حذرت اللّجنة الدولية للصليب الأحمر من خطر المجاعة بجنوب السودان، ودعت لاتخاذ إجراء عاجل لإنقاذ مئات الآلاف من الذين أُجبروا على ترك منازلهم خلال الأسابيع الأربعة الماضية بسبب اندلاع أعمال العنف.

القاهرة: قال تقرير صادر عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن دولة جنوب السودان تواجه خطر المجاعة، مشيراً إلى أن نحو 2.1 مليون شخص تضرروا من أعمال العنف الدائرة هناك، على مدار الأشهر الأخيرة.

استهداف المدنيين

أوضح التقرير، الذي حصلت "إيلاف" على نسخة منه، أن 100 ألف شخص فروا من أعمال العنف خلال الأسابيع الأربعة الماضي، ويُضاف إلى ما يقرب من مليوني شخص أُجبروا على الفرار من منازلهم على مدار الثمانية عشر شهرًا الماضية منذ بدء الأزمة، وقد عبر الكثير منهم الحدود إلى الدول المجاورة: إثيوبيا وأوغندا والسودان وكينيا.

وقال ريك ماركلي، رئيس عمليات اللجنة الدولية لشرق أفريقيا،: "وردت إلينا تقارير تفيد بوقوع هجمات مباشرة على المدنيين، طواقمنا الطبية عاكفة على إجراء عمليات جراحية لإنقاذ الأرواح على مدار الساعة حتى يمكنها استيعاب تدفق الجرحى. الوضع الإنساني في تردٍّ مستمرّ، وأعداد القتلى والجرحى كبيرة، والبعض نزحوا للمرة الثانية أو الثالثة".

لا غذاء ولا ماء

وأضاف: "هناك حاجة ملحّة لاحترام المدنيين من دون شروط، وعلى الأطراف المتحاربة والمجتمع الدولي ووكالات المعونة اتخاذ إجراءٍ فوريٍ ومستدامٍ وواسع النطاق. وهناك حاجة مُلحّة للحصول على الغذاء ومياه الشرب والرعاية الصحية. وإذا لم يتحسن الوضع، فإن أرواح مئات الآلاف من السكان ستكون في خطر".

بحسب التقرير، الوضع يتسم بالخطورة الشديدة بشكل خاص في مقاطعات كوش وميان ديت وروبكونا ولير في ولاية الوحدة، ومقاطعات ملكال وملوط وأكوكا ولونغوشوك في ولاية أعالي النيل، وفي الأجزاء الوسطى والشمالية الشرقية من ولاية جونقلي.

ولا تزال اللجنة الدولية تزود المزارعين بحصص غذائية وبذور وأدوات زراعية؛ وتطلق الحملات لتحصين الماشية وتقديم الرعاية الطبية والجراحية للمجتمعات المتضررة جرّاء القتال.

توزيع مساعدات

ويقدر التقرير الموارد المالية التي تحتاجها اللجنة بـ 23 مليون دولار، تضاف إلى الميزانية الإجمالية التي تبلغ 162 مليون دولار. وتسعى اللجنة إلى توزيع المساعدات الغذائية على زهاء 340 ألف شخص، بينما كانت الخطط المبدئية تستهدف 150 ألفًا، وزيادة توزيع الحبوب وتحصينات الماشية.

ويحتاج نحو 300 ألف إلى توفير البذور والأدوات الزراعية وأدوات صيد السمك، فضلاً عن الحاجة إلى المحافظة على صحة 800 ألف رأس ماشية، بما يضمن الحفاظ على مورد الرزق الذي يعتمد عليه 120 ألف شخص. ويحتاج 180 ألف شخص إلى مياه شرب نظيفة.

ولفتت اللجنة إلى أن جنوب السودان يحتل المركز الثاني بعد سوريا على قائمة البلدان التي تضطلع اللجنة الدولية فيها بعملياتها الميدانية الكبرى حول العالم.