هاجم مسلح مبنى وزارة البيشمركة الكردية في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق الشمالي، ثم ما لبث أن أطلق النار على نفسه منتحرًا من دون أن يخلِّف الحادث خسائر مادية أو بشرية.
أسامة مهدي: هاجم المسلح مبنى وزارة البيشمركة في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان الشمالي قبل أن يقدم على الانتحار. وقالت مصادر كردية إن المهاجم أطلق حوالى ثلاثين رصاصة من بندقيته الكلاشينكوف باتجاه مبنى الوزارة، ثم أطلق النار على نفسه. وأضافت أن الهجوم لم يسفر عن أضرار مادية أو بشرية.
وقال نائب رئيس أركان البيشمركة، اللواء سالار محمد جبار: "قام صباح اليوم الجمعة شخص بإطلاق النار على وزارة البيشمركة". وأضاف أن "شخصًا مدنيًا أطلق النار على وزارة البيشمركة، وقام حراس الوزارة بالرد عليه".. متابعًا أن "المهاجم قام بالانتحار عبر إطلاق النار على نفسه"، كما نقلت عنه وكالة رووداو الكردية.
وأشار نائب رئيس أركان البيشمركة إلى أن القوات الأمنية ألقت القبض على السائق، الذي رافق المهاجم، وصادرت السيارة، وهي من نوع (بيك آب نيسان). من جهته، أوضح أحد حراس الوزارة أن المهاجم أطلق نحو 30 طلقة نارية على مقر الوزارة.. مضيفًا أن "السائق نفى أية صلة قرابة له بالمهاجم".
وقد قام عناصر جهاز مكافحة الجريمة بنقل الجثة إلى الطب العدلي، حيث تشير المعلومات الأولية إلى أن المهاجم يدعى (عبد الرحمن ياسين)، وهو من مواليد عام 1983، وكان يعمل في أحد المخابز في منطقة هفالان، مضيفًا أن والد المهاجم قال إن ابنه كان مصابًا بالسرطان.
وفي نيسان (إبريل) الماضي، استهدف هجوم القنصلية الأميركية في وسط مدينة أربيل، ونفت واشنطن أن يكون بين القتلى أو الجرحى مواطنون أميركيون. وأصدرت السلطات الأمنية في أربيل بيانًا أوضحت فيه تفاصيل الهجوم الذي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية، والذي أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص. وقالت إن "الهجوم وقع أمام مقهى نيلي القريب من القنصلية الأميركية في حي عين كاوه، حيث قام انتحاري بتنفيذه بوساطة سيارة مفخخة، إذ قام بتفجير السيارة، لما لاحظت قوات الأمن الأمر".
وفي الرابع عشر من الشهر الحالي، أعلن مجلس أمن اقليم كردستان عن إفشال محاولة لخلية تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" داعش لتنفيذ تفجيرات عدة في أربيل. وعرض المجلس اعترافات أعضاء الخلية، الذين أقرّوا بتلقيهم تدريبات ضمن صفوف داعش في قضاء الحويجة، وعزمهم تنفيذ تفجيرات في أربيل.
المعتقلون الثلاثة هم: جاسم محمد عطية مطر، المعروف باسم مهند، وبشار محمود نايف علي، المعروف باسم عبدو، وإحسان أحمد علي جاسم، وجميعهم يقطنون في مدينة كركوك. وتم اعتقال هؤلاء، خلال عملية أمنية خاصة عقب شن مسلحي داعش هجومًا على قضاء الدبس، وسيطرتهم على عدد من المباني الحكومية في الثالث من الشهر الحالي، فيما قتل شخص رابع، كان على صلة بهم، واسمه آراس سعيد مجيد فرج، خلال غارة للتحالف الدولي.
وتنامت قوات البيشمركة مع اتساع الحركة القومية الكردية وإعلان الثورة في بداية الستينيات، وأصبحت جزءًا من الهوية الكردية العامة، للدفاع عن الحقوق القومية والمطالبة بتوسيعها. ودخلت في البيشمركة في حروب مع القوات الحكومية العراقية في مراحل متعددة، كما انخرطت فصائلها في اقتتال داخلي بين الفصائل الكردية في مراحل أخرى.
وبعد تشكيل حكومة إقليم كردستان في شمال العراق في بداية التسعينيات بعد الانتفاضة الواسعة التي شهدها العراق في الجنوب والشمال إثر حرب الكويت، أصبحت قوات البيشمركة جزءًا من مؤسسات حكومة الإقليم متحولة إلى قوة نظامية. ويعتقد حاليًا أن عدد عناصر البيشمركة يصل إلى نحو 190 ألف مقاتل.
&
التعليقات