نأى إقليم كردستان العراق بنفسه عن التحالف الرباعي العسكري العراقي الروسي الإيراني السوري للتنسيق في مواجهة تنظيم داعش، مؤكدًا أنه ليس جزءًا منه، ولم يتم التباحث حوله مع أربيل.. فيما أعلن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أن بغداد ستكون مركز تنسيق العمليات الروسية في سوريا.
أسامة مهدي: قال الأمين العام لوزارة البيشمركة الكردية الفريق جبار ياور في تصريحات صحافية الاربعاء، إن قوات البيشمركة الكردية ليست جزءًا من تحالف الجيوش العراقية الروسية الايرانية السورية، الذي تشكل أخيرًا بين العراق ورسيا وايران وسوريا، وأنشأ مركزًا للمعلومات الاستخبارية للتنسيق في ما بينها لمواجهة تنظيم داعش. وقال: "لم يتمّ اطلاعنا على المركز وانشائه ومهامه مسبقاً أو اخذ رأينا فيه، ولذلك ليس لدينا اي ممثل في هذا التحالف".
يذكر ان قوات البيشمركة الكردية تخوض معارك ضارية ضد مسلحي داعش في مناطق شمالية عراقية واجزاء من اقليم كردستان، وشنت اليوم هجومًا عسكريًا واسعًا من ثلاثة محاور في مناطق غرب كركوك، بهدف السيطرة على مرتفعات الغرة وتسع قرى خاضعة لنفوذ داعش هناك، وهي منطقة استراتيجية، وإذا تمت السيطرة عليها ستتم استعادة 25 قرية من سيطرة التنظيم، الذي تواصل طائرات التحالف شن غارات جوية ضد مواقعه منذ ثلاثة ايام.
وزير الدفاع الروسي: بغداد ستكون مركز تنسيق عملياتنا بسوريا
من جهته، اعلن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو اليوم ان بغداد ستكون مركز تنسيق العمليات الروسية في سوريا. وقال شويجو في تصريح صحافي إن "بغداد ستكون مركز تنسيق العمليات الروسية في سوريا".
في سياق متصل، نقلت وكالة "انترفاكس" الروسية عن وزارة الدفاع الروسية قولها إنها تتبادل "المعلومات بشأن الضربات الجوية في سوريا مع أميركا من خلال مركز بغداد".
على الصعيد نفسه، وافق مجلس الاتحاد الروسي "الدوما" على استخدام القوات المسلحة خارج حدود البلاد بناء على طلب الرئيس فلاديمير بوتين بالسماح باستخدام القوات الجوية الروسية خارج الحدود بما فيها سوريا. وقال مدير الديوان الرئاسي سيرغي إيفانوف إن "القرار يطال السماح باستخدام القوات الجوية في سوريا".
وكانت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو قالت في مستهل جلسة الاتحاد المغلقة الأربعاء،&سننظر في مسألة تتعلق باستخدام القوات الجوية التابعة للاتحاد الروسي خارج حدود البلاد".
يذكر أن مجلس الاتحاد الروسي وافق بالإجماع في آذار (مارس) عام 2014& على طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن استخدام قوات مسلحة روسية في جمهورية القرم ذاتية الحكم قبل انضمامها إلى الاتحاد الروسي حتى تحقيق الاستقرار في هذه المنطقة. وأشار مسؤولون روس آنذاك إلى أن إعطاء هذا التفويض لا يعني أن روسيا ستستخدم قواتها بالفعل.
وتم امس الاعلان عن بدء وصول طلائع الخبراء العسكريين الروس والايرانيين والسوريين الى بغداد لبدء نشاط المركز الدولي الاستخباري الرباعي. وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الاثنين الماضي ان العراق قد أنشأ مركزاً لجمع المعلومات الاستخباراتية للتصدي لتنظيم داعش بالتعاون مع روسيا وسوريا وايران والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الاميركية.
