اختتم مؤتمر لحركة أحوازية شارك في أعماله أكثر من 90 شخصية سياسية وحقوقية وإعلامية عربية، بالتأكيد على حق الأحوازيين في مقاومة الاحتلال الإيراني، والتأكيد على الهوية العربية للأحواز، وطالبوا المنظمات الإسلامية بتعليق عضوية إيران وتجميدها أو إسقاطها لمخالفتها المبادئ التي أسست عليها تلك المنظمات، ودعوا إلى إيجاد آلية جغرافية للتواصل بين الإثنيات غير الفارسية، والعمل على توحيد فصائل المقاومة للشعوب غير الفارسية.
أسامة مهدي من كوبنهاغن: في ختام يومين من الاجتماعات خلال المؤتمر السياسي الثالث لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز، الذي اختتم أعماله في كوبنهاغن الليلة الماضية، بعدما انعقد تحت شعار (المقاومة الوطنية الأحوازية وعاصفة الحزم)، فقد شدد المشاركون في بيانهم الختامي، الذي حصلت "إيلاف" على نصه، على حق الأحوازيين في مقاومة الاحتلال الفارسي، والتأكيد على الهوية العربية للأحواز.
وأكدوا على ضرورة فتح قنوات مع المسؤولين العرب على مستوى الدول والمنظمات وعلى التفعيل الفكري والثقافي للهوية العربية للأحواز والتركيبة السكانية والعادات والتقاليد في الإقليم، من خلال إصدار كتب وبحوث وعقد مؤتمرات وندوات تختص بهذه القضايا.
وقرروا العمل على تشكيل جبهة عريضة للشعوب غير الفارسية في مواجهة الاحتلال الفارسي وأدواته البغيضة وتشكيل لجنة مشتركة بين هذه القوى والحركات السياسية التحررية لوضع ميثاق جامع للعمل المشترك لتحقيق الغايات والمقاصد النبيلة لهذه الشعوب. وطالبوا رابطة العالم الإسلامي ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي بتعليق عضوية إيران وتجميدها أو إسقاطها لمخالفتها الواضحة والصريحة المبادئ التي أسست عليها تلك المنظمات الإسلامية العالمية.
ودعا المؤتمرون مجلس الأمن الدولي إلى إصدار مذكرة اعتقال بحق رموز النظام الإيراني، بسبب ممارساتهم وانتهاكاتهم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية، وشن العدوان على الأحوازيين والشعوب غير الفارسية. وشددوا على أهمية إبراز الشخصية الوطنية الأحوازية في المحافل العربية والدولية، ودعوا إلى دعم عوائل الشهداء والمقاومين والأسرى في الأحواز. وأشاروا إلى ضرورة إيجاد آلية جغرافية للتواصل بين الإثنيات غير الفارسية الطامحة إلى الثورة.. والعمل على توحيد الفصائل المقاومة للشعوب غير الفارسية.
لجان المؤتمر الأمنية والسياسية والإعلامية والحقوقية
وفي ختام اعمالها، فقد أصدرت اللجان السياسية والإعلامية والامنية والحقوقية، التي شكلها المؤتمر، وواصلت اجتماعاتها على مدى اليومين الماضيين، أصدرت توصيات حول تعزيز حركة الاستقلال الوطني لإقليم الأحواز العربي، الذي تحتله إيران، ومواجهة مدّها التخريبي في المنطقة.
ناقشت هذه اللجان عددًا من القضايا والمقترحات المرتبطة بالقضية الأحوازية والشعوب غير الفارسية والمخططات الإيرانية للتوسع في المنطقة ودور عاصفة الحزم العربية في ردع التمدد الإيراني في المنطقة وقطع أذرعه فيها بشكل موسع ومفصل.
فقد بحثت اللجنة السياسية والإعلامية التي ترأسها المحامي الجزائري الدكتور أنور مالك قضايا تتعلق بتوفير الدعم السياسي للمقاومة الأحوازية من خلال مطالبة جامعة الدول العربية بتبني القضية الأحوازية.. كما شددت على ضرورة التصدي للمشروع الفارسي التخريبي عبر تفعيل دور القضية الأحوازية في الصراع العربي الفارسي الدائر.
أما اللجنة القانونية التي ترأسها المحامي الجزائري المدير السابق لمكتب حقوق الإنسان التابع للأم المتحدة في العراق طاهر بومدره، فقد دعت إلى تسليط الضوء على جرائم الاحتلال الفارسي ضد الأحوازيين، من خلال توثيق كل الانتهاكات وعلى جميع المستويات، ورفع دعوى أمام المحاكم والمؤسسات الدولية لمحاسبة الدولة الفارسية ومعاقبتها وفقًا للقوانين والمواثيق الدولية في هذا الشأن.
من جهتها، طالبت اللجنة الأمنية التي ترأسها اللواء السوري المنشق محمد الحاج علي مدير أكاديمية الدفاع الوطني في سوريا وأحد قادة الجيش الحر بإيجاد آليات عملية لتقديم الدعم والخبرات العسكرية إلى المقاومة الوطنية الأحوازية، وتزويدها بكل ما يلزم من السلاح لمواجهة الاحتلال الفارسي على أرض الأحواز، وكذلك الأمر بالنسبة إلى التنظيمات المسلحة للشعوب غير الفارسية.
وكان حبيب جبر الكعبي رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز المنظمة للمؤتمر قد ألقى كلمة أشار فيها إلى أن قضية الشعب الأحوازي بدأت تلقى دعمًا وتفهمًا واسعين بعد 90 عامًا من احتلال إيران لهذا الإقليم العربي، حيث فشلت تلك الدولة في محو هوية شعب الإقليم وتجريده من انتمائه العربي.. وشدد على أن هذا الشعب سيسترجع سيادته المغتصبة، برغم ما يواجهه من اضطهاد سياسي واقتصادي وبيئي من قبل النظام الإيراني.
واتهم إيران بالوقوف وراء الأزمات الخطيرة التي تشهدها المنطقة حاليًا، من خلال تصدير التطرف الطائفي. وقال إن عاصفة الحزم العربية في اليمن قد أربكت حسابات الدولة الفارسية، ووضعت حدًا لتمددها إلى اليمن، في خطوة تمهّد لمشروع عربي شامل، يمكن أن يتصدى للمشروع الفارسي التوسعي في المنطقة كلها.
وشدد الكعبي على ضرورة أن يتمدد هذا المشروع الاستراتيجي إلى الداخل الإيراني من خلال دعم الشعوب الإيرانية غير الفارسية في الحصول على حقوقها المشروعة وإنهاء الاحتلال الإيراني لها. وحذر من خطر خلايا إيران النائمة في أكثر من بلد عربي، والتي قال إن إيران تحضّرها لتنفيذ أجنداتها التوسعية إلى خارج أراضيها.
يذكر أن حركة النضال العربي لتحرير الأحواز كانت قد تأسست عام 1999 من قبل مجموعة من عرب الأحواز، وبدأت كفاحها المسلح ضد الاحتلال الإيراني - على حد تعبيرها - في حزيران (يونيو) عام 2005، واستطاعت أن تضرب مراكز وأهدافًا للسلطات الإيرانية في إقليم الأحواز المحتل، وسجلت نشاطات، كانت لها أصداء عالمية وعربية.&
&&
التعليقات