قررت النيابة العامة المصرية حبس رجل الأعمال المصري، صلاح دياب، ونجله توفيق، على خلفية تهم تتعلق بالفساد وحيازة أسلحة نارية من دون ترخيص، وجاء القرار بعد يوم واحد من التحفظ على أموال دياب مالك صحيفة "المصري اليوم"، بالإضافة إلى 17 رجل أعمال آخرين، من بينهم محمود الجمال، والد زوجة جمال نجل الرئيس الأسبق، حسني مبارك، ونجل شيخ الأزهر الراحل جاد الحق علي جاد الحق، بسبب ما نسبته النيابة العامة إليهم من اتهامات تتعلق بالفساد والاستيلاء على أملاك الدولة.

القاهرة: بعد يوم من التحفظ على أمواله، قررت النيابة العامة المصرية حبس رجل الأعمال صلاح دياب ونجله توفيق في اتهامات تتعلق بالفساد والإستيلاء على المال العام وحيازة أسلحة نارية من دون ترخيص.&
&
ونسبت النيابة العامة&لدياب مؤسس جريدة (المصري اليوم)، بالإضافة إلى رجل الأعمال محمود الجمال صهر الرئيس الأسبق حسني مبارك، و15 شخصاً آخر، شركاء في شركتي "صن ست" و"نيو جيزة"، تهمة التربح، والإضرار بالمال العام، والإخلال بعقود أرض منتجع سكني "نيو جيزة" بمدينة 6 أكتوبر بالقاهرة.
&
وحركت النيابة العامة عدة بلاغات قدمت في العام 2011، ضد دياب والجمال وآخرين، ضمن القضية المعروفة إعلامياً بـ"فساد وزارة الزراعة" المتهم فيها الوزير السابق صلاح هلال، ومحمد فودة، طليق الفنانة المصرية، غادة عبد الرازق.&
&
وجاء في التحقيقات أن دياب والجمال وشركاءهما في شركة استثمار عقاري حصلوا على مساحة 1500 فدان بطريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي من وزارة الزراعة بأسعار زهيدة، بهدف استصلاحها وزراعتها، إلا أنهم أخلوا بالعقد وحولوها إلى منتجعات سياحية.
&
ووفقاً للتحقيقات، فإن &دياب مؤسس "المصري اليوم" والجمال صهر مبارك أنشآ شركة "صن ست هيلز للاستثمار" في العام 1995 وحصلا بموجبها على 750 فدانًا بطريق القاهرة- الإسكندرية الصحراوي، من وزارة الزراعة بسعر 300 جنيه للفدان/ أي ما يعادل 37.5 دولارًا أميركيًا، من أجل الاستصلاح والاستزراع. ولفتت التحقيقات إلى أن سعر الفدان في ذلك التوقيت يتراوح ما بين 5 و7 آلاف جنيه.
&
ونسبت النيابة العامة إلى المتهمين تهمة التربح من المال العام، مشيرة إلى أنهم أقاموا منتجعات على الأراضي المخصصة للزراعة، وباعوها بمليارات الجنيهات. وأعتبرت أن ما حصل هو تربح بطريقة غير مشروعة، وإهدار لأموال الدولة.
&
ووجهت النيابة العامة إلى دياب ونجله اتهاماً آخر يتعلق بحيازة أسلحة نارية وذخائر بدون ترخيص، وقررت حبسهما 4 أيام على ذمة التحقيقات في هذا الإتهام، بالإضافة إلى قرار آخر بالحبس في تهم الفساد.
&
وسربت وزارة الداخلية إلى وسائل الإعلام صورة للحظة القبض على صلاح دياب ونجله توفيق، وظهر فيها دياب الأب وهو يقف أمام سيارة مدرعة، ومكبل اليدين بالقيود الحديدية، وهو ما اعتبره اتحاد الصناعات المصري، "صورة سلبية تؤثر بالقطع على مناخ الاستثمار، كما تسيء إلى كل مواطن مصري، وتفتح بابًا للأقاويل وللمشككين الذين لا يبغون أي صالح لمصرنا الحبيبة".