اضاف "قد انشأنا لجانًا استخبارية عدة مع دول إقليمية واوروبية والتحالف الدولي".. مبيناً ان "داعش منظمة إرهابية، وعلينا أن نوفر الجهد الاستخباري للقضاء عليها، وهذه الدول لها مصلحة في ذلك، لان التنظيم يهدد امنها وامن العالم بأجمعه". وأكد أن هناك "اهتمامًا من روسيا الاتحادية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة بما يخص التصدي لداعش، وقد رحبنا بهذا الاهتمام من خلال الخلية الاستخبارية التي تشترك بها هي وإيران وسوريا والعراق، إضافة الى التحالف الدولي وباقي الدول في المنطقة".
مهام مركز المعلومات الرباعي في بغداد
وتشير مصادر عسكرية إلى أن الوظائف الأساسية للمركز الرباعي في بغداد تتركز على جمع ومعالجة وتحليل المعلومات عن الوضع في منطقة الشرق الأوسط في سياق محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" مع توزيع هذه المعلومات على الجهات ذات الشأن، وتسليمها إلى هيئات أركان القوات المسلحة للدول المشاركة في المركز.
واشارت الى أن إدارة المركز ستكون بالتناوب بين ضباط من روسيا وسوريا والعراق وإيران، على أن لا تتجاوز فترة إدارة كل طرف ثلاثة أشهر، وخلال الأشهر الثلاثة الأولى، سيقوم الجانب العراقي بهذه المهمة، وفقًا لما تم الاتفاق عليه بين الدول الأربع. وقالت إن إنشاء المركز المعلوماتي سيصبح خطوة مهمة عن طريق جمع جهود دول المنطقة في مواجهة الإرهاب الدولي وتنظيم "داعش" في المقام الأول.
وأضافت المصادر أن نجاح عمل المركز سيخلق في الأفق القريب ظروفًا مواتية لتشكيل لجنة تنسيق على أساسه لضمان التخطيط العملياتي وإدارة قوات روسية وسورية وعراقية وإيرانية في محاربتها لداعش.
من جانبه، اعتبر ليونيد إيفاشوف، المدير السابق لقسم التعاون العسكري الدولي في وزارة الدفاع الروسية، أن قرار إنشاء مركز معلوماتي في بغداد جاء نتيجة لاتفاقات تم التوصل إليها بين الدول الأربع منذ زمن طويل. وفي تصريح لوكالة "إنترفاكس"، قال إيفاشوف إنه "كانت ثمة خطط لضمان تنسيق معين في إجراء عمليات عسكرية، وخاصة بين سوريا وروسيا وإيران. أما الآن فجرى توزيع الوظائف، الأمر الذي يسمح بالحديث عن إنشاء مركز للتخطيط العملياتي".
وأشار الخبير إلى أن دور روسيا وإيران سيتلخص في بلورة توصيات تخص خوض عمليات قتالية للدولتين المحاربتين، هما العراق وسوريا.. وقال: "يجب ألا نهتم أكثر من اللازم بموقف الأميركيين. إن الحق في الدفاع الفردي والجماعي مسموح به وفقًا لميثاق الأمم المتحدة، والجميع يدرك أن الأميركيين هم الذين يقفون وراء كل هذه الطبخة ضد سوريا والعراق، ومن المستبعد أن يساهموا في عمل المركز بأي شكل من الأشكال".
يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عرض في نهاية حزيران (يونيو) الماضي على قادة سوريا ودول المنطقة، ومن ضمنها تركيا والأردن والسعودية، تشكيل تحالف في الحرب ضد داعش.
وكان مصدر عسكري دبلوماسي في موسكو قد كشف السبت الماضي عن اتفاق بين روسيا وسوريا والعراق وإيران لإنشاء مركز معلوماتي في بغداد يضم ممثلي هيئات أركان جيوش الدول الأربع لدعم نظام الرئيس السوري بشار الاسد من السقوط بعد اقتراب القوات المعارضة من العاصمة دمشق.
&
&
التعليقات