&بعد عشرة أيام فقط من معارضتها لانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، عبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن استعدادها لدعم تقدم أسرع لمساعي تركيا في الانضمام للاتحاد، في مقابل التعاون في وقف تدفق المهاجرين واستقبال الذين ترفضهم أوروبا.
قالت ميركل في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في اسطنبول، مساء الأحد، إن ألمانيا قد تساعد في تسريع مسار الموافقة على سفر الأتراك دون تأشيرة إلى الاتحاد الأوروبي ودفع محادثات أنقرة المطولة لعضوية الاتحاد الأوروبي.
&
استقبل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، المستشارة الألمانية، الأحد، وعقد معها اجتماعًا مغلقًا في قصر سلاطين آل عثمان (يلدز) التاريخي في مدينة إسطنبول.
&
وكانت ميركل وصلت إسطنبول في وقت سابق الأحد للتحادث مع القادة الأتراك حول عدد من الملفات بينها أزمة اللاجئين، ومسيرة مفاوضات عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي.
&
وأضافت المستشارة الألمانية أن المحادثات مع داود أوغلو "واعدة جدًا"، وقد يكون الإسراع بانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي أمرًا من الصعب أن يستوعبه البعض في حزب ميركل المحافظ، الذي عارض طويلاً عضوية تركيا.
&
الفصل 17&
&
وقالت ميركل "نرغب في فتح الفصل السابع عشر المتعلق بالسياسة الاقتصادية والنقدية في مفاوضات انضمام تركيا لعضوية الاتحاد الأوروبي"، واصفة مفاوضات قبول عضوية تركيا في الاتحاد بـ"المرحلة المفتوحة على كافة الاحتمالات".
&
وأشارت ميركل إلى مناقشة العديد من القضايا بما فيها العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، لافتة إلى "إمكانية التقدم خطوة خطوة، ومناقشة التفاصيل المتعلقة بفتح فصول التفاوض بخصوص انضمام تركيا للاتحاد، مثل الفصلين الـ23 المتعلق بالقضاء والحقوق الأساسية، والـ24 المتعلق بالحرية والعدالة والأمن".
&
اتفاق
&
وتريد ميركل التوصل لاتفاق أوروبي مع تركيا بشأن المساعدات والعلاقات الأوثق في مقابل الحصول على مساعدتها في تشجيع اللاجئين هناك على البقاء.
&
وفي المقابل تتوقع ميركل أن توافق تركيا بسرعة أكبر على استقبال المهاجرين الذين يعيدهم الاتحاد الأوروبي في ما يعرف باسم "اتفاقات إعادة القبول" التي قال داود أوغلو إنه لن يوقعها إلا إذا حدث تقدم في تحرير نظام التأشيرات للأتراك.
&
وقالت المستشارة الألمانية: "اعتقد أننا استخدمنا الأزمة التي نمر بها... من أجل تحقيق تعاون أوثق في قضايا عديدة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا وبين ألمانيا وتركيا".&
&
وقاومت ميركل ضغوطًا لتشديد الرقابة على حدود ألمانيا وإعادة اللاجئين الذين يصلون من النمسا رغم أن ألمانيا تتوقع وصول ما بين 800 ألف ومليون لاجئ جدد هذا العام.
&
واتفقت المستشارة الألمانية ودواد أوغلو على أنه لا يوجد حل دائم لأزمة الهجرة دون حل الصراع في سوريا، حيث فرّ أكثر من مليوني لاجئ إلى تركيا حتى الآن.&
&
وبخصوص سحب ألمانيا منظومات الدفاع الجوي "باتريوت" من تركيا، أكدت ميركل أنها بحثت مع داود أوغلو، سبل مواصلة تأكيد التعاون العسكري القوي، بين البلدين، عقب سحب بطاريات المنظومة.
&
المنطقة الآمنة&
&
وردًا على سؤال حول "المنطقة الآمنة" التي تدعو تركيا لاقامتها في سوريا، قالت ميركل، إنها بحثت الموضوع خلال لقاءاتها في نيويورك خلال الأسابيع الماضية، مضيفة "الموضوع الملح حاليًا هو وقف موجة اللجوء الجديدة من حلب، ينبغي علينا أن ندخل في حوار مع المجتمع الدولي بسرعة، وهذا لصالح ألمانيا وتركيا، سأتحدث مع نظرائي الأوروبيين في هذا الموضوع".&
&
ولفتت ميركل إلى وجود أكثر من مليوني لاجئ سوري في تركيا، فضلاً عن أكثر من 100 ألف عراقي، مشيرة الى أن الاتحاد الأوروبي سيقدم مزيدًا من &المساعدات المالية لتركيا في إطار التعاون، حيال أزمة اللاجئين.
