تواصل& القوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، مدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، هجوما بدأ الاثنين لاستعادة محافظة تعز في جنوب البلاد من المتمردين الحوثيين.


إيلاف - متابعة: أدت المعارك التي بدأت الاثنين الى مقتل 30 شخصا، وفقا لحصيلة اولية.

وتعد العملية ابرز هجوم لقوات هادي والتحالف التي تحاول استعادة زمام المبادرة الهجومية، منذ بدئها عملية عسكرية في محافظة مأرب (وسط) في ايلول/سبتمبر.

ولم تتمكن قوات التحالف بعد من طرد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح من مأرب، وهو ما يشكل مفتاحا للتقدم نحو صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون منذ ايلول/سبتمبر 2014.

وقال قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء احمد سيف اليافعي "بدأت عملية عسكرية لتحرير تعز خصوصا بعد وصول التعزيزات العسكرية للتحالف العربي، والمقاومة والجيش الوطني (في اشارة الى القوات الموالية لهادي) الى اطراف محافظة تعز من المحورين الجنوبي والغربي".

وقتل تسعة متمردين على الاقل وخمسة من القوات الحكومية بينهم ملازم في الجيش، خلال معارك في محيط منطقة الوازعية بين محافظتي لحج وتعز حيث استعاد الموالون للحكومة موقعين استراتيجيين من الحوثيين، بحسب مصادر عسكرية.

وعلى جبهة اخرى، قتل 16 مواليا للحكومة في انفجار عبوة زرعها المتمردون لحظة مرور قافلتهم في منطقة ذباب الواقعة على البحر الأحمر، بحسب ما افاد عسكريون موالون.

وتشكل محافظة تعز البوابة بين شمال اليمن وجنوبه، ويتبع لها ميناء المخا على الضفة الشرقية لباب المندب. ويحاصر المتمردون وحلفاؤهم مدينة تعز، مركز المحافظة وثالث كبرى مدن البلاد، منذ اشهر.

تعزيزات وغارات للتحالف

وانطلقت العملية من محاور الجنوب الشرقي والجنوبي والغربي، بمشاركة "عشرات المدرعات والآليات العسكرية التابعة للتحالف العربي".

ونفذ طيران التحالف غارات جوية عدة لدعم العملية البرية، تركزت على تجمعات الحوثيين وقوات صالح ونقاط التفتيش التابعة لهم، لا سيما في منطقتي الراهدة والمخا، بحسب المصادر العسكرية اليمنية.

وياتي بدء الهجوم بعد وصول تعزيزات من قوات موالية لهادي واخرى من التحالف، الى اطراف محافظة تعز من مدينة عدن الساحلية (جنوب)، والتي اعلنها هادي عاصمة موقتة بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء.

وبحسب مسؤول عسكري يمني، "تمكنت قوات التحالف العربي المدعومة بالآليات والعربات العسكرية وكاسحات الألغام الاثنين من التقدم الى منطقة الشريجة القريبة من مدينة الراهدة" جنوب تعز، واضعا ذلك في اطار "حملة عسكرية واسعة (...) بهدف تحرير محافظة تعز".

واكد المصدر ان القوات السودانية التي كانت مرابطة في قاعدة العند العسكرية في محافظة لحج المجاورة، والتي استقدمت تعزيزات في الايام القليلة الماضية، تشارك في عمليات "تحرير محافظة تعز".

واوضح ان التحالف دفع بتعزيزات "ضخمة" الاحد من مدينة عدن التي استعاد السيطرة عليها مع قوات هادي بشكل كامل في تموز/يوليو.

وفي مديرية ذباب الساحلية في محافظة تعز، تمركزت قوات التحالف في منطقة العمري استعدادا لشن هجوم محتمل على مدينة المخا ومينائها اللذين يسيطر عليهما الحوثيون والقوات الموالية لصالح، بحسب المصدر.

وبدأ التحالف العربي بقيادة السعودية شن ضربات جوية ضد الحوثيين والقوات الموالية لصالح منذ آذار/مارس، ووفر لقوات هادي دعما ميدانيا.

وكانت القوات الموالية لهادي استعادت في تموز/يوليو بدعم من التحالف، مدينة عدن الساحلية التي كانت اجزاء منها بيد الحوثيين وقوات صالح، اضافة الى اربع محافظات جنوبية هي لحج والضالع وأبين وشبوة.

وفي ايلول/سبتمر، بدأ التحالف عملية واسعة لاستعادة محافظة مأرب شرق صنعاء. وسيطرت هذه القوات على مدينة مأرب، الا ان الحوثيين لا يزالون يتواجدون في مناطق عدة، ويتحصنون في مناطق جبلية وعرة.

ومنذ نهاية آذار/مارس، ادى النزاع الى سقوط اكثر من خمسة آلاف قتيل، بينهم 2600 مدني على الاقل، اضافة الى نحو 25 الف جريح، بحسب تقديرات الامم المتحدة.

"نقاش" حول مباحثات السلام

وتواجه المنظمة الدولية تحديات في اطلاق مباحثات السلام التي اعلن امينها العام بان كي مون ان مبعوثه اسماعيل ولد الشيخ احمد، يعتزم تنظيمها على الارجح في سويسرا هذا الشهر.

وفي حين كان من المتوقع ان تعقد المباحثات منتصف الشهر، لم يتحدد اي موعد لها بعد.

وقال مصدر في الامم المتحدة رفض كشف اسمه "تبقى بعض الجوانب المبهمة، نحن في مرحلة النقاش داخل الاطراف" المعنية بالنزاع.

وكان وزير الخارجية اليمني رياض ياسين اعتبر في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر ان المتمردين الحوثيين "ليسوا جديين" في مباحثات السلام، وذلك بعدما تمكنوا قبل ذلك بايام من استعادة بعض المناطق التي فقدوا السيطرة عليها في جنوب البلاد، ابرزها دمت، ثاني كبرى مدن محافظة الضالع.