استهلّ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي زيارته الرسمية إلى الصين، الأحد، بجولة عند سور الصين العظيم، أحد المعالم الرئيسية في التاريخ الإنساني، كما التقى طلابًا إماراتيين يدرسون في الصين، وتعرّف عن قرب على أوضاعهم.


محمود العوضي من بكين: قام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الملقب بـ "بوخالد" في مستهل زيارته الرسمية لجمهورية الصين الشعبية اليوم بزيارة سور الصين العظيم أحد المعالم الرئيسية في التاريخ الإنساني.

محمد بن زايد زار سور الصين العظيم ودوّن كلمة في سجل الزوار

ورافقه خلال الزيارة الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، والشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين والإعلاميين في الدولة.
&
سور الصين العظيم

وتجول "بوخالد" والوفد المرافق له في أجزاء من السور الذي بني على مراحل عمرها 2700 عام ويمتد عشرات الآلاف من الكيلومترات.

وتوقف أمام عدد من الأبراج والقلاع واستمع من المسؤولين الصينيين إلى شرح تعريفي حول السور، وتاريخ بنائه، وأهم المعالم الأثرية التي يتضمنها السور من قلاع وأبراج مراقبة، موضحين أن بناء سور الصين العظيم تم في تضاريس مختلفة، وهو يمر عبر الجبال والصحراء ويقطع الأنهار ويختلف الهيكل المعماري للسور ففي كل منطقة بني حسب تضاريسها.
&
صداقة متينة وروابط تاريخية

ودوّن "بوخالد" في ختام الزيارة كلمة في سجل الزوار أعرب فيها عن سعادته بزيارة هذا المعلم التاريخي، وقال "يسعدني في هذا اليوم وأنا أزور أحد أهم المعالم التاريخية والحضارية على مستوى العالم الذي يجسد قيم العمل والتحدي وإرادة الإنسان الصلبة أن أعبر عن إعجابي وتقديري للشعب الصيني الكريم وتاريخه الحضاري العريق، متمنيًا لمسيرة علاقاتنا التي تستند الى صداقة متينة وروابط تاريخية قديمة المزيد من الرسوخ والتطور لما فيه صالح البلدين وخير البشرية جمعاء".

صورة أخرى لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد مع أحد مرافقيه عند سور الصين العظيم

وأكد اهتمامه بتوطيد العلاقات الثنائية التي تقوم على أسس قوية من الصداقة والتفاهم والاحترام والمصالح المشتركة مع الصين منذ عهد الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
&
"توجه استراتيجي"

وقال "إن تعزيز العلاقة مع جمهورية الصين الشعبية يمثل توجهًا استراتيجيًا أساسيًا لدولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وزخم العلاقات منذ عقود ماضية من صداقة وتعاون ومصالح مشتركة في المجالات كافة يمثل أساسًا قويًا لانطلاقة كبيرة لعلاقاتنا في المستقبل".

وأشار إلى أن العلاقات بين دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية تطورت بوتيرة متسارعة منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وشهدت نقلات نوعية كبيرة سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي. مضيفًا أنه على الرغم من التطور الكبير للعلاقات الاقتصادية والتجارية خلال السنوات الماضية، فإن هناك طموحات مشتركة لمزيد من التطوير خلال السنوات المقبلة، خاصة أن ثمة إمكانات وفرصًا كبيرة لهذا التطوير، وأكد أن هذه الزيارة ستشكل فرصة جديدة لتعميق وتوسيع التعاون والشراكة الثنائية بين البلدين الصديقين ودفع علاقاتهما إلى الأمام.
&
طلبة الإمارات في الصين

من جانب آخر، التقى الشيخ محمد بن زايد في مقر إقامته في بكين اليوم عددًا من طلبة دولة الإمارات الدارسين في الجامعات والمعاهد الصينية.

وتعرف خلال اللقاء على تخصصات الطلبة وأوضاعهم الأكاديمية وحثهم على تحقيق التفوق والنجاح في مسيرتهم العلمية من أجل الإسهام والمشاركة مع بقية إخوانهم الطلبة في تعزيز مسيرة بناء دولة الإمارات.

وأكد أهمية الدور الذي يضطلع به طلبة الإمارات في الخارج كونهم سفراء لوطنهم وجسور التواصل في نقل الصورة الحضارية لبلدهم وأبناء شعبهم إلى الأمم والشعوب الأخرى، وما يتحلى به شعب الإمارات من تسامح وتعايش، إضافة إلى إبراز مستوى التقدم والتطور الذي وصلت إليه في المجالات كافة.
&
محل اهتمام القيادة

وأعرب "بوخالد" عن سعادته واعتزازه بلقاء الطلبة والتعرف إليهم والاطمئنان على أحوالهم، لافتًا إلى أنهم وكل طلبة دولة الإمارات في الداخل والخارج محل اهتمام قيادة الدولة التي لن تتوانى في توفير السبل والوسائل كافة التي تساعدهم على بذل مزيد من الجهد والمثابرة لتحقيق أهدافهم في الحصول على المعرفة العلمية والمستويات الدراسية الرفيعة.

وقد أعرب طلبة الإمارات عن سعادتهم واعتزازهم بلقاء الشيخ محمد بن زايد معاهدينه بأن يكونوا عند حسن ظن قيادة الدولة في تحصيلهم العلمي وصولاً إلى أعلى الدرجات العلمية والأكاديمية لمواصلة مسيرة التقدم في الوطن، وعبروا عن تقديرهم لما توفره لهم الدولة من خدمات ودعم لمواصلة مسيرتهم بكل جد واجتهاد.
&
عبدالله بن زايد: الارتباط بين السياسي والاقتصادي مع الصين سيزداد

من جهته، قال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، إن دولة الإمارات تنظر لعلاقاتها مع جمهورية الصين، كأحد أهم العناصر الضرورية لتحقيق الاستقرار والتنمية في منطقتنا والعالم بأسره.

وأضاف في مقال نشرته وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" وصحيفتا "الصين اليومية" باللغة الانجليزية، و"الشعب اليومية" باللغة الصينية اليوم الأحد، بالتزامن مع زيارة ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للصين، "بينما العالم يواصل بحثه عن إجابات لأكثر المسائل تعقيدًا وإلحاحًا، تتطلع دولة الإمارات وجمهورية الصين إلى تحقيق العديد من الأهداف المشتركة".

ولي عهد أبو ظبي يتوسط الوفد المرافق له في زيارته الرسمية إلى الصين

وذكر "نحن على قناعة تامة بأن الارتباط بين المستقبلين السياسي والاقتصادي لدولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين سيزداد بوتيرة متسارعة، وباحتفائهما بعراقة ماضيهما المشترك وبتطلعهما لمزيد من فرص التعاون في المستقبل، سيكون بمقدور الدولتين إرساء دعائم متينة لعلاقات ثنائية قائمة على المصالح المشتركة، وقادرة على ضمان السلام والأمن والرخاء للمنطقة".
&
تنوع مجتمعي

وأكد الشيخ عبدالله أن "الشراكة بين الإمارات والصين ستتيح للدولتين العمل على تفعيل التنوع المجتمعي، بما يؤدي إلى تشجيع التسامح والاستقرار وإلى الاستفادة من الموقع الجغرافي المتميز لهما، بجانب تطوير نماذج تضمن شمولية النمو الاقتصادي في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا". معتبرًا أن دولة الإمارات تعد مركزًا سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا هامًا يجمع بين الشرق والغرب، وبوابة أساسية للشرق الأوسط".