نادرًا ما تتخذ الصحف المحلية والاقليمية الفرنسية التي تفوق مبيعاتها مبيعات الصحف الوطنية موقفا قويا من جانب هيئة التحرير خلال الحملات الانتخابية. &
&
ولكن هذا الحياد انتهى عندما اعلنت هيئة تحرير صحيفة لا فوا دو نور التي تغطي المنطقة الواقعة في اقصى شمال فرنسا موقفا واضحا قبل ايام على الجولة الأولى من الانتخابات الاقليمية التي تجرى في 6 كانون الأول/ديسمبر.
&
واطلقت صحيفة لا فوا دو نور مع شقيقتها نور ايكلير حملة لم يُعهد لها نظير لمنع &مارين لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف من السيطرة على منطقة نور با لو كاليه بيكاردي ، ثاني اكبر منطقة في فرنسا.
&
وصدرت الصحيفتان بعناوين رئيسية تشكك في قدرة الحزب على حكم المنطقة التي تعاني ركودا اقتصاديا وكانت في السابق من معاقل الاشتراكيين.
&
وردت لوبان المتوقع فوزها في المنطقة بغضب على الحملة قائلة انها تهدف الى دعم الحزب الاشتراكي الحاكم ضدها.
&
ودافع جان ميشال بريتونير مدير تحرير صحيفة لا فوا دو نور عن الحملة قائلا في مقابلة مع موقع لوكال الالماني الاخباري "ان هذا الذي نواجهه وضع غير مسبوق. &فنحن معتادون على احراز الجبهة الوطنية نتائج قوية في الانتخابات بعد فوز الجبهة بمجالس عشر بلدات في الانتخابات المحلية العام الماضي ولكنها لم تتمكن قط من السيطرة على منطقة مهمة مثل نور با لو كاليه بيكاردي".
&
واضاف ان الجبهة الوطنية يمكن ان تسيطر على هذه المنطقة البالغ عدد سكانها ستة ملايين شخص "وشعرنا بضرورة ان نوضح لقرائنا أهمية ذلك. &فهذه المنطقة في قلب شمال غرب اوروبا ، عبر قناة المانش من بريطانيا وعلى الحدود مع بلجيكا حيث تبعد بروكسل نصف ساعة عن باريس وهي ليست بعيدة عن امستردام". &ولفت بريتونير الى "ان كثيرا من الأجانب" يعملون في المنطقة وهي ثاني اكبر منطقة في فرنسا بعد ايل دو فرانس بحجم الاستثمارات الخارجية التي تستدرجها.&
&
وقال مدير تحرير صحيفة لا فوا دو نور "ان سياسات الجبهة الوطنية معادية لاوروبا وللهجرة ومارين لوبان ضد حرية التجارة وأي شكل من أشكال العولمة وهي تريد غلق الحدود ، وهذه السياسات كلها ستعطل النشاط التجاري والاقتصادي في المنطقة".
&
وتوقع بريتونير ان يسفر فوز الجبهة الوطنية في المنطقة عن تعزيز مصداقية مارين لوبان وتقوية موقعها لخوض الانتخابات الرئاسية.
&
واوضح بريتونير ان جريدته جريدة معلومات وليست جريدة رأي ولكن لديها "قناعات وقيما" منذ تأسيسها خلال المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال النازي. &وقال "نحن ملتزمون بقيم الجمهورية والحرية والتعددية وقيمنا بكل بساطة لا تنسجم مع ايديولوجيا الجبهة الوطنية".
&
واتهم بريتونير الجبهة الوطنية بممارسة ما سماها "لعبة خداع وايهام محاولة ان تبين للناخبين انها حزب تجاوز شيطنته السابقة ، ولكنهم وراء هذه الواجهة ما زالوا متطرفين".
&
وقال ان في برنامج الجبهة الوطنية تعبيرا عن الحاجة الى "القضاء على الهجرة الجرثومية". &
&
وأكد بريتونير ان لصحيفته "علاقات معقدة مع جميع الأحزاب السياسية ولكن الجبهة الوطنية &لا تقبل النقد من الآخرين وترفض بعدوانية من يخلتفون معها وسرعان ما تنحدر الى ممارسة الترهيب".
&
ولاحظت صحيفة لا فوا دو نور تزايد التأييد للجبهة الوطنية في المنطقة فأعلن غالبية الصحافيين العاملين فيها قائلين "يجب ان نفعل شيئا" دون استفتاء في غرفة الأخبار على اتخاذ موقف ضد الجبهة الوطنية ، كما أكد بريتونير.&
&
ونوه بريتونير بالتجاوب الذي لاقته حملة صحيفته قائلا "ان رد فعل القراء كان هائلا وفي سنواتي الخمس والثلاثين التي قضيتها في هذا الصحيفة لم ار شيئا كهذا". &وقال "علينا ان ننتظر ونرى إن كان للحملة تأثير في الانتخابات ولكن المهم بالنسبة لنا ان الناس يستطيعون الآن ان يتحدثوا بصراحة عن هذه القضية".