&أجمع العلماء ورجال الدين في الجزائر على رفض التصريحات التي اطلقها، مقتدى الصدر، والتي تناولت الأقلية الشيعية في الجزائر، حيث وصفها "بالأقلية المظلومة".


جواد الصايغ: أعرب عدد من رجال الدين الجزائريين، عن غضبهم من التصريحات التي أطلقها، زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، بشأن الشيعة في الجزائر.
&
وكان الصدر قد وصف، شيعة الجزائر، بالأقلية المظلومة، ودعاها إلى توحيد الصف مع المعتدلين والأقليات الأخرى، وعدم الخوف ممن أسماهم "الثلة الضالة"، موجهًا إنتقادات، "إلى تقرير وزارة الخارجية الأميركية، بسبب ما اعتبره تجاهلاً لوجود الشيعة في الجزائر"، وذلك خلال رده على أسئلة طلاب شيعة من الجزائر.
&
هجوم غير مسبوق
وشنّ رجال الدين الجزائريون، هجوماً غير مسبوق على الصدر، وذلك ردًا على تصريحاته، حيث نقلت الشروق، عن الشيخ جلول حجيمي،&الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية إستنكاره لتصريحات مقتدى الصدر، معتبرًا "ان من يدعو إلى تقارب المذاهب، يجب ألا يفسد على مذهب آخر، فالسني لا يفسد على الشيعي، والعكس صحيح، فالزعيم الشيعي، والذي يدعو في كل مرة إلى طيّ صفحات الماضي، يخالف هذه المرة ما تعوّد على ترديده والدعوة إليه".
&
إثبات النفس بالعلم
وقال الشيخ حجيمي، "إن الفتن الطائفية قد مزقت الأمة الإسلامية، وأدت إلى اقتتالها وتناحرها، لذا يجب أن لا نوتّر العلاقات أكثر، كما أن الشيعة في الجزائر دومًا هم أقل من الأقلية، داعيًا "الأقلية الشيعية المحلية الراغبة في الظهور للعلن إلى "إثبات نفسها بالعلم وليس بالتهور"، ومؤكدًا "أن الجزائر تحتوي على 29 ألف مسجد، وأكثر من 6 آلاف مسجد ومدرسة قرآنية في طور الإنجاز على سنة النبي الكريم".
&
اسلوب الصدر مرفوض
كما اشار "إلى أن هذا الأسلوب مرفوض، فإذا كان الصدر يواجه مشاكل مع جماعة الإخوان في المملكة العربية السعودية، فعليه أن لا يقحم الجزائر في أمور لا تعنيها، فهي لم تتدخل من قبل في العراق"، مضيفًا "أن على الصدر إعادة النظر في كلامه، وأن يحل الأزمات التي تعانيها منطقته من قتل وسفك للدماء، قبل أن يتحدث عن الجزائر، فإذا كان الشيعة يعتبرون أنفسهم مدافعين عن أهل البيت، فالسنيون أولى منهم بالدفاع عن أهل البيت الكرام".

تهديد للجزائر
بدوره، اعتبر رئيس النقابة المستقلة للأئمة الشيخ جمال غول، "بيان مقتدى الصدر تهديدًا للجزائر لإقراره وتصريحه بوجود الشيعة في الجزائر، وهذا خلافًا لما تقوله وزارة الشؤون الدينية"، وأردف الشيخ غول، "إن قيامه بأمرهم وتوجيههم هذا تهديد ثانٍ وتحريض على ممارسة طقوسهم وسعي إلى تغليب جماعتهم، لذا من الضروري على السلطة أخذ الإجراءات الضرورية وعدم تمكين هذه الأقليات التي تشكل خطرًا على النسيج الاجتماعي الجزائري ومذهبها، فهذه المذاهب ستهدد وحدة الجزائر وتدخلها في قائمة الدول التي تعاني من الفتن والأزمات الطائفية.
&
&
تاريخ أسود في إشعال الفتن
الشيخ سلطان بركاني، إمام مسجد ابن تيمية، في ولاية قسنطينة، أكد أنّ "الكلمة التي كتبها مقتدى الصّدر، في إجابةٍ له عن رسالةٍ بعث بها إليه من أطلقوا على أنفسهم مجموعة من الطلبة الجزائريين في حوزة النّجف، يلتمسون فيها توجيه نصيحة إلى متشيّعي الجزائر، الذين يبدو من كلمات الرسالة الموجّهة باسمهم أنّهم يسعون إلى تدويل ما يزعمون أنّها مظلومية يعيشونها في الجزائر، لتتبنّاها الهيئات الدولية المعنية بالحريات الدينية للأقليات".
&
وأضاف، " هذه الكلمة التي وجّهها الصّدر، تمثّل تطوّرًا خطيرًا، يتحتّم على الجهات المعنية بهذا الملفّ، أخذه&في الاعتبار، خاصّة وأنّها صادرة من شخص لا يمثّل مرجعية دينية كبيرة، لكنّه يمثّل مرجعية طائفية بامتياز، بالنّظر إلى تاريخه الأسود في إشعال الفتنة الطائفية في العراق الجريح، وفي تسليط ميليشياته المسلّحة، ليس لحرب المحتلّ الأميركيّ، وإنّما لممارسة التّطهير الطّائفيّ في أبشع صوره".
&
كما دعا بركاني، الجزائريين إلى "التنبّه إلى ما ورد في كلمة الصّدر من تحريض خطير للمتشيّعين على التّحالف مع الأقليات الأخرى في الجزائر، وعلى الفتنة بين أهل السنّة، والتمترس خلف بعض التوجّهات، لحرب توجّهات أخرى تقف في وجه المشروع الشّيعيّ في هذا البلد السنيّ".