اعترف القطب الاعلامي الملياردير روبرت مردوخ ذات مرة بأنه كان يدخل مقر رئيس الوزراء البريطاني في 10 داوننغ ستريت من الباب الخلفي. ولكن من المتوقع أن يفتح مردوخ الباب الأمامي لمنزله في لندن حين يستقبل ديفيد كاميرون ضيفا في "حفلة سواريه" بمناسبة عيد ميلاد المسيح "الى بعض الأصدقاء".

إعداد عبد الاله مجيد: بعد أربعة أعوام على فضيحة التنصت التي هزت امبراطورية روبرت مردوخ الاعلامية والمنظومة السياسية البريطانية برمتها لاحظ مراقبون ان ظهور رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في حفلة بمناسبة عيد الميلاد سيكون اول لقاء بينهما منذ اعادة انتخابه في ايار (مايو) الماضي واصفين اللقاء بأنه "دليل على عودة رئيس امبراطورية نيوز كورب الاعلامية إلى مركز السلطة في بريطانيا".

ومن المتوقع ان تشهد حفلة السواريه في شقة مردوخ في منطقة سانت جيمس لقاء كاميرون وريبيكا بروكس بعد تبرئة الرئيسة التنفيذية لفرع امبراطورية مردوخ في بريطانيا من تهمة التنصت على الهواتف وبعد ثلاثة اشهر على عودتها إلى وظيفتها السابقة لادارة صحف مردوخ في بريطانيا ومنها ذي صن أوسع الصحف البريطانية انتشارا والتايمز وصندي تايمز، على سبيل المثال لا الحصر.

صاحب سطوة

ونقلت صحيفة الغارديان عن السير مارتن سوريل الرئيس التنفيذي لمجموعة دبليو بي بي للاعلان ان القطب الاعلامي مردوخ (84 عاما) "لم يفقد شيئا من نفوذه بكل تأكيد وهو ما زال صاحب سطوة وسيكون حتى أقوى في المستقبل".

والتقى كاميرون منذ انتخابه رئيسي تحرير التايمز وذي صن وحضر حفلات اقامها اقطاب اعلاميون آخرون. ورفض مقر رئيس الوزراء التعليق على دعوته إلى سواريه مردوخ ولكن مصادر في مجموعة نيوز كورب اكدت لصحيفة الغارديان حضوره. وقال مراقبون إن قرار كاميرون العودة إلى حلقة مردوخ الداخلية قرار لافت إزاء الاحراج الذي سببه له قربه من امبراطورية مردوخ في ذروة فضيحة التنصت على الهواتف.

وقال مصدر رفيع في حزب العمال شارك في التحقيق في فضيحة التنصت معلقا على ظهور كاميرون في حفلة مردوخ "ها هو رئيس الوزراء يأخذه في احضان مفتوحة احتفالا بفوزه".

عام متميز

وعزت مصادر قريبة من مردوخ تجدد حيويته في الرابعة والثمانين من العمر إلى علاقته بعارضة الأزياء السابقة جيري هول التي ستحضر السواريه ايضا في رسالة تقول ان 2015 كان عاما متميزا للقطب الاعلامي.

ففي بداية العام كان مالك الامبراطورية التي تسيطر على ثلث الصحف البريطانية و40 في المئة من شبكة سكاي التلفزيونية العالمية يواجه امكانية ملاحقته قانونيا على جانبي المحيط الأطلسي فيما وجهت إلى العديد من موظفيه تهم جنائية لدفعهم رشاوى إلى مسؤولين في مناصب عامة.

خرج منها رابحًا

ولكن مردوخ شهد اسقاط التهم عنه في بريطانيا واميركا الشمالية واعاد ريبيكا بروكس إلى ادارة صحفه في بريطانيا. وبعد تقسيم ذراعي امبراطوريته إلى شركة سينمائية/تلفزيونية وشركة نشر، تابع مردوخ ارتفاع قيمة شركتيه في البورصة. كما عين ولديه لاكلان وجيمس في مناصب رفيعة في كل من الشركتين.

ورغم ان روبرت مردوخ دفع 500 مليون دولار لتسوية مطالب المتضررين بفضيحة التنصت فانه بعد اربع سنوات على انفجار الفضيحة خرج منها رابحا.
&
ومن المتوقع ان تلقى آراء مردوخ آذانا صاغية من المستويات القيادية لحزب المحافظين سواء بشأن الاتحاد الاوروبي وبقاء بريطانيا أو الضوابط على الصحافة أو قضايا أخرى، بحسب صحيفة الغارديان مشيرة إلى ان مشاريع مردوخ للسيطرة على مزيد من وسائل الاعلام البريطانية تحظى بدعم قيادات حزب المحافظين اكثر من حزب العمال أو الديمقراطيين الأحرار.

&

&