كل أبوظبي مغطاة برادارات ذكية، قادرة على تتبع أي سيارة مخالفة وأي مطلوب بوساطة البصمة الذكية... والفيديو المرفق خير دليل.
حيان الهاجري: يقول لبناني يقطن دبي ممازحًا: "يمكنك الهرب من حماتك، لكن لا يمكنك الهرب من شرطة أبوظبي". يسأله أحدهم: "هذا رأيك أم حقيقة مستندة إلى معلومات؟"،
لا يحتاج الأمر معلومات، بل تكفي مشاهدة الفيلم "أبو ظبي مدينة آمنة" الترويجي للأمان الذكي، الذي تؤمّنه العاصمة الإماراتية لمواطنيها وللمقيمين فيها، مسخّرة أحدث ما توصل إليه العلم والتقنيات الحديثة، من أجل أن يشعروا بالأمان والاطمئنان، وموفرة لجهاز الشرطة وسائل "ذكية"، كفيلة بوقف المطلوبين بأسرع الطرق وأقل الأضرار الممكنة.
في الإمارات، كل السيارات مزوّدة بالبصمة الذكية، التي تلتقطها الرادارات الذكية، وتتابعها أينما ذهبت، خصوصًا أن أبوظبي مغطاة كلها بشبكة كثيفة من هذه الرادارات الذكية.
&
قدرات هائلة
ولمن لا يعرفها، هذه الرادارت الذكية تكشف أكثر مما يعتقد الإنسان، إذ لا يقتصر عملها على التقاط السيارات المسرعة وتصويرها، بل يمكنها كشف كل ما يفعله السائق داخل السيارة، كالتحدث بالهاتف المحمول وكتابة الرسائل النصية وعدم وضع حزام الأمان، كما تلتقط كل مسارات الطريق، فلا يقتصر التتبع على المسارات الأساسية للطرقات السريعة. فبإمكان الرادار تصوير أي مخالفة تحدث ضمن مدى رؤيته، بما في ذلك طرقات الخدمة والمسارب الفرعية.
يحاول سائقون خداع الرادار الذكي بتخفيف السرعة عند الاقتراب منه، ثم الانطلاق بسرعة عالية بعد تجاوزه، لكن الرادارات قادرة على ملاحقة السيارة حتى مسافة 150 مترًا. كما إن الاختباء وراء الشاحنات والسيارات الكبيرة لا يحمي الملاحقين، وكاميراتها تلتقط مشاهد فيديو تعود إليها الشرطة عند وقوع المخالفات والحوادث.
&
مهارات بشرية مواكبة
اللحاق بالركب الرقمي الذكي في إدارة المرور يقضي أن يواكب رجال الشرطة التطور التقني، فيستطيع أن يستغل التقنيات الحديثة الموضوعة في عهدته وتحت تصرفه كي يسيطر على أي موقف يستجد أمامه على الطريق، خصوصًا أن التنسيق الميداني بين الشرطي وغرفة العمليات عالي المستوى، يصل إلى حد الكمال، لسرعة الاستجابة التقنية في المركز، خصوصًا أن فيه يحصل الربط بين كل الرادارات الذكية المنتشرة على كامل مساحة أبوظبي.
وهذه الرادارات الذكية وصلت إلى حد من التطور مكّنها من تنسيق المعلومات والبيانات، بالاستعانة بالبصمة الالكترونية للسيارات، وحتى للوجوه الآدمية، كي ترفد رجال الأمن والمرور والشرطة بأحد المعلومات والبيانات في لحظة الحاجة إليها، فتتولى هذه الرادارات تسيير السيارات السريعة والذكية، التي تؤلّف أسطول الشرطة في أبوظبي. ولهذا السبب، يصبح دور الطائرة العامودية ثانويًا، يقتصر في أحيان كثيرة على المتابعة من دون تدخل، وعلى تصوير الوقائع، لا أكثر.
فصحيح إذًا... شاهد الفيديو فتعرف أن هروب الإنسان من حماته أسهل من هروبه من رادارات أبوظبي الذكية.
التعليقات