أطلق رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي نداء من الأمم المتحدة لمزيد من الدعم الدولي العسكري واللوجستي للعراق، وبما يقربه من ساعة النصر على تنظيم داعش، مشددًا على انه ماضٍ في الإصلاحات دون اغفال مهمة إدارة العمليات الأمنية والعسكرية لمحاربة التنظيم، مؤكدًا الحرص على الحفاظ على المتظاهرين، وإعطائهم كامل حريتهم في المناداة بمطالبهم بالإصلاح.
لندن: قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال كلمته امام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك الليلة الماضية، إن أعمال الجمعية في دورتها السبعين هذه، تنعقد في ظل تحدياتٍ يواجهها العالم على أكثر من صعيدٍ، لا سيما في محاربة الإرهاب، وفي مقدمته تنظيم داعش، "ونحن في العراق نقف باقتدار وصبر ويقف العالم الخير معنا كي ندفع عن بلدنا وبلدان منطقتنا بل والعالم أجمع شرور هؤلاء. واشار إلى ان هذا &يجري في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود الدولية لترسيخ دعائم الأمن والسلام، والعمل على تعميق التواصل بين شعوب العالم وتحقيق التنمية البشرية، التي رعت منظمة الامم المتحدة على نحو لافت الإهتمام بمحاورها الكبيرة في الصحة والتربية والمستوى المعيشي".&
تحسن الوضع التنموي في العراق
واضاف انه منذُ أن أطلق برنامج الأمم المتحدة الانمائي تقرير التنمية البشرية الاول عام 1990 صارت دول العالم، والعراق واحدٌ منها، تتطلع إلى تحقيق تحسن مطرد في مستويات التنمية البشرية فيها، حيث تَحقًّقَ الكثير للناس في ضوء جعلهم هدف التنمية ووسيلتها. واوضح انه في العراق ونتيجة السياسات الخاطئة لنظام صدام الدكتاتوري، تراجع مستوى التنمية البشرية بعد سلسلة الحروب التي أججها ذلك النظام، وما رافقها من حصار وحرمان نتيجة العقوبات الدولية التي فُرضت عليه. وقال انه&&بعد تغيير النظام السياسي وإشاعة جو ديموقراطي في البلاد، ومع الدعم الذي قدّمته منظمات الأمم المتحدة المتخصصة، والمنظمات الدولية الأخرى، تحسن الوضع التنموي نسبيًا.
وزاد العبادي قائلاً: "لقد حاولت مؤسساتنا الوطنية تقليص الفجوة في التنمية اهتداءً باعلان الألفية الثالثة الذي أقره زعماء العالم في اجتماع الجمعية العمومية لعام 2000، في مسارات أهداف محددة وضعت عامنا الحالي (2015) سنة الهدف". واضاف "رغم كل التحديات التي تواجهنا، فإننا نفتخر بنظامنا الديمقراطي الذي افرز انتقالاً سلميًا للسلطة، ويوفر هامشًا واسعًا من الحرية والإعتراض الطبيعي في الديمقراطيات التي تحلم بها كثير من الشعوب، وبالتالي فإن الخطر الحقيقي ليس داخليًا، بل تسرّب الينا عبر هذه المنظمة الإرهابية المدعومة من بعض من ينتقدنا بدل ايقافهم تمويل وتجنيد الإرهابيين، حيث حقق العراق تقدماً ملحوظاً في خفض معدلات الوفيات، وفي رفع نسب الالتحاق بمراحل التعليم وتقليل فجوة التباين بين الجنسين وفي تحسين المستوى المعيشي ايضاً.
&
الإرهاب أعاق حركة التنمية
واشار العبادي إلى ان "ارادة السوء التي تحملها التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيما القاعدة وداعش الإرهابيان، ومن لحق بهما من فلول نظام البعث، أعاقت حركة التنمية، وأشاعت القتل والتدمير اللذين لم يسلم منهما لا البشر ولا الممتلكات ولا البنى التحتية... وهي في إمعانها بالشّر لم تفرّق بين طفل رضيع أو شيخ كبير، بين رجل أو إمرأة ، كما إنها روّعت السكان الآمنين في مناطق واسعة من العراق بين سبيٍّ وتطهير عرقي، حتى تلك التي تدّعي إنها جاءت لنصرتهم. اليوم أبناء مناطق غرب العراق وشماله يتوزعون بين نازحين شردّتهم تلك العصابات بعيداً عن مناطقهم دون رحمة، وبين من يئنوّن من ويلاتهم في مدنهم وقراهم محاصرين تنال منهم مخالب القتلة كل يوم".
