرة القاهرة تتجاوز "وثيقة جنيف وقرارات مجلس الأمن، التي كنا ننتظر أن يكون البحث في تطبيقها ونيل الإجماع على أسسها وسبلها موضوعها الوحيد، لكننا فوجئنا في "التجمع" بذهاب اللقاء إلى معارج لا تخدم القضية السورية، أو وحدة مواقف المعارضة، أو تطبيق حل جنيف السياسي الذي يحظى بقبول وطني سوري عام.
&
وعبّر البيان عن استغرابه لاقتصار " تمثيل مكونات الائتلاف على طرف واحد (المقربين من الجربا)، ومنع تأشيرة الدخول إلى مصر عن أحد مبعوثي رئيس الائتلاف الشخصيين (المحامي هشام مروة نائب رئيس الائتلاف)، والقفز عن المسائل المهمة التي تطرح نفسها على العمل الوطني اليوم، وتجميع عدد متنافر من المدعوين لعقد "لقاء تشاوري " دون أي إعداد أو تحضير، ".
&
النداء الوطني
الى ذلك اعتذر &منبر النداء الوطني (المنبر الديموقراطي السوري سابقاً) &عن حضور اجتماع القاهرة وقال "انه بذل كلّ جهوده منذ إنشائه لرأب صدع المعارضة السوريّة ولخلق توافقات بينها لمواجهة استبداد السلطة القائمة وما أتبعها من تنظيمات متطرّفة".
&
وقال بيان للمنبر أنه " قام باتصالات حثيثة في الآونة الأخيرة مع كافّة قوى المعارضة السياسيّة، خاصّة بعد إعلان الحكومة المصريّة أنّها ستستضيف لقاءً جامعاً للمعارضة يسبق حوار موسكو. ".
&
هذا وتلقّى المنبر دعوة شخصيّة &الى القاهرة لا مؤسساتية ، (لسمير عيطه الذي لم يحضر) ، &قبل يومين من موعد اللقاء دون أن يحصل على إيضاحات حول قائمة الحضور وجدول الأعمال والترتيبات اللوجستيّة.
وعبّر عن أسفه على عدم إنضاج توافق للمعارضة من أجل استحقاق لقائي القاهرة وموسكو.
&
اعتذار حزب الجمهورية
أما حزب الجمهورية فوجه رسالة اعتذار &الى اجتماع القاهرة وقال بيان ، تلقت ايلاف نسخة منه &"إن مطالب الشعب السوري واضحة في بناء الدولة الوطنية التي تكفل حقوق جميع مواطنيها من دون تمييز لأي سبب كان، وقد أيدت هذه المطالب قرارات مجلس الجامعة العربية وقرارات مجلس الأمن، ولا سيما القرارات: 2042 والقرار 2043 لعام 2012، وكذلك القرار رقم 2118 لعام 2013 الذي تبنى بشكل كامل وثيقة جنيف الصادرة في 30 حزيران / يونيو 2012. لذلك، فإن الحل واضح ولا يحتاج إلى اختراع، وليس له من سبيل إلا عبر إلزام الطغمة الحاكمة بتنفيذ هذه القرارات من دون تأخير أو مماطلة، وإن احترامنا للشرعية الدولية يتطلب منّا جميعاً العمل على تنفيذها، وليس البحث عن مخرج للطغمة الحاكمة تستطيع من خلاله التملص من تنفيذ هذه القرارات. وبالتالي، كنّا نتمنى أن يعقد هذا اللقاء التشاوري في مبنى الجامعة العربية وتحت مظلتها، وأن يكون على جدول أعماله بندٌ واحد هو بحث السبل التقنية لتنفيذ قرارات الشرعية العربية والدولية.
وتوقع البيان الفشل للقاء القاهرة، متمنيا لجميع القائمين على التحضير والإعداد، وجميع المشاركين، إلى العمل على تجاوز تلك الأسباب مستقبلاً من أجل عقد لقاء ناجح يليق بطموحات الثورة السورية في أقرب وقت ممكن، خصوصاً أن شعبنا قد صبر طويلاً، وقدم تضحيات عظيمة، في انتظار بناء حالة سياسية متماسكة، رزينة وعاقلة، تبعث على الطمأنينة والثقة بالمستقبل، وليس في حاجة إلى أي إحباطات جديدة.&
&