وصفت البروفيسورة دينا بورات، كبيرة المؤرخين في مؤسسة ياد فاشيم لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست في اسرائيل، ادعاء رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن هتلر لم يكن يريد إبادة اليهود الى ان التقى مفتي القدس الحاج امين الحسيني، بأنه ادعاء "خاطئ تماما على كل المستويات".
عبدالإله مجيد من لندن: قالت بورات وهي مؤرخة في جامعة تل ابيب متخصصة بدراسات الهولوكوست في تصريح لصحيفة هآرتس "ان هتلر لم يكن بحاجة الى من يشجعه على الحل النهائي. وفي ما يتعلق بالحقائق فلا مراء في ان هذه الأفعال بما فيها هوس هتلر، لا تمت بصلة الى المفتي".&
وكان نتانياهو زعم في كلمة القاها في المؤتمر الصهيوني السابع والثلاثين في القدس، الاقتباس من حديث بين هتلر والمفتي خلال لقائهما في برلين عام 1941 بأن "الحاج أمين الحسيني ذهب الى هتلر وقال له "إذا لم تطردهم فانهم سيأتون الى هنا"، وبحسب نتانياهو فان هتلر سأل الحسيني "إذاً ماذا يجب ان افعل بهم؟" فأجابه المفتي "احرقهم"".
&
وحين سُئلت البروفيسورة بورات عما إذا كان نتانياهو فبرك الحوار قالت ان رئيس الوزراء واسع الاطلاع على التاريخ اليهودي وانه "نشأ في بيت زاخر بالتاريخ اليهودي ولكن ما قاله ليس محضر اللقاء. ويجب ان يكون هذا واضحا".
ولم يُوثَّق لقاء هتلر والمفتي إلا في صيغة تصريحات عامة وعناوين رئيسية ولم يُسجل حرفيا. وليست هناك وثيقة بأن هتلر سأل الحسيني ما يجب ان يفعله بيهود اوروبا.
&
وقالت البروفيسورة بورات "ان المفتي لم يتحدث مع هتلر بلغة "يجب ان تفعل هذا وذاك"، أو "ما رأيك بالحل النهائي"، كما ليس هناك ما يوثق قول المفتي لهتلر "احرقهم". فان هتلر لم يسأل احدا عما يجب ان يفعله باليهود. وكل ما قاله هتلر في اللقاء انه سيواصل تنفيذ خططه بمعنى انه بدأ فعلا وليس لأن المفتي طلب منه ان يبدأ بكل تأكيد".&
ولاحظت الباحثة الاسرائيلية "ان كل الحقائق تبين ان الحل النهائي كان جاريا على قدم وساق خلال لقاء هتلر والمفتي".
واوضحت بورات ان خطة هتلر لابادة يهود اوروبا تعود الى سنوات قبل لقائه مع الحسيني لا سيما وان هناك اشارات اليها في كتاب "كفاحي" الذي نُشر عام 1925 وكذلك في ميثاق الحزب النازي عام 1933 وملاحظات في الرايخشتاغ (البرلمان) عام 1939 عندما هدد هتلر بـ"ابادة الشعب اليهودي".
وتابعت بورات ان ما لا مراء فيه لاحقا مع غزو بولندا هو صدور أوامر من برلين لبناء غيتوات سُجلت وثائقيا بوصفها مرحلة من مراحل "الحل النهائي".
وبدأ قتل اليهود بالجملة لاحقا مع غزو الاتحاد السوفياتي في حزيران/يونيو 1941. واضافت بورات "ان الأمر بقتلهم لم يكن بتوقيع هتلر ولكن معسكر الموت الأول في تشيلمنو بدأ عمله في كانون الأول/ديسمبر عام 1941، بعد اسابيع قليلة على اللقاء مع المفتي، وهو أمر أُعد قبل ذلك بزمن طويل".
التعليقات