&بعد الفوز الذي حققه حزب العدالة والتنمية في الإنتخابات الأخيرة، تشهد أحزاب المعارضة بعض البلبلة الناجمة عن تراجعها الشعبي الواضح، فيما تشير التحليلات إلى مستقبل مظلم لهذه الأحزاب.


إيلاف – متابعة: اثارت الهزيمة الانتخابية التي منيت بها المعارضة التركية امام حزب الرئيس رجب طيب إردوغان في الانتخابات النيابية، بلبلة في صفوفها، حيث ارتفعت اصوات تطالب بتغيير قياداتها.

&
وخلافًا للتوقعات، استعاد حزب العدالة والتنمية الاسلامي المحافظ الحاكم، في الاول من تشرين الثاني (نوفمبر)، الاكثرية المطلقة في البرلمان، بعد خسارتها قبل خمسة اشهر، واُعتبرت هذه النتيجة رفضًا قاسيًا لسائر خصومه الذين راهنوا على انهاء تفرده بالحكم طوال 13 عامًا.
&
لا استقالة
بالرغم من هذه الهزيمة الجديدة، سارع قادة الاحزاب الثلاثة المعارضة الممثلة في البرلمان الى الاعلان بأنهم لن يستقيلوا.
&
وصرح مدير مكتب صحيفة "حرييت" في انقرة، سركان دميرتاش، ان "لا وجود لمفهوم الاستقالة في تركيا"، واوضح ان "المسؤولين السياسيين لا يريدون التخلي عن مناصبهم بعد الهزيمة، ولا يلومون انفسهم على اي خطأ"، فيما أثارت تصريحات على غرار "أنا هنا وسأبقى"، موجات احتجاج في الهيئات القيادية.
&
الرئيس الضعيف
&
وبرزت التصدعات الاولى في صفوف حزب الشعب الجمهوري (اشتراكي ديموقراطي)، الوحيد الذي حسن نتيجته مقارنة مع انتخابات 7 حزيران (يونيو) الماضي، حيث اكتسب 400 الف صوت اضافي (25,3%)، فحصل على 134 مقعدًا من أصل 550.
&
غير ان بعض اوساط الحزب تعتبر رئيسه كمال كيليتشدار اوغلو، الموظف الكبير السابق، لينًا، ولا يقارن بالشراسة السياسية لإردوغان.
&
وبعد تراجع صدمة الهزيمة اطلق النائب محرم اينجه حملة ضد كيليتشدار اوغلو، الذي مني بهزيمته الانتخابية السادسة منذ توليه رئاسة الحزب الذي اسسه كمال اتاتورك نفسه.
&
وقال اينجه بحدة: "هل تقبلون ان يمثلكم في المرة السابعة محام خسر قضيتكم ست مرات؟" وتابع: "حزب الشعب الجمهوري يعاني من مشكلة مصداقية، وينبغي ان يحاسب المسؤولون عن هذا الفشل امام المندوبين".
&
إلى ذلك، لقيت دعوة اينجه صداها في بعض الأوساط، فقد اعلن نائب آخر، وهو مصطفى بلباي، الصحافي المعروف الذي امضى خمس سنوات في السجن بتهمة محاولة الانقلاب على النظام الحالي، انه سيترشح لرئاسة الحزب في مؤتمره المقبل في كانون الاول (ديسمبر).
&
الخاسر الأكبر
&
وتشهد حركة العمل القومي (يمين) اجواء على قدر مماثل من التوتر، فالحركة هي الخاسر الاكبر في استحقاق الاول من تشرين الثاني (نوفمبر) مع تراجع نتيجتها بنسبة 5%، وخسارة نصف مقاعدها تقريبًا في البرلمان (41 مقابل 80 قبل خمسة اشهر).
&
وهنا ايضًا، اعرب رئيس الحزب، منذ حوالى 20 عامًا، دولت بهجلي، بوضوح عن نيته الاحتفاظ بمنصبه ايًا تكن الظروف، وقال: "لن اتراجع"، علمًا ان الصحافة تطلق عليه احيانا كنية "السيد لا"، منذ رفضه القاطع المشاركة في ائتلاف حكومي بعد استحقاق حزيران (يونيو)، فيما بدا متكتما منذ الاول من تشرين الثاني (نوفمبر)، وقد اقال "المتمردين" في صفوف حزبه، كي يصل الى مؤتمر الحزب المقبل، في 2017، بهدوء.
&
الوضع الأمني
&
اما حزب المعارضة الثالث والاخير، اي حزب الشعوب الديموقراطي (المناصر للاكراد)، فقد تمكن من الحفاظ على عدد كبير من مقاعده، لكنه خسر مليون صوت، ولم يعد لديه اكثر من 59 مقعدًا مقابل 80 في السابق.
&
وبرر رئيس الحزب، الذي يتمتع بكاريزما واسعة، صلاح الدين دميرتاش، هذا التراجع بخطر الهجمات التي اجبرته على الحد من انشطة حملته، لا سيّما بعد العملية الانتحارية التي اسفرت عن مقتل 102 من انصار القضية الكردية في العاصمة انقرة، في 10 تشرين الاول (اكتوبر)، لكن عليه في جميع الاحوال مغادرة منصبه في كانون الثاني (يناير)، نظرًا الى حظر النظام الداخلي للحزب تولي شخص واحد اكثر من ولايتين متواليتيّن.
&
وسط هذه الاجواء، يبدو مستقبل المعارضة مُظلمًا في تركيا، فيما لا يرى المحللون تحسنا في المستقبل القريب، فيما اكد المحلل سونير تشاغابتاي، من معهد واشنطن للابحاث، أن "وضع حزب العدالة والتنمية&&يده على البلاد، وعلى القسم الاكبر من الناخبين اليمينيين، ومن بينهم ناخبو يمين الوسط، لا يبدو أنه سيتغيّر قريبًا".
&