أكدت منظمة التكافل الإنساني في اليمن والتي تعد الشريك الاستراتيجي مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عن وصول ما يزيد عن 65 ألف أفريقي إلى سواحل اليمن منذ بداية العام الجاري.


في حديث خاص مع "إيلاف" قال رئيس منظمة التكافل ناصر سالم باجنوب الحميري إن 15% فقط من هذا العدد لاجئون، بينما البقية مهاجرون اقتصاديون غالبيتهم إثيوبيون.
&
وحذر مدير شرطة محافظة شبوة العميد احمد صالح عمير من التقاعس أمام تلك الافواج الافريقية التي تتدفق على اليمن بشكل غير قانوني، مشيرا إلى ان الحوثيين فتحوا معسكرات لتجنيد وتدريب هؤلاء الأفارقة للزج بهم في الحرب الجارية بين قوات الحكومة اليمنية الشرعية والميليشيات الانقلابية.
&
إيلاف ترصد ميدانيا ملف الهجرة الافريقية الى اليمن:&
&
شريك استراتيجي&
&
يقول رئيس منظمة التكافل ناصر سالم باجنوب الحميري إلى أن مناطق الوصول الرئيسة للوافدين هي سواحل محافظتي حضرموت وشبوة على ساحل البحر العربي ومنطقة باب المندب على ساحل البحر الأحمر.
&
واستطرد رئيس مؤسسة التكافل في حديثه لـ "إيلاف" قائلاً: "بطبيعة الحال جمعية التكافل الانساني وانطلاقا من اهدافها التي انشئت من اجلها وشراكتها الاستراتيجية مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فان عملنا الانساني يحتم علينا تقديم المساعدات الضرورية للاجئين بعد وصولهم الأراضي اليمنية، وهذه هي مسؤولية المفوضية الأساسية تجاه اللاجئين المعترف بهم والتي ننفذ نحن جوانب منها كشركاء للمفوضية، وهو تقديم الحماية للاجئين الواصلين إلى الأراضي اليمنية، وهذا ما نقوم به علی ارض الواقع، ونعني هنا بالحماية هو تقديم الخدمات الضرورية للاجئين من ماء ودواء وغذاء ومأوی موقت وتسجيل ومساعدة في وصولهم لمراكز التسجيل والمخيم الدائم بخرز محافظة لحج".
&
&وحول علاقة المنظمة بهذه الهجرة الوافدة من دول القرن الأفريقي قال: "علاقتنا باللاجئين هي تقديم الحماية التامة لهم، &وعلاقاتنا بالمهاجرين تقديم خدمات انسانية فقط لاختلاطهم باللاجئين حتی يتم فرزهم في مراكز التسجيل ومعرفة المهاجر من اللاجئ وبالتالي تخلى مسؤوليتنا تماما وتصبح مسؤولية الدولة التعامل معهم، &وبالتأكيد كل عملنا يتم بالتنسيق التام مع السلطات المحلية والأمنية منذ وصولهم الی الاراضي اليمنية والی اكمال تسجيلهم في مراكز التسجيل".
&
&وعن سؤال ل "إيلاف" حول وضع المهاجرين غير الشرعيين، فنّد رئيس منظمة التكافل ذلك بقوله: "ما يتعلق بالمهاجرين فهناك سوء فهم وخلط بين الأمرين، فأي مهاجر غير شرعي يدخل الاراضي اليمنية من مهمة الدولة اليمنية التعامل معه وفق القوانين السارية، وعلاقتنا نحن بهم انسانية بحتة فعندما تأتي مجموعة لاجئين ومهاجرين في قارب واحد، يتم التعامل معهم كوضع انساني واحد لا يحتمل التمييز علی الارض بعد الوصول حتى يتم الفرز من قبل المتخصصين بمراكز التسجيل ويتم تحديد اللاجئ، ومن &طالب اللجوء، ومن المهاجر، وعندها تُخلی مسؤوليتنا من المهاجرين تماما ولا علاقة لنا بهم، وتستمر رعايتنا للاجئين الی ان تسلم لهم استمارة التسجيل الأولى من مراكز التسجيل، ومن ثم لهم حق الاختيار بين التوجه الی المخيم الدائم في محافظة لحج، وان اختاروا ذلك فنحن نساعدهم للوصول الى المخيم، وان تم اختيار ان يكون لاجئا حضريا ويتوجه الی المدينة التي يرغب بالتوجه لها، فالقانون يسمح له بذلك الحق مادام هو لاجئا".
&
وأوضح ان هناك صنفا آخر وهم &طالبو اللجوء من المهاجرين وهؤلاء لا يشكلون الا 4% من المهاجرين، وهم من يتقدمون الى مكاتب المفوضية السامية بطلب اللجوء لأسباب معينة في بلده.
&
مشيرا إلى أن هذه الفئة و بموجب اتفاقية موقعة بين المفوضية ووزارة الداخلية اليمنية يعطی لهم تصريح لمدة عشرين يوما لمساعدتهم بالوصول الی احد مكاتب المفوضية في صنعاء او عدن لمتابعة طلب اللجوء، وقد يحصل علی حق اللجوء او يرفض بحسب ادلة المتقدم لذلك الطلب.
&
معسكرات تجنيد&
قال العميد احمد صالح عمير مدير عام شرطة محافظة شبوة بان نحو 300- 400 مهاجر إفريقي – ذكور وإناث - يتدفقون بشكل يومي على الاراضي اليمنية عبر سواحل محافظة شبوة.
&
وقال عمير في حديث خاص مع "إيلاف" إن قوارب صغيرة تقوم بجلب المهاجرين من الصومال إلى سواحل شبوة عبر مهربين محترفين.
