نصر المجالي: التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الخميس لمدة&45 دقيقة& نظيره التركي مولود جاويش أوغلو للمرة الأولى، في بلغراد منذ اندلاع أزمة دبلوماسية بين البلدين على خلفية إسقاط مقاتلات تركية طائرة حربية روسية الأسبوع الماضي.

وجرى اجتماع لافروف ـ جاويش أوغلو على هامش اجتماع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في بلغراد، وذكر مصدر في الوفد الروسي أن "وزير الخارجية الروسي وافق بعد دعوات متكررة على لقاء قصير يجمعه بنظيره التركي.

وكان وزير الخارجية الروسي أعلن سابقا أنه لن يتجنب اللقاء بنظيره التركي في بلغراد. وقال: "الجانب التركي يطالب بإلحاح بتنظيم لقاء مباشر على هامش أعمال مجلس وزراء خارجية بلدان منظمة الأمن والتعاون في أوروبا المزمع عقده في بلغراد. لن نتهرب من هذا اللقاء، لنستمع إلى ما سيقوله لنا السيد جاويش أوغلو".

ويأتي اللقاء بعد ساعات من تصاعد حدة الحرب الكلامية على أعلى مستوى بين البلدين، حيث توعد خلاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تركيا بأنها ستندم على إسقاط الطائرة الروسية في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وكرر اتهاماته لأنقرة بالتورط في تجارة النفط مع داعش،& بينما قال الرئيس التركي إن الاتهامات الروسية عبارة عن افتراءات غير أخلاقية.

خفض التصعيد

وإلى ذلك، دعا رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو، الخميس، روسيا مجددا، والسيد بوتين الذي يدلي بتصريحات من شأنها التصعيد، بما فيها خطابه اليوم، إلى خفض مستوى التوتر في الخطاب، والالتقاء على أرضية الحوار عوضا عن الاتهامات المتبادلة.

وأضاف:& نجد تناقضاً كبيراً في فرض روسيا حظراً اقتصاديا على تركيا، لا سيما أنها ليست الطرف المسبب للأزمة. وينبغي على الذين يستاؤون من الحصار الاقتصادي المفروض عليهم، ألا يقوموا بفرض مثيل له على الآخرين.

أكاذيب سوفياتية

ونفى داود أوغلو المزاعم الروسية حول "شراء تركيا النفط من تنظيم داعش الإرهابي"، مستحضراً في هذا الصدد الأكاذيب السوفياتية التي كانت تُلفّق إبان الحرب الباردة.

وجاءت تصريحات داود أوغلو خلال مؤتمر صحافي، قبيل مغادرته إلى العاصمة الأذربيجانية باكو، حيث قال: "كانت هناك ماكينة دعائية سوفياتية إبان الحرب الباردة، تلفق أكاذيب مختلفة يوميا، وكانوا هم يصدقونها أولا، ثم ينتظرون من العالم تصديقها".

وأشار داود أوغلو إلى أنّ روسيا تعيد ممارسات الاتحاد السوفياتي واحدة تلو الأخرى، وأنّ العالم يدرك تلك التلفيقات ولا أحد يقيم وزناً لتلك الأكاذيب.

وحول الغارات الروسية في سوريا، أفاد دواد أوغلو، أنّ قصف المقاتلات الروسية منطقة أعزاز في محافظة حلب، دليل واضح على استهدافهم المعارضة السورية المعتدلة التي تحارب تنظيم داعش.

وقال رئيس الوزراء التركي: "يجب على الروس توجيه ضرباتهم ضد مواقع داعش في محافظة الرقة، عوضا عن قصف المعارضة المعتدلة في منطقة أعزاز وبايربوجاق (في ريف اللاذقية)".

الأراضي الأذرية

وفي ما يخص الأراضي الأذرية المحتلة من قِبل أرمينيا، وفي مقدمها إقليم قره باغ، أوضح داود أوغلو أنّ الموقف التركي في هذا السياق، واضح وصريح، وأنها ستقف إلى جانب أذربيجان حتّى تحرير كافة أراضيها.

وشدد داود أوغلو على أهمية العلاقات التركية الأذرية، مشيراً الى&أنّ زيارة العاصمة الأذرية على مستوى رئاسة الوزراء، باتت من التقاليد السياسية المعروفة، عقب تشكيل كل حكومة جديدة.

وأوضح رئيس الوزراء التركي، أنّ حجم التبادل التجاري بين البلدين، تجاوز 5 مليارات دولار، مشيراً في هذا السياق إلى نمو الاستثمارات المتبادلة بين البلدين خلال السنوات الأخيرة.

وبخصوص العلاقات السياسية التي تربط الدولتين، قال داود أوغلو "إننا نولي أهمية كبيرة للقضايا السياسية التي تخص أذربيجان. ونهتم بها وندافع عنها وكأنها قضيتنا".

وسيعقد داود أوغلو خلال زيارته الرسمية لقاء مع الرئيس الأذري إلهام علييف، ورئيس الوزراء ارتور رسيزاده، حيث ستتم مناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين وتطوير المشاريع القائمة بينهما، إضافة إلى دراسة عدد من الخطوات المشتركة التي سيتم تنفيذها بين البلدين.

ويرافق داود أوغلو في زيارته، نائبيه يالتشين أقدوغان ومحمد شيمشك، ووزير الاقتصاد مصطفى إليطاش، ووزير الطاقة والموارد الطبيعية برآت ألبيراق ووزير الزراعة والثروة الحيوانية فاروق جليك، ووزير المواصلات والملاحة البحرية بن علي يلدريم، ووزير الثقافة والسياحة ماهر أونال.