أعلن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني استعداد المملكة وعلى جميع المستويات الحكومية والعسكرية والأمنية والقطاع الخاص لتقديم المساعدة والدعم الذي تحتاجه تونس للتعامل مع مختلف التحديات.
&
نصر المجالي: عقدت في عمّان، الثلاثاء، قمة أردنية تونسية، أكد خلالها الملك عبدالله الثاني، والرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، حرصهما المشترك على تعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية.
وكان السبسي وصل إلى عمّان، في أول زيارة له للأردن منذ تسلمه منصبه كرئيس للجمهورية التونسية في 31 كانون الأول (ديسمبر) من العام 2014.
وشدد الزعيمان، خلال جلسة مباحثات ثنائية تبعتها أخرى موسعة، جرت في قصر بسمان وحضرها كبار المسؤولين في البلدين، على ضرورة إدامة التنسيق والتشاور في كل ما من شأنه خدمة المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما.
&
اللجنة العليا
ودعا العاهل الأردني والرئيس التونسي إلى تعزيز التعاون الاقتصادي في إطار اللجنة العليا المشتركة، التي ستنعقد أعمالها قريبا، خصوصا في مجالات تكنولوجيا المعلومات والطاقة والصحة والتعليم والسياحة، مؤكدين أهمية تبادل الزيارات بين رجال الأعمال في البلدين لاستكشاف الفرص الاستثمارية.
وأكد الملك عبدالله الثاني أن الأردن وتونس يواجهان تحديات مشتركة، لاسيما الاقتصادية، تحديدا محاربة الفقر والبطالة، إضافة إلى التعامل مع مشكلة اللاجئين.
يشار، في هذا الصدد، إلى أنه وعلى الرغم من التحديات الإقليمية إلا أن البلدين واكبا مسيرة التطور والإصلاح، حيث نشرت تونس خطتها التنموية للأعوام الخمسة المقبلة، وبالمثل قام الأردن بإطلاق الخطة التنموية الإقتصادية والإجتماعية للسنوات العشر المقبلة.

تهنئة بنوبل&
وهنأ الملك عبدالله الثاني، الرئيس السبسي على التقدير والإشادة الدولية التي حظيت بها التجربة الديمقراطية التونسية، عبر منح جائزة نوبل لرباعي الحوار الوطني التونسي.
وقال إن الأردن وتونس تجمعهما خصائص وقواسم مشتركة تؤهلهما لمزيد من التعاون ومواجهة التحديات، وبناء شراكات متينة في مختلف المجالات.
من جانبه، أعرب الرئيس السبسي عن شكره للعاهل الأردني على دعوته الكريمة لزيارة الأردن، وقال "إن تونس تقدر عاليا مواقف جلالة الملك، ومن قبله المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه"، واصفا الملك عبدالله الثاني "بخير خلف لخير سلف".
وتابع "عندما ننظر الى الأردن، ننظر إليكم بكل احترام وفخر"، معربا عن تقدير بلاده لدور الأردن الكبير في مواجهة مختلف التحديات.
وقال "إن الدور الذي يقوم به الأردن ليس على مستوى المنطقة فحسب، بل على المستوى الدولي، هو محط إعجاب وتقدير".
&
التجربة التونسية
واستعرض الرئيس السبسي التجربة الاصلاحية التونسية، مشيرا إلى التحديات التي تواجهها تونس جراء الأوضاع في ليبيا المجاورة، خصوصا ما يتعلق بتدفق اللاجئين والسيطرة على الحدود بين البلدين.
وتناولت المباحثات التصعيد الإسرائيلي الخطير في الضفة الغربية والحرم القدسي الشريف، وتطورات الأوضاع في سوريا.
&
الإرهاب
وفي ما يتعلق بالتطرف والإرهاب الذي يشكل الخطر الأبرز في المنطقة والعالم، جرى التأكيد، خلال المباحثات، على أهمية تكثيف التعاون والجهود إقليميا ودوليا لمحاربته، وما يتطلبه ذلك من استمرار التنسيق والتشاور بين مختلف الأطراف المعنية، وضمن استراتيجية شمولية.
وشهد الملك والرئيس التونسي، عقب المباحثات، توقيع اتفاقية تعاون في مجال الحماية المدنية والدفاع المدني، واتفاقية تعاون في المجال الأمني، وقعهما عن الجانب الأردني وزير الداخلية سلامة حماد، فيما وقعهما عن الجانب التونسي وزير الشؤون الخارجية الطيب البكوش.
كما تم توقيع اتفاقية تعاون في المجال العسكري، وقعها عن الجانب الأردني مستشار جلالة الملك للشؤون العسكرية رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن، ووقعها عن الجانب التونسي وزير الشؤون الخارجية الطيب البكوش.
وقلد الملك عبدالله الثاني ضيفه الرئيس التونسي وسام النهضة المرصع، تقديرا لدوره في تمتين الروابط الأخوية والعلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين.
&

&