واصلت إيران على كل صعدها الدينية والسياسية والإعلامية التدخل في الشأن النيجيري الداخلي، على خلفية الاشتباكات بين قوات من الجيش وأنصار الحركة الإسلامية، التي تمثل الأقلية الشيعية في الدولة الأفريقية.


نصر المجالي: تناقلت وسائل الإعلام الإيرانية تقارير عن مظاهرات قالت إن مدنًا نيجيرية شهدتها في اليومين الأخيرين احتجاجًا على ما قالت إنها "اعتداءات الجيش على ثلاثة من مقار الحركة الإسلامية، ومقتل المئات من الأبرياء، خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي".

أضافت إن الآلاف من أنصار الحركة الاسلامية خرجوا في شوارع مدن كانو، كادونا، باووشي، كاتسينا وغومبا يوم الثلاثاء احتجاجًا على قتل المئات من المدنيين واعتقال زعيم الحركة الإسلامية الشيعية إبراهيم زكزكي وعدد من أتباعه.

وكان الجيش النيجيري قال إنه وصل إلى المنطقة، بعدما نصب أنصار الطائفة الشيعية "المسلحون بالسيوف والسكاكين" كمينًا لقافلة كانت تضم رئيس أركان الجيش الجنرال توكور بوراتاي.

كما كان الجيش أكد في وقت سابق أن زوجة زكزكي ما زالت على قيد الحياة، نافيًا بذلك ما تردد عن أنها قتلت خلال اعتداءات الجيش في ولاية كادونا الشمالية، وقال الجيش إن زوجة زكزكي، مالام زينات إبراهيم، معتقلة لديه مع زوجها.

ابنة زكزكي
إلى ذلك، أعلنت الدكتورة نسيبة ابنة إبراهيم زكزكي، المقيمة في دبي، أن والديها أصيبا بجراح خلال الأحداث الدموية الأخيرة التي جرت في مدينة زاريا. وأضافت في اتصال هاتفي أجرته قناة (برس تي في) حول مصير والديها، إنها تلقت اتصالًا من شقيقتها، وإنها قالت لها إن جميعهم تعرّضوا لإطلاق النار.

وأوضحت أن الذين أصيبوا في الحادث تُركوا لحالهم فترة طويلة، وقالت إنها تلقت اتصالًا هاتفيًا من والديها، اللذين قالا إن لا أحد يمكنه مساعدتهما. وقالت، إنه بناء عليه فقد اتصلت مع الكثير من الأفراد، الذين كنت أعرفهم، لعلهم يمكنهم تقديم المساعدة اللازمة إليهما، ولكن من جهته اتصل بي السيد مسعود، الذي يعمل مع لجنة حقوق الإنسان الإسلامية، الذي قال إن والديّ نقلا إلى معسكر للجيش، وأكد أنه ستتم معالجة جراحهما، لكنه لم يكن واثقًا من ذلك".

وتابعت نسيبة زكزكي تقول إن قوات الجيش حاصرت الحسينية، ومن ثم قامت بتفجير بوابتيها، وبعدما قتلت الكثير من الأفراد بادرت إلى إحراقها. وحول عدد الأفراد الذين قتلوا خلال الحادث، قالت: "لا أعلم بالضبط، ولكن تم إطلاعي على أنه من المحتمل أن يصل العدد إلى 450 قتيلًا، ومع ذلك فقد إطلعت على أنه تم نقل 300 جثة إلى المستشفى، ومن المتوقع أن يكون العدد نحو ألف قتيل، وهو رقم أطلعني البعض عليه، لكنني لست متأكدة منه".

المراجع الدينية
من جانبهم، تنادت مراجع إيران الدينية، للتنديد عبر بيانات بما حدث في نيجيريا، داعين إلى الإفراج عن إبراهيم زكزكي، ومعالجة الأزمة والإفراج عنه فورًا.

وقد أصدر "آية الله" حسين نوري همداني و"آية الله" محمد علي علوي كركاني و"آية الله" لطف الله صافي كلبايكاني، بيانات أعلنوا فيها عن استنكارهم لهجوم قوات الجيش النيجيري على حسينية (بقية الله) ومنزل إبراهيم زكزكي، في مدينة زاريا. وطالب مراجع الدين بالإفراج الفوري عن الشيخ زكزكي، داعين الحكومة النيجيرية إلى التصدي بحزم لجماعة بوكوحرام الإرهابية الضالة.

&
&