انتشلت فرق الاغاثة الثلاثاء من الركام الهائل والوحول التي غطت منطقة صناعية في شينزين جنوب الصين، اول جثة بينما يتضاءل الامل في العثور على ناجين من بين 81 شخصا يبذل آلاف المنقذين جهودا كبيرة للعثور عليهم.
&
وتواصل حفارات وآليات ثقيلة اخرى العمل على الجبل المؤلف من آلاف الاطنان من الركام والوحول التي غطت منازل ومهاجع عمال ومصانع في اخر كارثة صناعية يشهدها ثاني اقتصاد في العالم.
&
وافادت حصيلة جديدة نشرتها السلطات الثلاثاء ان 76 شخصا مفقودون بينما كانت الارقام تتحدث من قبل عن 81 شخصا تغطيهم الوحول منذ يومين.
&
والجثة التي انتشلت اليوم هي لاول ضحية تسجل رسميا في هذه الكارثة.
&
وقالت تشين المتطوعة التي جاءت لمساعدة فرق الاغاثة لوكالة فرانس برس "لا اعتقد ان هناك املا" بانقاذ اي شخص. وقد جاءت تشين مع مجموعة من المتطوعين لكن السلطات منعتهم من الاقتراب من الموقع.
&
وينشط حوالى ثلاثة آلاف منقذ من رجال اطفاء وعسكريين ومسعفين واصلوا عملهم بلا توقف طوال الليل، مستخدمين عشرات الحفارات لازالة الوحول وكذلك اجهزة للكشف عن ناجين احياء وثلاثين كلبا، كما ذكرت وسائل الاعلام الصينية.
&
60 ملعبا لكرة القدم
&
وكان الانهيار الارضي الذي وقع صباح الاحد دفع بالرمال والوحول الحمراء باتجاه المنطقة الصناعية في شينزين لتغطي حوالى ثلاثين مبنى قبل ان تسبب انفجارا للغاز.
&
وقالت سيدة تقيم في قرية مجاورة لوكالة فرانس برس "نحن قلقون جدا على الناس المقيمين في محيط الموقع. لم يقل لنا احد انها منطقة خطرة".
&
وظهرت في صور ولقطات سجلتها طائرة مسيرة مشاهد دمار، وبدت ابراج سكنية محطمة وتطفح منها الوحول.
&
&وقال نائب رئيس بلدية المدينة ليون تشيشينغ انه يقدر مساحة المنطقة التي غطتها الرمال والوحول بارتفاع نحو عشرة امتار بحوالى 38 هكتارا اي ما يعادل 60 ملعبا لكرة القدم.
&
ومكان الكارثة يرتدي طابعا رمزيا كبيرا. فشينزين التي تضم حوالى عشرة ملايين نسمة والمحاذية لهونغ كونغ تعد رمزا للحداثة الصينية.
&
وكانت في الماضي مرفأ بسيطا لصيد السمك لكن الزعيم الصيني دينغ هسياو بينغ حولها في ثمانينات القرن الماضي الى "منطقة اقتصادية خاصة" ومركزا للاصلاحات ولانفتاح البلاد. وتلت ذلك ثلاثة عقود حولت البلدة الى مدينة حديثة كبيرة لكنها تدفع ثمن ذلك على ما يبدو.
&
&غضب وصدمة
&
وقالت وزارة الاراضي والموارد الصينية في تقرير ان الكارثة نجمت عن جبل من الاتربة من مخلفات اشغال بناء بارتفاع مئة متر تمت مراكمته بشكل غير قانوني.
&
وتجمعت هذه المخلفات حتى شكلت تلة هائلة يبلغ ارتفاعها مئة متر تحولت الى سيل وحلي بعد امطار غزيرة هطلت السبت، كما ذكرت صحيفة غلوبال تايمز الرسمية.
&
وقال موقع شينزين نيوز الالكتروني ان المقيمين في المنطقة يشكون منذ سنوات من رحلات الشاحنات لكن السلطات لم تقدم اي رد.
&
ويثير ذلك غضب واستياء مستخدمي الانترنت الذين يتم حجب ما يكتبونه بينما تلقى الصحافيون الصينيون اوامر بالتزام نشر المعلومات الرسمية فقط، كما قال مصدر صيني مطلع.
&
وحذفت سلطات الرقابة رسالة كتبها احد هؤلاء على منصة ويبو ان "غياب الاشراف على شروط السلامة وتقاعس السلطات عن اتخاذ اجراءات وقائية تثير غضب الشعب بالكامل واستياء العالم".
&
وكتب آخر "مع كل هذه الكوارث ذات المنشأ البشري &نضحي باستمرار بارواح بشر من اجل التقدم".
&
وهذا الحادث هو الاخير في سلسلة كوارث ضربت الصين هذه السنة.
&
ففي ليلة رأس السنة في 31 كانون الاول/ديسمبر ادى تدافع في اشهر ساحات شنغهاي الى مقتل 36 شخصا.
&
وفي حزيران/يونيو شهدت الصين اسوأ حادث غرق في نهر يانغتسي مع انقلاب سفينة الرحلات الترفيهية "نجمة الشرق" مما اسفر عن مصرع اكثر من 430 شخصا وفقدان عشرات آخرين.
&
ولكن الحادث الاعنف كان سلسلة انفجارات في مستودع للمنتجات الكيميائية في 12 آب/اغسطس دمر منطقة من مرفأ تيانجين (شمال) واسفر عن سقوط 165 قتيلا على الاقل.
&
والى جانب هذه الكوارث التي سببت صدمة في البلاد وتعبئة من قبل السلطات، سجلت عشرات الحوادث في مناجم وفيضانات وانزلاقات تربة ادت الى سقوط مئات القتلى.