& وقعت مصر صفقة جديدة مع فرنسا، لشراء حاملتي طائرات من طراز "ميسترال"، بقيمة 950 مليون يورو، &بتمويل من السعودية. وتأتي الصفقة الجديدة في اطار خطة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتطوير وتنويع مصادر تسليح الجيش، لاسيما أنه طوال سنوات حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، ظل رهينة للتسليح الأميركي.


في اطار سعيه إلى تنويع مصادر تسليح الجيش، وتطوير قدراته لمواجهة الأخطار الخارجية المحتملة ومحاربة الإرهاب في سيناء وحماية قناة السويس، نجح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في توقيع صفقة جديدة لشراء حاملتي طائرات من طراز "ميسترال" من فرنسا، ووقعت الصفقة في القصر الجمهوري بالقاهرة، في حضور السيسي ورئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، ووزير دفاعه جان إيف لودريان، وتتولى المملكة العربية السعودية تمويل جانب كبير من الصفقة المقدرة بـ950 مليون يورو. وتشمل الصفقة تدريب 400 فرد مقاتل مصري لتكوين فرق قيادة للحاملتين.
&
وقال فالس عقب مراسم التوقيع: "مصر شريك مركزي للتصدي لكل الأزمات التي تؤثر في المنطقة: سوريا، وعملية السلام بين إسرائيل وفلسطين، والتوتر في ليبيا أو اليمن". وتابع: "فرنسا تؤمن بمصر"، مشيراً إلى أن "المنطقة والمتوسط وأوروبا والعالم تاليًا يحتاج إلى مصر قوية ومستقرة"، لافتا إلى أن "لدينا عدوًا مشتركًا هو داعش".
&
مباحثات
وفي السياق ذاته، عقد وزير الدفاع المصري ونظيره الفرنسي جلسة مباحثات، لـ"تبادل الرؤى المصرية والفرنسية تجاه تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، والجهود الإقليمية والدولية للقضاء على الإرهاب وإنعكاساته على الأمن والإستقرار بالمنطقة".
&
وقال المتحدث العسكري المصري العميد محمد سمير: "كما تم التباحث حول زيادة آفاق التعاون العسكري ونقل وتبادل الخبرات بين القوات البلدين في العديد من المجالات، وذلك في ضوء الإتفاق على تزويد القوات المسلحة بأحدث المنظومات القتالية البحرية والجوية المتطورة".
&
من جانبه، أكد وزير الدفاع الفرنسي على العلاقات المتميزة التي تربط البلدين، ودعم بلاده للشعب المصري وتطلعه نحو البناء والإستقرار والتنمية، مؤكداً أن مصر تمثل أحد القوى الرئيسية والفاعلة في تحقيق الأمن والإستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.&
&
لم تكن صفقة حاملتي الطائرات "ميسترال" الأولى منذ تولي السيسي زمام الأمور في مصر، بل سبق أن عقد صفقات أخرى مع فرنسا لشراء 24 طائرة مقاتلة من طراز "رافال"، إضافة إلى فرقاطة "فريم"، كما عقد صفقات أخرى مع روسيا لشراء طائرات مقاتلة ودبابات وصواريخ ولانشات بحرية مقاتلة.
ويرى خبراء عسكريون أن مصر تسعى جدياً للتحليق بعيداً عن أميركا في ما يخص تسليح الجيش، لاسيما بعد تجميد أميركا صفقات ومساعدات عسكرية لمصر في أعقاب مظاهرات 30 يونيو/ حزيران 2013، التي تدخل بموجبها الجيش للإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، واعتقاله.
&
تعدد مصادر التسلح
ووفقاً للواء ناصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالمخابرات الحربية، فإن إبرام الصفقة الجديدة لشراء حاملتي طائرات "ميسترال" ومن قبلها صفقات لشراء 24 طائرة ومدمرة بحرية من طراز "فريم" تؤكد أن مصر استطاعت تعدد مصادر تسليح الجيش. وأضاف لـ"إيلاف" أن الصفقة تؤشر على أن مصر لم تعد رهناً لأية دولة، لاسيما أميركا التي كانت تتحكم في مصادر تسليح الجيش في السابق.