&
وأكدت ميركل أن تركيا تحملت عبئاً كبيراً في موضوع اللاجئين، فيما حصلت على مساعدة قليلة على الصعيد الدولي.
&
&
حيوية جديدة
ومن جهته، قال رئيس الوزراء التركي "نتطلع إلى إخراج العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي من حالة الجمود وتسريع مسيرة مفاوضات العضوية فيه بشكل يجلب حيوية جديدة".
&
وفي المؤتمر الصحفي المشترك، أشاد داود أوغلو بموقف ميركل الذي وصفه بـ"الشجاع" حيال أزمة اللاجئين، قائلاً: "بينما كان العديد من قادة الدول الأوروبية، يقولون بضرورة ترحيل اللاجئين، اتخذت هي(ميركل) موقفًا إنسانيًا للغاية".
&
وتطرق داود أوغلو للملف السوري موضحاً "ناقشنا مع ميركل بشكل موسع التطورات الأخيرة في سوريا، وعبّرنا عن موقف مشترك بشأن دعوة جميع الدول المعنية إلى التصرف بمسؤولية بحيث لا تنحو التطورات في سوريا منحى سلبيًا".
مهربو البشر
واستطرد رئيس الوزراء التركي بالقول: "مستعدون للعمل معاً في مكافحة مهربي البشر الذين يستغلون الناس المستضعفين، ومصممون على تنفيذ كافة أنواع التعاون في هذا المجال، إن الهجرة هي ظاهرة لكن ينبغي أن تكون منتظمة وقانونية، ومن أجل تحقيق ذلك ستعمل تركيا مع ألمانيا جنبًا إلى جنب، كما أن الحد من الهجرة في منبعها يتطلب تعاوننا بخصوص إيجاد حل للأزمة السورية".
&
وأضاف أن المجتمع الدولي "ترك تركيا وحيدة في تحمل أعباء اللاجئين، خلال السنوات الأربع الماضية". وفي ما يتعلق بتفعيل "اتفاق إعادة القبول"، الذي ينص على قبول المهاجرين غير الشرعيين القادمين عبر تركيا، والمبعدين من دول الاتحاد الأوروبي، لفت داود أوغلو إلى أنه "من أجل تنفيذ الاتفاق ينبغي بدء تطبيق نظام الشنغن (حرية التنقل في الاتحاد الأوروبي) بالنسبة للمواطنين الأتراك، بالتزامن مع ذلك".
&
وأشار داود أوغلو إلى أن تركيا تسعى مع الاتحاد الأوروبي من أجل تفعيل الاتفاق، العام المقبل، مضيفًا: "نأمل أن يدخل اتفاق إعادة القبول، وتطبيق فيزا شنغن (للأتراك) حيز التنفيذ في نفس الوقت، بحلول تموز/يوليو 2016".
&
انتهاك المجال الجوي
&
وتطرق رئيس الوزراء التركي إلى الانتهاكات الأخيرة للمجال الجوي لبلاده، قائلاً "تناولنا بشكل موسع (مع ميركل)، الانتهاكات الأخيرة للمجال الجوي التركي في إطار الشأن السوري، والتغييرات في موازين القوى في سوريا، كما شكرت السيدة ميركل قبل كل شيء، على إبقاء منظومات "باتريوت" في تركيا لثلاثة أعوام، وهي بدورها أكدت على استمرار التعاون بخصوص أمن تركيا، بعد اليوم، هذه المواضيع ستناقش من قبل مسؤولينا العسكريين، فتركيا وألمانيا بلدان يتمتعان بنظام أمني مشترك ضمن منظومة "الناتو".
&
وحول دعم إقليم كردستان العراق لمحاربة تنظيم "داعش"، أشار داود أوغلو إلى أن أنقرة وبرلين تقدمان الدعم لأربيل بخصوص مواجهة تنظيم "داعش"، وأن لقاء اليوم بحث بشكل موسع سبل تنسيق هذا الدعم.
&
التعليقات