في الذكرى العاشرة لاغتيال النائب والصحافي اللبناني جبران تويني، ماذا بقي من قسمه ومن روح اغتياله في سبيل كرامة وحرية وسيادة لبنان، في ظل التسويات القائمة وآخرها تسوية رئاسة الجمهورية؟.


ريما زهار من بيروت: بعد عشرة أعوام على استشهاد جبران تويني، ما الذي بقي من قسمه في ساحة الشهداء في 14 آذار (مارس) 2005، وهل صحيح ما يقال إن التسويات الأخيرة قللت من قيمة ومعنى "استشهاد" الصحافي والنائب اللبناني جبران تويني؟

عندما يتحدث النائب عاصم عراجي (14 آذار) لـ"إيلاف" عن جبران تويني يؤكد أن "استشهاد تويني يعني الكثير للبنانيين بعد عشرة أعوام، فهو قدّم دمه في سبيل لبنان، وتبقى ذكراه محفوظة وأبدية لدى اللبنانيين، وسيبقى يُذكر أن جبران تويني استشهد في سبيل لبنان، وهو شخصية مميزة، وصحافي دافع ليبقى لبنان واستقلاله، وأشخاص كأمثاله لا يمكن أن ينسوا بسهولة، لأنهم استشهدوا ظلمًا بسبب حرية الرأي، ودفعوا ثمنًا لحياتهم بسببها".

تويني والتسويات
لدى سؤاله: "البعض يعتبر اليوم أن استشهاد جبران تويني ذهب أدراج الرياح مع التسويات الأخيرة التي يشهدها لبنان؟"، يجيب عراجي: "لا يمكن تصوير الأمر على هذا النحو، والبلد محكوم بالتفاهم، ولن يذهب استشهاد جبران تويني أدراج الرياح، إذا تم الإتفاق بين اللبنانيين على موضوع معيّن، والكلام الذي صدر في هذا الخصوص كان تصعيديًا، ولا أساس له من الصحة، ولا داعي له من الأساس، والقصة لا تزال ضبابية، خصوصًا لجهة التسويات الأخيرة المطروحة".

ذكريات وخيبات
عندما يتذكر عراجي النائب جبران تويني، يقول إنه تعرف إليه كنائب، وكان مثقفًا ومهذبًا وصحافيًا لامعًا، وكان يدافع عن حرية البلد واستقلاله، وكان شخصية مميزة جدًا.

عن الحديث بأن روح تويني لا تزال تلملم خيبات قوى 14 آذار، يؤكد عراجي أن "الأمر ليس صحيحًا، وهناك ثوابت لدى قوى 14 آذار لا تزال قائمة وموجودة، ولا أحد يمكن أن يتخلى عنها، رغم الكلام التصعيدي الذي نسمعه من الفريق الآخر، وهكذا كلام ليس صحيحًا، لأن لا أحد في فريق 14 آذار تخلى عن الثوابت، والمسؤوليات والطروحات، لأن هدفنا اليوم أن نبني بلدًا، وألا نتخلى عنه في هذه الظروف الصعبة الموجودة في المنطقة، من هنا ضرورة التحاور والتشاور بين مختلف الفرقاء لإيجاد الحلول، فقد شاهدنا ما جرى في العراق وسوريا وليبيا والدول العربية، فليس بالأمر الغريب إذا جلسنا وتحاورنا مع الفريق الآخر، وأوجدنا تسويات من أجل مصلحة لبنان، ففي النهاية جميعنا لبنانيون، ويجب إيجاد قواسم مشتركة في ما بيننا".

قضية جبران
هل القضية التي اغتيل من أجلها جبران تويني لا تزال قائمة؟، يجيب عراجي إن "تويني كان يدافع عن قيم سيادية، لن تُمحى بين ليلة وضحاها، وهي قيم موجودة في وجدان كل مواطن لبناني.

وفي ظل تهديد تنظيم داعش والقوى المتطرفة، يرى عراجي أن "التماسك والتضامن اللبناني مطلوب اليوم من أجل الحدّ من الإرهاب، ويمكن حماية البلد بتضامننا". ويعتبر عراجي أن الوحدة الوطنية في لبنان مهمة جدًا اليوم لاستعادة قسم جبران تويني في ساحة الشهداء في 14 آذار (مارس) من العام 2005، لأن القسم موجود في كل وجدان اللبنانيين، ويتحدث عن قيم سيادية، من هنا يجب أن يُتلى قسم جبران تويني في كل وقت وساعة من قبل جميع اللبنانيين، لأن الجميع يريد الحرية والسيادة والوحدة في لبنان.
&