ولفت إلى أنه عندما تتحكم دولة واحدة في مصادر التسليح، يمكنها التحكم في سياسات مصر أو توجهاتها، معتبراً أن تنويع مصادر التسليح جعل مصر ذات إرادة حرة.
&
وأشار إلى أن حاملة الطائرات "ميسترال" قطعة بحرية متعددة المهام، الهدف منها تطوير وتقوية تسليح البحرية المصرية، لاسيما في ظل تنامي التهديدات الخارجية، ورغبة مصر في توفير حماية أكبر لقناة السويس، ونوه بأن إبرام فرنسا للصفقة مع مصر، يؤكد أن باريس على يقين من أن مصر تواجه تهديدات خطيرة في ما يخص أمنها القومي، سواء في حدودها أو خارج أراضيها.
&
ونبه إلى أن قدرات مصر العسكرية، وبخاصة البحرية والجوية سوف يتم تعزيزها بشكل واضح بعد تسليم حاملتي الطائرات "ميسترال" والحصول على صفقة طائرات "رافال" كاملة وقدرها 24 طائرة.
مصر بقيادتها الجديدة ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، أصبحت دولة أفعال لا أقوال، يمكن أن تنفذ ما تعد به، ولا يمكنها أن تفرط في أمنها القومي، وقال اللواء أسامة همام، وكيل جهاز المخابرات العامة الاسبق، أن مصر وعدت بانجاز قناة السويس الجديدة بأيادٍ ورأس مال مصري خلال سنة، وأوفت بالوعد. وأضاف لـ&"إيلاف" أن اتمام صفقات السلاح مع فرنسا، سواء أكانت طائرات "رافال" أو "الفرقاطة "فريم" أو حاملتي الطائرات "ميسترال"، يبعث برسائل مهمة للخارج والداخل، مفادها أن مصر لديها قيادة جادة، تسعى إلى رفعة مصر اقتصادياً، وتنويع مصادر تسليح قواتها المسلحة.
&
ولفت إلى أن الصفقات العسكرية للجيش، تعد أصدق رد على التشكيك في قدرات الجيش العسكرية.
ووفقاً للمعلومات التي نشرتها وزارة الدفاع الفرنسية، فإن حاملة الطائرات "ميسترال" جزء من أسلحة ضد الاعتداء والتي تمتلكها البحرية الفرنسية. وتبلغ الحمولة الكاملة للحاملة الواحدة 21 ألف طن وسرعتها 18.5 ميلا بحريا في الساعة. تحمل "ميسترال" 450 فرداً للمسافات الطويلة، ويمكنها حمل 900 فرد للمسافات القصيرة، اضافة إلى طاقم القيادة المكون من 160 فرداً. ويبلغ طول الحاملة 210 أمتار، وارتفاعها 32 متراً. تحمل 16 مروحية ما بين هليكوبتر نقل وآخر هجومي مسلح، وتبلغ سعة حظيرة الطائرات 12 طناً. جميع الأجهزة الفنية الموجودة على الحاملات روسية الصنع، وتشمل نظام إدارة معلومات القتال، ونظام البحث عن الأهداف وتتبعها، ونظام الرادار الأساسي للمراقبة، والنظام السريع للاتصال بالأقمار الصناعية، ومنظومة دفاع جوي مضادة للطائرات تحتوي على عدد من 4- 6 صواريخ، اضافة الى نظام دفاعي أتوماتيكي.
&
تضم "ميسترال" مستشفى تبلغ مساحتها 750 مترًا مربعًا،&فيها 20 غرفة، منها غرفتان للعمليات الجراحية، وغرفة أشعة، و69 سريرًا.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسو هولاند عند إعلان هذه الصفقة إن "الرئيس المصري أعرب عن قلقه لجهة حماية قناة السويس، وقال لي كم هو مهم بالنسبة لأوروبا وللشرق الأوسط وللمبادلات التجارية أن تتولى سفن فرنسية في نهاية المطاف حماية قناة السويس".&
&