جوبا: قتل 36 شخصا على الاقل الاربعاء في جوبا جراء حادث تحطم طائرة شحن بعيد اقلاعها من مطار عاصمة جنوب السودان في قرية زراعية.
وأعلنت شركة انطونوف الاوكرانية لصناعة الطائرات ان طائرة الشحن لم تكن صالحة للطيران. وقالت في بيان ان الطائرة المصنوعة في 1971 ابان الاتحاد السوفياتي ومسجلة في طاجيكستان "ما كان يجب ان تكون في الخدمة لان اجراءات" تحديثها وصيانتها التي كان يجب ان تخضع لها "لم تتم، بما في ذلك تلك الرامية لضمان السلامة".
وسقطت الطائرة على جزيرة صغيرة على نهر النيل الابيض على مسافة ثمانمئة متر من مدرج مطار جوبا. وقال ماجو هيلاري مسؤول الاتصالات في الصليب الاحمر السوداني الذي تقوم فرقه بجمع الجثث، لوكالة فرانس برس "تم حتى الان انتشال 36 جثة".
واضاف "لا يمكننا التأكيد بان هذه الحصيلة نهائية، لان بعض الحطام ثقيل جدا لا يمكن نقله ويتطلب الات" لا تسمح طبيعة الموقع باحضارها، لكنه لم يستبعد ان يكون هناك ضحايا اخرون ما زالوا تحت قطع من حطام الطائرة.
وتابع هيلاري انه تم سحب شخصين احياء من الهيكل المحطم لكن احدهما توفي لاحقا.
وتمكن مصور لفرانس برس بالتوجه الى الجزيرة حيث لا يمكن التعرف سوى على ذيل الطائرة الابيض على الارض بمحاذاة منطقة حرجية. اما باقي هيكل الطائرة فتطاير لدى ارتطامه بالارض وتناثرت قطع حطام من مختلف الاحجام واختلطت بجثث الضحايا.
وقال مسؤول الصليب الاحمر ان جميع الضحايا من ركاب الطائرة ولم يصب اي شخص على الارض باذى. وبدا ان المنازل الموجودة على بعد عشرات الامتار من الحطام لم تصب باي ضرر.
وافادت وسائل اعلام محلية منها اذاعة مرايا التي تدعمها الامم المتحدة عن احتمال مقتل 40 شخصا.
واعلنت وزارة الخارجية الارمنية "ان خمسة ارمن اعضاء طاقم الطائرة التي تحطمت في جنوب السودان في عداد الضحايا".
وبحسب اذاعة مرايا& فان الطائرة تحطمت بعيد اقلاعها من جوبا متوجهة الى بلدة بالويش الواقعة على بعد 600 كلم شمال جوبا في ولاية اعالي النيل احدى ساحات الحرب الاهلية التي تجتاح جنوب السودان منذ كانون الاول/ديسمبر 2013.
&
- انطونوف تطلب الوصول الى الموقع -
&
يمكن ان تنقل الطائرة حمولة بزنة 18 طنا ويتألف طاقمها مبدئيا من خمسة او ستة اشخاص. لكن من الشائع ان يستقل ركاب في بعض مناطق افريقيا هذه الطائرات الى مناطق نائية.
واكدت المتحدثة باسم شركة انطونوف "طلبنا من جنوب السودان السماح لنا بالوصول الى موقع الحادث"، مضيفة "القرار يعود اليهم. بصفتنا الشركة المصنعة يمكن دعوتنا للمشاركة في التحقيق ام لا".
تعود الطائرة بحسب رقم تسجيلها وعلامة ذيلها الى شركة "الايد سرفيسز ليميتد" وهي شركة نقل بري ونهري وجوي مقرها جوبا.
وتم تجميع الطائرة في طشقند عاصمة اوزبكستان التي كانت جزءا من الاتحاد السوفياتي مثل اوكرانيا.
وكانت الطائرة مسجلة في طاجيكستان، الجمهورية السابقة في الاتحاد السوفياتي، ويضم طاقمها مواطنين من ارمينيا الجمهورية السوفياتية السابقة الاخرى. واكدت وزارة الخارجية الارمنية ان خمسة من مواطنيها لقوا مصرعهم في الحادث.
وقالت مسؤولة في الشركة المصنعة لوكالة فرانس برس ان "انطونوف تراقب حالة طائراتها في كل مكان وتقدم توصيات للصيانة او الاشغال التي يجب القيام بها لتمديد مدة استثمارها (...) وبعد ذلك تقرر سلطات البلد المعني" الخطوات التالية.
وتابعت انه في حالة الطائرة التي تحطمت في جنوب السودان، كانت الشركة على اتصال مع سلطات طاجيكستان.
وقالت الشركة في بيانها ان السلطات الجوية الاوكرانية تنتظر معلومات عن تحطم الطائرة من قبل سلطات جنوب السودان وطاجيكستان لمعرفة ما اذا كان على الشركة المساهمة في التحقيق.
ومطار جوبا هو الاكبر في جنوب السودان ويستقبل رحلات تجارية منتظمة وكذلك طائرات عسكرية وطائرات شحن تنقل مساعدات الى المناطق النائية.
وتعد دولة جنوب السودان من البلدان الاكثر فقرا وتخلفا في العالم. وقد اعلنت استقلالها في تموز/يوليو 2011 بعد عقود من حرب الانفصال مع الخرطوم. لكن خلافات سياسية قبلية على رأس نظام الدولة الفتية اغرقت البلاد مجددا في دوامة حرب اهلية مريعة في 15 كانون الاول/ديسمبر 2013.
واسفرت المعارك والفظائع التي رافقتها عن سقوط الاف القتلى ونزوح اكثر من 2,2 مليون شخص، اي قرابة ربع السكان.
وفي اواخر اب/اغسطس ابرم اتفاق سلام بين المتناحرين لكن المعارك ما زالت مستمرة خاصة في ولايتي الوحدة واعالي النيل شمالا على بعد مئات الكيلومترات من العاصمة.
&
&
التعليقات