أعلنت ولايات اميركية جمهورية عدة، تكساس واركنسو والاباما ومشيغن، رفضها استقبال لاجئين سوريين مبدية قلقها من حصول اعتداءات مماثلة لتلك التي ضربت باريس، فيما حذر الرئيس باراك اوباما من مغبة الخلط بين "اللاجئين و"الارهاب".


إيلاف - متابعة: في رسالة الى الرئيس اوباما الاثنين ابلغه حاكم ولاية تكساس ان ولايته "لن تقبل لاجئين من سوريا على اثر الهجوم الارهابي القاتل في باريس".

واوضح حاكم هذه الولاية الواقعة في جنوب البلاد والحدودية مع المكسيك "يبدو ان +لاجئا+ سوريا شارك في الهجمات الارهابية في باريس. والتعاطف الانساني الاميركي قد يستغل لتعريض الاميركيين لخطر قاتل مماثل".

واعلن حاكم ولاية اركنسو الجنوبية اسا هاتشينسون بدوره الاثنين على تويتر انه "سيعارض ان يقيم لاجئون سوريون في اركنسو".

لكن الرئيس اوباما دعا الاثنين من تركيا الى عدم الخلط بين "اللاجئين" و"الارهاب".

وقال اوباما امام الصحافيين في ختام قمة مجموعة العشرين في مدينة انطاليا التركية ان "الذين يهربون من سوريا هم اكثر المتضررين من الارهاب، انهم الاكثر ضعفا" وان "من الضروري جدا الا نغلق قلوبنا لضحايا عنف كهذا (...) او ان نمزج بين ازمة اللاجئين وأزمة الارهاب".

واضاف انه "امر مخجل" عندما "اسمع اناسا يقولون ان بامكاننا فقط استقبال المسيحيين وليس المسلمين"، مستطردا "هذا ليس اميركيا، انه ليس نحن".

والاحد قرر حاكم ولاية الاباما (جنوب) روبرت بنتلي رفض استقبال لاجئين سوريين.

وقال "بعد التدقيق في الهجمات الارهابية في نهاية الاسبوع ضد المواطنين الابرياء في باريس، ساعارض اي محاولة لنقل اللاجئين السوريين الى ولاية الاباما"، مضيفا في بيان "لن اكون شريكا في سياسة من شانها ان تضع المواطنين في الاباما في خطر".

واعلن حاكم ولاية مشيغن (شمال) ريك سنايدر قرارا مماثلا الاحد "نظرا للاوضاع الرهيبة في باريس".

وقال في تصريح نقلته وسائل الاعلام انه أصدر تعليمات للكف عن "قبول اللاجئين الجدد حتى تكمل وزارة الامن الداخلي مراجعتها الشاملة للاجراءات الامنية".

وتضم ولاية مشيغن احدى اكبر الجاليات من اصول شرق اوسطية.

ووفقا لكبرى صحف مشيغن "ديترويت فري برس"، فقد تم اسكان بين 1800 و2000 لاجئ في الولاية خلال العام الماضي، بينهم نحو مئتي سوري.

والهجرة الى الولايات المتحدة تشكل موضوع جدل هاما في الحملة الانتخابية الرئاسية.

واكد مرشحون جمهوريون الى الانتخابات التمهيدية للرئاسة الاميركية الاحد انه ينبغي على الولايات المتحدة الا تستقبل لاجئين سوريين خشية ان يندس عناصر من تنظيم الدولة الاسلامية بينهم.

لكن مسؤولا في البيت الابيض قال ان بلاده لن تواجه مثل هذا الخطر، وان عدد اللاجئين الذين سيتم استقبالهم في الولايات المتحدة محدود واجراءات التحقق منهم "مشددة".

وقال نائب مستشار الامن القومي للرئيس الاميركي بن رودس لفوكس نيوز الاحد "لا يمكن ان نغلق ابوابنا امام هؤلاء الناس".

واعلنت الولايات المتحدة مطلع ايلول/سبتمبر انها ستستقبل عشرة آلاف لاجئ سوري بحلول تشرين الاول/اكتوبر من العام 2016، في مقابل 1800 لاجئ فقط منذ العام 2011.

الأمم المتحدة
انتقدت الامم المتحدة الاثنين الدعوات لطرد طالبي اللجوء القادمين من سوريا بعد اعتداءات باريس معتبرة ان هذا الامر "ليس الحل".

وقال المتحدث باسم الامم المتحدة ستيفان دوجاريك "يمكن ان نفهم ان بعض الدول تأخذ اجراءات لحماية مواطنيها من الارهاب بكافة اشكاله".

واضاف "لكن التركيز على اللاجئين يعني على اناس ضعفاء هم انفسهم فروا من العنف ليس الحل". واوضح "هؤلاء الناس فروا تحديدا من التدمير الذي يمارسه تنظيم الدولة الاسلامية" الذي تبنى الاعتداءات التي وقعت الجمعة في باريس واوقعت 129 قتيلا ومئات من الجرحى.

&