وقال "إننا إذ نقدر عالياً موقف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في مساندتهم لنا، ووقوفهم إلى جانبنا ومناصرتنا في حربنا العادلة ضد الإرهاب، وفي سعيهم الحثيث معنا لإعادة الإستقرار في المناطق التي حررتها قواتنا المسلحة والأمنية والحشد الشعبي ورجال العشائر، نتطلع إلى المساهمة الفاعلة من الدول والمنظمات الدولية من أجل اصلاح البنى التحتية في تلك المناطق، وكذلك في جهود إعادة الاعمار".
واضاف ان الحشد الشعبي للمتطوعين ضد تنظيم داعش هو احد تشكيلات الدولة الرسمية التي تدافع عن البلاد صفًا واحدًا مع باقي القوات الامنية الباسلة التي تحارب الإرهاب والعصابات الاجرامية التي تحاول العبث بالسلم الاجتماعي.
&
احترام المطالب الشعبية بالإصلاح
واكد العبادي أن العراق، وعلى الرغم من كل ما حصل "يواصل نهجه الديموقراطي في إرساء احترام الدستور، والتبادل السلمي للسلطة، وحرية التعبير عن الرأي والمعتقدات، وإلغاء التمييز العرقي والديني والمذهبي... ونحن مع كل ما نواجه من تحديات، نرعى بوعي وإحترام المطالب الشعبية في المناطق المختلفة، وقوات الأمن تحرص أشد الحرص على الحفاظ على المتظاهرين واعطائهم كامل حريتهم في المناداة بمطالبهم.. بل أنني شخصياً كلفت فرق عمل تتابع باهتمام كل المطالبات، وتعقد اللقاءات مع مختلف شرائح المجتمع".
واضاف انه "انطلاقاً من البرنامج الحكومي الذي تبنيناه أمام مجلس النواب العراقي بصفته ممثلاً للشعب، وفي ضوء رؤية متقدمة للمرجعية الدينية العليا في الحث على نهج الاصلاح، ومن وحي صوت ذلك الشعب في تظاهراته خلال الشهرين الماضيين، قدّمنا حزمة إصلاحات سياسية وإقتصادية، وإدارية، ومالية.. كما بدأنا العمل على تنشيط القطاع الخاص في بلدنا، وهيّأنا التمويل اللازم لإقرار المشاريع الصغيرة والمتوسطة على الرغم من الظروف المالية الصعبة التي يعيشها العراق بعد الإنخفاض الكبير في اسعار النفط".
واوضح العبادي أن الشعب العراقي قابل هذه الاصلاحات بالإحترام والقبول وبتشخيص شفاف لما يريدونه هم، كما إن هذا الإصلاح وجد دعماً من المرجعية الدينية العليا ومن فعاليات المجتمع الأخرى... وأكد بالقول: "نحن عازمون على المضي فيها دون أن نغفل دورنا المهم في إدارة العمليات الأمنية والعسكرية لمحاربة داعش، وهنا لابد أن أحيي بإسم شعب العراق جهود التحالف الدولي معنا والدول الصديقة والشقيقة في تلك الحرب، وأن تقديم المزيد من ذلك الدعم، لاسيما في معالجة مشاكل النازحين وتأمين متطلبات معيشتهم وفي زيادة الدعم اللوجستي والعسكري، من شأنه أن يقرّبنا من ساعة النصر النهائي، ويشيع الأمن والإطمئنان في كل دول العالم".
&
العراق ينتظر منعًا دوليًا لدعم وتمويل وتسليح المجاميع الإرهابية&
لكننا في العراق ننتظر أن تقوم كل دول العالم بتطبيق قرارات مجلس الامن (2170 و2178 و 2199) بجدية ، ذات الصلة بمنع تقديم الدعم والتمويل والتسليح للمجاميع الإرهابية، وقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة رقم 281 في 25/5/2015 المتعلق بإنقاذ التراث الثقافي العراقي بما يساعد في المضي ببناء البلد وتحقيق التنمية.
وشدد على ان العراق، شعباً وحكومة، يدرك أهمية التواصل مع شعوب العالم وحكوماتها، والحرص على المساهمة في جهود ارساء الأمن وتحقيق التواصل مع دول المنطقة والابتعاد عن التدخل في شؤونها والحرص على تأمين مستقبل الاجيال في العراق.
&
&
&
&
التعليقات