&
وأضاف، الاتحاد في بيان صحافي: "مع ثقة وتقدير اتحاد الصناعات المصرية في القانون المصري ومنظومة الإجراءات القضائية والتي تحفظ حق كل مواطن، أياً كان شأنه، يهيب الاتحاد بوزارة الداخلية والأجهزة الأمنية المعنية الحفاظ على الواجهة الحضارية لمصر، بما لا يتعارض مع أمن واستقرار مصر والمواطن المصري الذي يأتي في مقدمة كل الأولويات، والذي بدون شك لن تقوم قائمة للاستثمار في مصر دون تحقيق أمن واحترام المواطن المصري".
&
وتابع: "اتحاد الصناعات على ثقة كاملة في عدالة القضاء المصري الذي سيأخذ مجراه سواء في إدانة أو تبرئة صلاح دياب".
&
ولم تعلن وزارة الداخلية المصرية القبض على صهر مبارك محمود الجمال، وسط أنباء عن هروبه من مصر منذ فترة، واستقراره وأسرته في سويسرا.
&
وأصدر النائب العام المصري المستشار نبيل صادق، قرارًا بالتحفظ على أموال 18 رجل أعمال، وهم: صلاح دياب مالك صحيفة (المصري اليوم) وزوجته عنيات الطويل، ومدحت جاد الحق علي جاد الحق (نجل شيخ الأزهر الأسبق) وزوجته سوسن وابنته القاصر آية، ومحمود يحيى على الجمال (والد زوجة جمال نجل الرئيس الأسبق حسني مبارك) وزوجته منال أحمد كمال محمد، ووفاء كامل عبد الحميد صميدة، وعمر المختار حسن عمر صميدة ومحمد عبد المنعم صميدة، وفتحي السيد إبراهيم سعد حسن وزوجته ابتسام محمد أحمد ومحمود علي محمود حسين"، أصحاب شركة "صن ست هيلز" مالكة مدينة "نيو جيزة" بمدينة 6 أكتوبر بالقاهرة.
&
ويعد صلاح دياب واحدا من رجال الأعمال البارزين، ويحتكر نحو 70% من توكيلات الشركات الأميركية في مصر، وتضم 43 توكيلاً لمختلف المنتجات. ويتركز نشاطه الأساسي في مجال النفط، ويمتلك شركة "بيكو"، التي حصلت على حقلي "جيسوم" و"الأمل" من وزارة البترول، وقدمت عدة بلاغات للنائب العام حول وجود عمليات فساد ورشوة في عملية شراء الحقلين، إلا أن القضاء برّأ ساحته من تلك الإتهامات.
&
ووجهت إتهامات إعلامية لصلاح دياب حول التطبيع مع إسرائيل، لاسيما أنه يمتلك شركة متخصصة في الزراعة، تستورد أدوات وتقاوى ومستلزمات الزراعة من إسرائيل.
&
وأسس دياب صحيفة "المصري اليوم"، وهي الجريدة اليومية الأبرز في مصر، وادت حملات ضد الفساد، وساهمت في تأجيج مشاعر الغضب ضد نظامي حسني مبارك ومحمد مرسي، كما أنها توجه انتقادات لاذعة لأجهزة الأمن، وتسبب ملف صحافي بعنوان "ثقوب في البدلة الميري" في إثارة غضب وزارة الداخلية. وهو ما أعطى انطباعاً لدى البعض في مصر بأن عملية القبض على دياب تمثل تصفية حسابات سياسية، وليس الفساد وحده.
&
وقال الإعلامي إبراهيم عيسى: "واقعة تثير الريبة بمنتهى الصراحة والوضوح، وبين قوسين ويحصل اللي يحصل".
&
وأضاف في برنامجه على فضائية "القاهرة والناس"، مساء الأحد: "المشهد صعب أن يبتلعه أي صاحب ضمير، ورسالة قميئة". وتابع: "القبض على صلاح دياب فجراً يؤكد أن مصر لم تتغيّر عن صبيحة 24 يناير 2011"، في إشارة إلى اليوم السابق على إندلاع ثورة 25 يناير/ كانون الثاني التي أطاحت بنظام حكم حسني مبارك.
&
وذكر: "أجهزة الدولة تخاصم بغرائزها وعواطفها، وخصومة أجهزة الدولة، معناه أنك ولا حاجة، لو فاكر نفسك إعلامي أو رجل أعمال أو سياسي أو نائب برلمان أو فاكر نفسك بني آدم أنا ممكن أفرمك وأفضحك وأهينك، هذه هي الرسالة".
&

&