&
&وأضاف قائلا: "الافارقة وبعد أن يدخلوا الأراضي اليمنية يتجهون الى بيحان وهي تابعة اداريا لمحافظة شبوة، ولكنها خاضعة لسيطرة الميليشيات الانقلابية، ثم يذهبون إلى محافظات أخرى كمأرب والبيضاء وذمار وصنعاء وغيرها، وهناك معلومات بان الحوثيين فتحوا معسكرات لتجنيد وتدريب هؤلاء الأفارقة للزج بهم في الحرب".
&
وحذر مدير الشرطة من التقاعس امام تلك الافواج المتدفقة الى اليمن بشكل غير قانوني والتي يتم استغلالها من قبل الحوثيين، مشيرا الى ان السلطات المحلية والأجهزة الامنية في المحافظة تفتقر للإمكانيات المناسبة للحد من هذه الظاهرة الخطيرة.
&
وطالب العميد عمير&الجهات المسؤولة في الحكومة الشرعية ضبط الهجرة غير الشرعية، من خلال فتح مخيمات لهم في المناطق التي يصلون اليها، ثم نقلهم الى عدن، ومن عدن يتم ترحيلهم الى بلدانهم.
&
&مشاهدات ميدانية&
&
&يوم الاربعاء الماضي كان ل "إيلاف" جولة ميدانية في منطقة جول الريدة في مديرية ميفعة محافظة شبوة، وهي المدينة الصغيرة التي اصبحت ملتقى لمئات الوافدين من دول القرن الأفريقي، &حيث يوجد بها مخيم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والتي يتم فيها عملية فرز الوافدين إلى مجموعتين: المجموعة الأولى الوافدين من دولة الصومال وهؤلاء يتم اعتبارهم لاجئين وتتحمل المفوضية رعايتهم ونقلهم فيما بعد الى مخيم في محافظة لحج، اما المجموعة الثانية فهم المهاجرون غير الشرعيين وهم الاغلبية، &وخاصة من دولتي اثيوبيا واريتريا، وهؤلاء يتم إخراجهم من المخيم، ويمكثون في المدينة او ينتقلون الى مناطق اخرى في اليمن.
&
شاهدت "إيلاف" تلك الاعداد الكبيرة من هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين، وهم ينتشرون في تلك المدينة الصغيرة التي تحولت الى مأوى للاتجار بالبشر وتجارة الحشيش وسط استياء السكان المحليين.
&
قلق وتحذير&
&
ويحذر المواطن انيس الاحمدي الذي يعمل في صيدلية خاصة في المدينة &من الخطر الصحي جراء تواجد هؤلاء الوافدين، قائلا لـ إيلاف: "هذا الانتشار للأفارقة في سواحل شبوة ومدنها، &وخاصة في جول الريدة في ظل غياب اجهزة الامن و السلطة المحلية، &امر خطير على امن المواطن والدولة، &وكذلك في نقل الامراض الوبائية المنتشرة في القارة الافريقية وتحديدا دول القرن الافريقي، &وخاصة مرض نقص المناعة المكتسبة – الايدز – ومرض ايبولا، &نتيجة تركهم في الشوارع و الأسواق يختلطون بالمواطنين دون رادع او رقيب، حيث ان مسؤولية مفوضية اللاجئين او الجمعية المسؤولة عن نقلهم من السواحل الى المدن تنتهي لمجرد جلبهم الى جول الريدة، وهنا تكمن الخطورة على صحة المواطن، &وهذا غير مقبول من المواطنين".&
&
اما المواطن محمد سالم صويلح فقد تحدث لـ إيلاف، قائلا: "منطقة ميفعة تعاني الكثير من مشاكل الوافدين من القرن الأفريقي وذلك من خلال تجولهم في شوارع المنطقة الى وقت متأخر من الليل، ويسببون المشاكل والفوضى وعدم الأمان لأهالي المديرية وخاصة مدينة جول الريدة، لان هؤلاء الوافدين لا يوجد مخيم لهم، فالمخيم الموجود في المدينة هو للوافدين من الصومال، ولهذا تجد الوافدين الآخرين من الجنسيات الأفريقية يقضون كل أوقاتهم في السوق الرئيسة للمدينة وشوارعها وحاراتها ما أدى إلى مضايقة السكان وإزعاجهم، هذا بالإضافة الى ان جول الريدة أصبحت وكر لعمليات تهريب البشر وأعمال السمسرة وبيع الحبوب المخدرة، كما تسبب بعض الوافدين بعدد من المشاكل مع أصحاب الباصات وحقيقة خطرهم كبيرة &جدا سواء كان من الناحية الأمنية، أو الناحية الصحية".
&
الاخطر من ذلك ما حذر منه مواطنون هنا من ان هناك من يستغل هؤلاء المهاجرين، ويقوم بتجنيدهم لصالح الميليشيات الانقلابية، ويشير بعض المواطنين الى ان هناك معسكرات فتحت في محافظات اخرى لتجنيد هؤلاء المهاجرين لصالح الانقلابيين ومن تحالف معهم.
&
سألنا بعض الوافدين الأفارقة عن اسباب مجيئهم الى اليمن، فقالوا ان السبب الرئيس هو البحث عن العمل اما في اليمن او السعودية، ولدى سؤالنا لهم عما يقال عن ذهاب بعضهم الى معسكرات تدريب خاصة بجماعة الحوثي، نفوا ذلك، قائلين ان لا علم لهم بذلك، فيما رفض آخرون منهم الحديث.
&
هناك بالطبع اعداد كبيرة قدمت لليمن من اجل البحث عن فرصة عمل، وهناك معاناة كبيرة بين اوساط هؤلاء الوافدين يحاول البعض استغلالها، في ظل صمت السلطات الشرعية في اليمن.
&